فائزة رفسنجاني: حكومة روحاني معادية للمرأة

قالت في حوار مع {الشرق الأوسط} إن نساء إيران مثل قوات المشاة يكدحن من دون الحصول على مناصب

فائزة رفسنجاني
فائزة رفسنجاني
TT

فائزة رفسنجاني: حكومة روحاني معادية للمرأة

فائزة رفسنجاني
فائزة رفسنجاني

لا فرق بين المحافظين والإصلاحيين، ولا يختلف الأمر أساسا من يحكم من المجموعات السياسية في إيران. فالجميع متحجرون بشأن قضية المرأة، وبصراحة: «أشعر بنوع من معاداة المرأة في هذه الحكومة». الحديث هو لـ«فائزة هاشمي رفسنجاني»، (50 عاما)، التي قضت أكثر من 20 سنة من عمرها في الأنشطة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والرياضية. وهي الابنة الثانية لآية الله أكبر هاشمي رفسنجاني، وعملت عضوا في البرلمان، ورئيسة لاتحاد رياضة النساء، ومديرة لصحيفة، وناشطة في حزب «كوادر البناء». وذاقت في النهاية تجربة السجن، وحاليا تفكر في نشاط أكثر جدية في حزب كوادر البناء.
تحدثت فائزة رفسنجاني في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن الثقافة الذكورية في إيران، قائلة إنها لا تنحصر في الرجال، بل تشمل النساء والأمهات والعوائل أيضا. وتقول فائزة رفسنجاني، وبلغة حادة ونقدية: «مع الأسف، أصبحت النساء في إيران كقوات مشاة. فرغم كدحهن وعملهن المساير لعمل الرجال، لا يحصلن على المناصب عندما يحين موعد تقسيم الغنائم رغم طاقاتهن»، وذلك بسبب ما تصفه بـ«جريمة» الأنوثة. تعبر فائزة عن خيبة أملها إزاء الظروف الراهنة في إيران، وتدعو إلى تخصيص حصص للنساء في البرلمان والحكومة ومناصب الإدارة. ورغم أنها تعد من منتقدي حكومة أحمدي نجاد الرئيس السابق، لكنها تقول إن الكثير من النساء كن مسؤولات تنفيذيات في عهده. وتتحدث كثيرا عن الطوابير والحواجز والجدران الزجاجية. وفيما يلي نص حوار «الشرق الأوسط» مع فائزة رفسنجاني:

* كيف تصنفين مراحل المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية في إيران، وما تقييمك لها؟
- إني أنظر إلى المشاركة النسائية من بعدين: الأول، دور المرأة الإيرانية ونشاطها اللذان يمضيان إلى الأمام دوما بوتيرة ثابتة نوعا ما، والآخر دور الحكام والسلطات التي لا يتناسب أدائها مع واقع المرأة الإيرانية ومتأخر عنه جدا. فالمسار الذي شهدته النساء خلال الأعوام الـ35 بعد قيام الثورة كان مسارا صاحبته حواجز كبيرة غير متناسبة مع أنشطة النساء، إذ لا أرى تفاوتا كبيرا في الفترات المختلفة لتمييز بعضها عن بعض. مع الأسف، يشترك المحافظون والإصلاحيون أو اليمينيون واليساريون والفصائل السياسية المختلفة الحاكمة جميعا في نظرتهم إلى المرأة، وهي نظرة متحجرة مشفوعة بثقافة ذكورية.
* ما التغيير الذي تشاهدينه في المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة الإيرانية قبل وبعد قيام الثورة؟
- ليست لدي معلومات دقيقة عن مشاركة المرأة الإيرانية في الشؤون السياسية والاجتماعية في عهد الشاه، لأنني لم أتجاوز الـ16 عاما آنذاك، وتعود معلوماتي إلى المسموعات والمصادر المنشورة. في رأيي، ومن البعد السياسي، كان الوضع في عهد الشاه، أي قبل 35 سنة، أفضل من الآن، وفقا للإحصائيات. وبما أنه كان لدينا في ذلك العهد امرأتان وزيرتان (وزيرة التعليم والتربية، ووزيرة الدولة في شؤون المرأة) يجب أن يكون لدينا حاليا عدة نساء وزيرات، لكن لا توجد حتى امرأة وزيرة واحدة. كما كان عدد النساء الأعضاء في مجلسي «الشورى الوطني» و«الشيوخ» في عهد الشاه أكثر منهن حاليا، وذلك بالنسبة المئوية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار العولمة وتحسن ظروف المرأة في العالم خلال العقود الثلاث الماضية، فسنرى أننا في إيران تراجعنا كثيرا في مجال المشاركة السياسية للنساء.
أي إننا، سياسيا، لم نتطور قط، بل تخلفنا أيضا، لكن في الشأن الاجتماعي الوضع يختلف، لأن مراعاة الموازين الإسلامية للمرأة أدت بنشاطها الاجتماعي إلى أن يتسع في أنحاء البلاد كافة. في عهد الشاه، لم تكن تطمئن العوائل إلى مشاركة المرأة في شؤون المجتمع، فلذا كانت المشاركة محدودة في هذا المجال.
ويمكننا القول إن مشاركة المرأة في الشؤون الاجتماعية كالدراسة في الجامعات والرياضة والفن بل وحتى في المجال العمالي.. إلخ، تطورت بعد قيام الثورة وهذا لا يتناسب والتخلف في المجال السياسي.
* يمر أكثر من سبعة أشهر على عمر حكومة السيد روحاني، ما تقييمك لآفاق المستقبل وفقا للإجراءات الأولية التي جرت في المجال النسائي؟ فهل كانت الخطوات الأولى صحيحة ومحكمة؟
- لا، لم تكن كذلك. في رأيي، إن انطلاقة الحكومة فيما يخص النساء لم تكن جيدة، وإني أشعر بأن هناك نزعة معادية للمرأة في هذه الحكومة.
* كان تشكيل وزارة المرأة، إحدى شعارات روحاني في حملته الانتخابية، لكن يبدو أن الأمر نسي بعد الانتخابات. فهل تعتبرين تشكيل وزارة لشؤون المرأة ضروري في إيران؟
- لا أعتقد نجاعة وزارة المرأة. وتدير نائبة رئيس الجمهورية حاليا شؤون المرأة في إيران، ولا أتصور أن صلاحياتها أقل من صلاحيات الوزير، كما أنه جرى التضييق على دائرة عمل الوزير بسبب رقابة البرلمان عليه، خاصة أن البرلمان يبحث في الظروف الراهنة عن ذرائع ضد الحكومة لعرقلة عملها. فعلى سبيل المثال، إني أرى أن تجربة تبديل نيابة التربية البدنية إلى وزارة للرياضة لم تكن ناجحة؛ فلم تضف شيئا للرياضة، بل قللت من الجسارة اللازمة للعمل وإيجاد التحول.
* هل يعني ذلك في رأيك أن تشكيل وزارة خاصة بالمرأة في الكثير من الدول المتطورة أو النامية ليس أمرا مناسبا في إيران؟
- في رأيي، في مجال الرياضة لا فرق كثيرا بين تشكيلات وزارة الرياضة والمسؤوليات التي جرى تعريفها للحوزة الخاصة بنيابة رئيس الجمهورية؛ أي لم يضف إلى الأمر شيئا بعد أن أصبحت لدينا وزارة للرياضة. فعلى سبيل المثال، كان لمنظمة التربية البدنية فروع في كل المدن بل والقرى، لكن حاليا وبعد أن أصبحت لدينا وزارة للرياضة لم يتغير شيء. بل ومن بعض الجهات قد أصبح الأمر أسوأ، حيث يجري وباستمرار استجواب الوزير في البرلمان ويؤدي ذلك إلى أن يصبح الوزير محتاطا أكثر في عمله. فإذا كانت اتجاهات البرلمان تتطابق والحكومة لكان الأمر أنجع، لكن عندما يكون تباين بين الاثنين سيصبح الأمر مؤذيا، لذا فإني لا أعد الوزارة أقوى من نيابة رئاسة الجمهورية.
* هل في رأيك يمكن أن تنجز أعمال مهمة في مجال شؤون المرأة بوجود نيابة لرئاسة الجمهورية خاصة بالمرأة؟
- نعم، يمكن لهذه النيابة أن تنجز أي مشروع ومخطط تراه مناسبا.
* حصلت في الانتخابات البرلمانية في دورتها الخامسة (1996) على أعلى نسبة تصويت كأحد النواب عن مدينة طهران، وتمكنت 14 امرأة من الدخول إلى البرلمان في تلك الدورة التي شهدت أعلى نسبة للمشاركة النسائية خلال الدورات البرلمانية التسع، وسجلت نسبة مشاركة المرشحات لخوض الانتخابات البرلمانية انخفاضا من الدورة الخامسة حتى التاسعة (الحالية). كيف تنظرين إلى المشاركة النسائية في البرلمان؟
- هذا صحيح. كان وجود النائبات في البرلمان الخامس الأعلى في كل الدورات. يعتقد البعض أن المشاركة النسائية لا دخل لها بالحكام، بل إنها مرتبطة بتدني نسبة التصويت لصالح المرشحات. قد يكون هذا الاستنتاج سليما، غير أن عملية الحصول على نسبة كبيرة من التصويت تتطلب توفير عناصر، منها الحملة الإعلامية. على سبيل المثال، إن وسائل الإعلام تتداول أخبار الأشخاص الذين يتولون رئاسة الدوائر، والمديرين، وحكام المحافظات، ورؤساء البلدية، وعمداء الجامعات، وأصحاب المناصب بشكل أكبر ويتعرف الناس عليهم، ويستمعون إلى وجهات نظرهم. ومن ثم، يحصل هؤلاء على نسبة تصويت كبيرة لدى ترشحهم للانتخابات البرلمانية. لا تتمكن المرأة من تولي المناصب الإدارية العليا غير الاستثناءات الموجودة، ولا يسلط الضوء عليهن، ولا يتوقع أن يجري التعرف عليهن والتصويت لصالحهن خلال الأيام القليلة من الحملات الانتخابية بمجرد الصور والدعايات الانتخابية. والأمر المهم هو ضرورة عدم تجاهل سيادة ثقافة الذكورية في المجتمع التي لا تقتصر على الرجال فقط، بل تشمل النساء، والأمهات، والعوائل بشكل عام. والأمر الثاني أن الأحزاب تلعب دورا مهما في وصول المرشحين إلى البرلمان، في الوقت الذي يشكل الرجال النسبة الأكبر في قائمة الأحزاب وتنخفض نسبة المشاركة النسائية فيها. ويمكن، وللأسف، تشبيه النساء في إيران بالمشاة في المعركة، حيث يعملن جنبا إلى جنب الرجال، ولكنهن لا يحصلن على غنائم الحرب رغم الطاقات التي يتمتعن بها، وذلك بتهمة «الأنوثة». ويجري تجاهل المرأة.
* هل تعدين مشاركة النساء، ورغم قلة عددها، في البرلمان منذ الدورة الأولى حتى الدورة الحالية فعالة؟
- تبلغ حصة النساء في البرلمان أقل من خمسة في المائة، ويمكن توقع فاعليتها بقدر حصتها البرلمانية. تؤثر نسبة التصويت في الأداء البرلماني. ولكنني أعتقد أن النساء قد حققن دورا فعالا في البرلمان، رغم هذه النسبة المتواضعة. أنا لا أتذكر في الوقت الحاضر تفاصيل التصنيفات والنماذج عن المشاركة النسائية. وإذا قام البرلمان بدراسة تقييمية للأمر فستتضح الحقائق بسهولة. ولكن، ما يمكن للمرأة فعله في البرلمان في ظل قلة عدد النائبات؟ وتواجه النائبات معارضة عدد كبير من النائبين من أجل التصديق على مشروع ما، خاصة إذا كان يرتبط بشأن نسائي. لا يتوقع حصول المعجزة في ظل هذا العدد القليل من النساء في البرلمان.
* هل تفكرين في خوض الانتخابات البرلمانية مرة أخرى إذا كانت الفرصة سانحة؟
- لم أتخذ هذا القرار بعد. إذا توافرت الظروف الملائمة فسأفكر في الأمر، ولكنني لا أعتقد ذلك في الوقت الحاضر.
* السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل عدم الرغبة النسائية في الانخراط في المشهد السياسي والاجتماعي نابع عن قناعة شخصية أم أن المجتمع الذي تسود فيه الثقافة الذكورية يشن حملة إقصاء بحق المرأة في مختلف المجالات؟
- لدينا بالتأكيد عدد قليل من النساء اللاتي يرفضن المناصب الإدارية العليا المقترحة عليهن. في المقابل، تبذل شريحة واسعة من النساء جهودا مضنية للمشاركة في مختلف المجالات، ولكنهن يواجهن الإقصاء. شاركت النساء، على سبيل المثال، في الفترة التي تلت فوز روحاني بمنصب الرئاسة بشكل فردي وفئوي في النشاط السياسي والاجتماعي وتشكيل اللوبيات، وقامت بإنشاء فريق عمل نسائي. وحصلت المرأة في الحكومة الجديدة على نسبة مخيبة للآمال في تولي الحقائب السيادية.
* يتولى الرجل والمرأة مناصب وزارية متساوية في عدد من الدول الأوروبية وحتى غير الأوروبية مثل دولة الفلبين، في الوقت الذي لا يمكن تسمية وجوه نسائية بارزة في إيران تولين مناصب وزارية؛ كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟
- لا أوافقك الرأي، وقد عبرت نوعا ما عن رأيي في هذا الشأن. يتولى الرجال الإشراف على المناصب الإدارية العليا في إيران، وعلى المرأة الحصول على موافقة الرجال لتولي مناصب إدارية. ويجب على المرأة البدء بنشاطاتها من مستويات إدارية متدنية وصولا للمراكز الأعلى، على سبيل المثال: الانطلاق من منصب الموظف، ومن ثم الارتقاء إلى رئاسة الدائرة، ونائب المدير العام والمدير العام. وتواجه النساء في إيران في مرحلة ما الطوابير، والجدران الزجاجية التي تقف حجر عثرة في طريقهن للتطور، والنمو لسبب واحد وهو كونهن نساء.
يجري تجاهل الطاقات النسائية وعدم الاهتمام بتوظيف هذه الطاقات، مما يؤدي إلى تباطؤ مسيرة المشاركة النسائية في القطاعات السياسية.
حققت المرأة تقدما كبيرا في بعض المجالات التي يتمتعن فيها بحرية التحرك، بما فيها الجامعات، التي وصلت نسبة الطالبات فيها نحو 70 في المائة، في الوقت الذي لا تتولى امرأة واحدة منصب عميد الكلية أو معاون رئاسة الكلية في إيران. هل من المعقول ألا توجد امرأة بين هذا العدد الهائل من النساء من أصحاب الشهادات العليا تكون قادرة على تولي منصب إداري كبير يشرف على المستويات الجامعية كافة؟! فكيف يمكن للرجال تولي هذه المناصب؟
أريد أن أضرب مثالا على ذلك. لقد قدمت امرأتين من أصحاب التجارب لحاكم أحد الأقاليم كمرشحات لتولي مناصب مختلفة متاحة لديهم. ولكنهم قالوا لي إن هذه النسبة (امرأتان) كبيرة جدا. رددت عليهم بأن عددا كبيرا من الرجال يشغلون المناصب الإدارية العليا، فهل وجود امرأتين فقط في هذه المناصب يبدو كثيرا للغاية؟
تترسخ هذه الأفكار للأسف في المجتمع، لا يقبل أصحابه بارتقاء النساء ويقفون كحاجز في طريقهن. قد لا أتمكن من إعداد قائمة بالنساء ذوات الكفاءة في القطاعات كافة، ولكن كل فرد يستطيع بسهولة إعداد قائمة طويلة بالنساء المؤهلات في المجال الذي ينشط فيه. لدينا الكثير من النساء من أصحاب الكفاءات في المجالات المختلفة وحتى لتولي المناصب الوزارية، ولكنهن غير معروفات.
* وقد بلغت المرأة أخيرا منصب مدير البلدية في بعض المدن الصغيرة، وهذه ظاهرة غير مسبوقة. هل تعدين هذا الأمر حدثا إيجابيا أم مرحليا؟
- تعد مثل هذه الأحداث إيجابية، ولكنها تسير بوتيرة متباطئة. لقد حققت النساء نموا کبیرا، ولكن الفرص الإدارية المتاحة لهن شحيحة جدا. وصل عدد النساء اللاتي يتولين منصب رؤساء البلدية في أنحاء البلاد كافة إلى ثلاث أو أربع، في الوقت الذي يتجاوز عدد المدن الإيرانية 500 مدينة. لا نشهد زيادة في عدد المناصب التي يجري توليها من قبل النساء. بلغت المشاركة النسائية في المناصب الإدارية في فترة رئاسة السيد أحمدي نجاد مستويات قياسية.
* هل كان ذلك خطوة استعراضية من قبل السيد أحمدي نجاد؟
- لا أعتقد ذلك، لأن هذه الخطوة، سواء كانت استعراضية أم لا، أدت إلى بلوغ المرأة مناصب إدارية عليا، بما فيها شغل حقيبة وزارية.
* وهل يعد الالتزام الصارم بالحجاب الإسلامي عنصرا أساسيا يساهم في وصول المرأة إلى مناصب إدارية عليا؟
- الأمر ليس هكذا. على سبيل المثال: السيدة ابتكار لم تلتزم الحجاب المتمثل في ارتداء التشادور، ولكنها ارتدت التشادور بعد وصولها إلى منصب نائب رئيس الجمهورية. وهناك أمثلة للنساء اللاتي شغلن مناصب إدارية ولم يلتزمن ارتداء التشادور. ينتمي أصحاب المناصب بالإجمال إلى هذا النظام، وإذا أراد فرد، سواء أكان رجلا أم امرأة، أن يتولى منصبا ما، فبالتأكيد سيكون ملتزما دينيا. لا يعد عدم ارتداء التشادور مانعا يقف في وجه النساء. هناك الكثير من النساء اللاتي يتولين مسؤوليات في الجامعات، والدوائر الحكومية، والمصانع ولا يرتدين التشادور.
* لقد خضت التجربة الحزبية من خلال انتمائك إلى حزب «كوادر البناء». لماذا تعد تجربة النساء في الانخراط في المشهد الحزبي خجولة؟
- إن الأمر يعود - كما ذكرت سابقا - إلى الثقافة الذكورية السائدة على النشاط الحزبي. وتستطيع هذه الأحزاب أن تمهد الأرضية للقضاء على هذه الرؤية، رغم أن النشاط الحزبي في إيران يختلف عن نظيره في الدول المتقدمة، إذ لا يعد تولي الرجل رئاسة المجلس المركزي لحزب ما مشكلة لكونه رجلا، ولكن الأمر يختلف جذريا بالنسبة للنساء، لأن تولي هذا المنصب يتطلب فردا يتمتع بمواصفات كاملة.
* وما الحلول التي تقدمينها للقضاء على هذه الظاهرة؟
- يجب على الأحزاب الاهتمام بمشاركة المرأة في عملية صنع القرار، أو إدراجها ضمن القائمة الانتخابية للأحزاب، أو تشكيل اللوبيات لدعم تولي النساء مناصب عليا تماما كما يحدث بالنسبة للرجال. والأمر المهم هو أن تعمل الأحزاب على تشكيل اللوبيات لتعديل القوانين.
كما ينبغي تخصيص حصص للمشاركة النسائية لتولي المناصب الإدارية، وذلك نظرا إلى التجربة الفاشلة التي مررنا بها خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية. قد قام الكثير من دول العالم بتطبيق تجربة تخصيص الحصص لتولي المناصب الإدارية، وجرى تخصيص نسبة 30 في المائة على الأقل من المناصب الإدارية على المستويات المختلفة أو المشاركة في البرلمان للنساء بهذه الدول، في الوقت الذي تقوم الأحزاب بتشكيل اللوبيات والعمل على التصديق على قراراتهم.
وأعتقد أنه يجب تطبيق النموذج المذكور في إيران، وذلك نظرا إلى مرور أكثر من ثلاثة عقود على قيام الثورة ونشاطاتي في الكثير من القطاعات. لم أؤمن بضرورة تطبيق مثل هذا النموذج سابقا، وكنت أعتقد ضرورة بذل الجهود من قبل المرأة لبلوغ ما تسعى إليه. ولكنني أرى اليوم أن النساء خضن تجربة طويلة لتولي المناصب الإدارية العليا، ولكن جهات لا تسمح لهن بالوصول إلى ما يردن، في الوقت الذي يتمثل الحل للخروج من هذه الأزمة في تخصيص الحصص للجنسين لتولي المناصب الإدارية العليا.
تطبق دول نامية، مثل العراق وأفغانستان، هذا النموذج الذي يقضي بوضع قوانين تنص على تخصيص حصة تبلغ 30 في المائة للنساء في البرلمان، أو مشاركة النساء في الحكومة بنسبة 20 أو 30 في المائة. وتسمح هذه الآلية لرئيس الجمهورية أو الجهاز الحكومي بالبحث عن نساء مؤهلات.
أعتقد أنه يجب تطبيق هذا النموذج في إيران بسبب حالة اليأس التي وصلنا إليها، وقد تؤدي الأحزاب دورا بارزا بهذا الخصوص.
* هل ترغبين في ممارسة النشاط الحزبي مرة أخرى؟
- نعم، بالتأكيد. وأخطط للأمر.
* وهل تنخرطين في النشاط الحزبي في إطار حزب «كوادر البناء»؟
- بالتأكيد، أرى حزب «كوادر البناء» الأنسب بين الأحزاب كافة الموجودة في إيران.
* لنبتعد عن السياسة قليلا. فقد توليت منصب رئاسة الاتحاد الرياضي الإسلامي للنساء، وقد علق عمل هذا الاتحاد من قبل السيد أحمدي نجاد في عام 2010. هل من المتوقع أن يجري استئناف عمل الاتحاد الرياضي الإسلامي للنساء؟
- جرى تشكيل فرق عمل مخصصة، إحداها رياضية في الفترة التي تراوحت بين انتخاب السيد روحاني رئيسا للجمهورية ومراسم أداء القسم. وقد اقترحت هذه الفرق ومجموعات أخرى استئناف عمل الاتحاد الرياضي الإسلامي للنساء. ولقي الاقتراح ترحيبا واسعا، غير أنه لم يحدث شيء على أرض الواقع، ولم تتجاوز هذه الاقتراحات مستوى التصريحات.
* ما أهم العوائق التي تعترض الرياضة النسائية؟
- تتمثل المشكلة الجوهرية في الإدارة التي تبرز في القطاعات الأخرى. وأنا أؤمن بمشاركة النساء والرجال في المناصب الإدارية وإجراء تعديلات قانونية تشمل إحياء مكانة المرأة في قطاع الرياضة الذي شهد ضعفا في الإدارة النسائية خلال السنوات الماضية خلافا للدورات السابقة. أدى ضعف الإدارة في بعض المستويات إلى انهيار بعض الأقسام. وإذا عولج هذا الموضوع فستتمهد الأرضية للخروج بحلول إزاء باقي القضايا. وتعد هذه المشكلة جوهرية، والمشاكل الأخرى مشاكل بنوية، شهدت تعديلات أثارت مشاكل في السنوات الأخيرة.
* هل هذه النظرة تتسم بالتفاؤل؟
- لا أعلق آمالا كبيرة بشأن حدوث تطورات كبيرة في فترة السيد روحاني الرئاسية. لأننا شاهدنا تعامل الحكومة منذ بداية توليها الحكم. ووصلت المرأة إلى منصب معاون رئاسة الاتحاد الرياضي النسائي. ولا أعني بتولي النساء مناصب إدارية عليا بإدارة النساء للشأن الرياضي المخصص للنساء، لأن ذلك سيحدث عاجلا أم آجلا. أقصد هنا مشاركة النساء في مراكز صنع القرار مثل رئاسة الاتحاد الرياضي، ومناصب مديري العموم في المحافظات، ونيابة الوزراء، والمشاركة في الهيئة الإدارية للنوادي الرياضية. هذا ولم يجر تعيين امرأة لرئاسة اتحاد رياضي في إيران.
* هل شعرت بأنك في الوقت الحاضر مختلفة عما السابق عندما بدأت ممارسة النشاط الاجتماعي والسياسي منذ 20 سنة؟
- أشعر بأنني أتمتع في الوقت الحاضر بنضج أكثر وتجربة أكبر. هذا شعوري الخاص، لأن كل فرد يرى نفسه في حالة تطور مستمر، ولكن يجب على الآخرين تقييم نشاطاتي.

* خدمة الشرق الأوسط فارسي (شرق بارسي)



(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

(تسلسل زمني) الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية في أستراليا منذ بداية حرب غزة

تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
تعمل الشرطة المسلحة في موقع الحادث بعد إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني (أستراليا ) بتاريخ 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

شهدت أستراليا سلسلةً من الهجمات المرتبطة بمعاداة السامية على عدد من المعابد اليهودية والمباني والسيارات منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

أقامت الشرطة مسرح جريمة في منزل أحد المشتبه بهم في ضاحية بونيريج عقب حادث إطلاق نار على شاطئ باوندي في سيدني نيو ساوث ويلز - أستراليا في 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفيما يلي بعض الوقائع الرئيسية:

* 25 مايو (أيار) 2024: رسوم جرافيتي على جدران في أكبر مدرسة لليهود بأستراليا في ملبورن.

* 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2024: رسوم جرافيتي معادية للسامية على جدران مخبز لليهود في سيدني، مع ترك رسالة لصاحب المخبز تقول «كن حذراً».

* 17 أكتوبر: إحراق مدخل مصنع «كيرلي لويس» للجعة في منطقة بونداي بسيدني.

* 20 أكتوبر: إضرام النار في مطعم «لويس كونتيننتال كيتشن» اليهودي المجاور في بونداي.

وجه فريق عمل يحقق في الهجمات المعادية للسامية لعضو سابق في عصابة لراكبي الدراجات النارية في مارس (آذار) تهمة تحريض رجلين على إضرام النار في واقعتي مصنع الجعة والمطعم من أجل تشتيت جهود الشرطة. وأنكر التهم الموجهة إليه وأطلق سراحه بكفالة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لاحقاً إن معلومات من وكالة المخابرات الوطنية أظهرت أن الحكومة الإيرانية كانت وراء الهجوم على المطعم.

* 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024: إحراق سيارات وتخريب مبان، شرق سيدني، وهي منطقة يسكنها عدد كبير من اليهود.

* 6 ديسمبر (كانون الأول) 2024: إضرام النار في كنيس «أداس إسرائيل» في جنوب ملبورن، وتعاملت الشرطة مع الواقعة على أنها هجوم إرهابي محتمل.

وجه فريق عمل لشرطة مكافحة الإرهاب في ولاية فيكتوريا في أغسطس (آب) 2025 اتهامات إلى رجلين على صلة بالهجوم. بعد ذلك بأيام، أعلن ألبانيزي أن الحادث كان بتحريض من الحكومة الإيرانية أيضاً.

* 6 ديسمبر 2024: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن الهجمات المعادية للسامية في أستراليا مرتبطة بدعم حكومتها لقرار للأمم المتحدة يؤيد قيام دولة فلسطينية.

وصل ضباط الشرطة إلى مستشفى سانت فنسنت عقب حادثة إطلاق نار في شاطئ بوندي بمدينة سيدني أستراليا في 15 ديسمبر 2025 (رويترز )

* 9 ديسمبر 2024: إطلاق فرقة عمل تابعة للشرطة الاتحادية للتصدي للجرائم المرتبطة بمعاداة السامية.

* 11 ديسمبر 2024: إحراق سيارات وتخريب مبانٍ في شرق سيدني.

* 7 يناير (كانون الثاني) 2025: توجيه اتهام لرجل بعد أن تردد أنه هدد مصلين بالقرب من كنيس في شمال سيدني.

* 10 يناير 2025: رسوم جرافيتي تشمل الصليب المعقوف على جدران كنيس في جنوب سيدني.

* 11 يناير 2025: رسوم جرافيتي على جدران كنيس في غرب سيدني ومحاولة لإضرام النار به.

وصف كريس مينز رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز الهجوم بأنه تصعيد في الجرائم المعادية للسامية.

وتعرضت سيارات ومنازل في غرب سيدني للتخريب برسوم جرافيتي معادية للسامية.

* 16 يناير 2025: فريق العمل الاتحادي المعني بمعاداة السامية ينفذ أول عملية اعتقال، موجهاً الاتهام إلى رجل من سيدني بإصدار تهديدات بالقتل والتخريب.

* 17 يناير 2025: إضرام النار في سيارات وتعرض منزل في شرق سيدني كان يملكه أحد زعماء الجالية اليهودية للتخريب.

* 19 يناير 2025: مينز يعلن قوانين لتعزيز الحماية من خطاب الكراهية وحظر الاحتجاجات خارج دور العبادة.

* 21 يناير 2025: وضع رسوم جرافيتي على جدران مركز لرعاية الأطفال في شرق سيدني وإضرام النار فيه.

الشرطة توجه اتهاماً لامرأة فيما يتعلق بهجوم وقع في 11 ديسمبر، وألبانيزي يعلن عقد اجتماع للحكومة رداً على تصاعد معاداة السامية.

* 29 يناير 2025: شرطة نيو ساوث ويلز تقول إنها عثرت على مقطورة مليئة بالمتفجرات في شمال غرب سيدني. السلطات تقول في وقت لاحق إنها كانت خطة زائفة وضعتها شبكة للجريمة المنظمة لمهاجمة كنيس يهودي في سيدني، بهدف تشتيت موارد الشرطة.

* 12 فبراير (شباط) 2025: السلطات الأسترالية تعلن إيقاف ممرض وممرضة في مستشفى بسيدني عن العمل بسبب تهديدهما بقتل مرضى يهود ورفض علاجهم بحسب مقطع على تطبيق «تيك توك»، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق.

* 4 يوليو (تموز) 2025: فرار 20 يهودياً خلال عشاء السبت في كنيس شرق ملبورن من حريق وصفته الشرطة بأنه متعمد. وألقي القبض على رجل وجرى اتهامه بارتكاب جرائم مختلفة، وتزامن ذلك مع تحقيق السلطات فيما إذا كانت الواقعة مرتبطة بمشكلة وقعت في الليلة نفسها بمطعم إسرائيلي في المدينة.

* 14 ديسمبر: قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وأصيب أكثر من 10 بعد أن فتح مسلحان النار خلال أول ليلة احتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على شاطئ بونداي في سيدني.


اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
TT

اتساع المعارك بين تايلاند وكمبوديا مع دخول النزاع أسبوعه الثاني

جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)
جنود يحملون نعش متطوع في القوات الخاصة قضى خلال اشتباكات على طول الحدود الكمبودية- التايلاندية في مقاطعة ناراثيوات جنوب تايلاند الأحد (أ.ف.ب)

أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات بجنوب شرقي البلاد، الأحد، مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الجانبين اتفقا على وقف القتال، الأمر الذي نفته بانكوك لاحقاً.

ولجأ البلدان إلى حمل السلاح مرات عدة العام الحالي، منذ مقتل جندي كمبودي في مناوشات وقعت في مايو (أيار)، ما أدى إلى تجدد صراع أدى إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، الأميرال سوراسانت كونجسيري، في مؤتمر صحافي في بانكوك، بعد إعلان حظر التجول: «بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة» منذ أن أكدت كمبوديا مجدداً انفتاحها على وقف إطلاق النار السبت.

وأضاف أن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي؛ لكن «على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولاً، قبل أن نتمكن من التفاوض».

ويشمل حظر التجول الذي فرضته تايلاند 5 أحياء في إقليم ترات المجاور لكوه كونغ، باستثناء جزيرتي كوه تشانغ وكوه كود السياحيتين.

وفرض الجيش في وقت سابق حظر تجول في إقليم ساكيو شرق البلاد، ولا يزال سارياً.

وأفادت وزارة الصحة التايلاندية بأن مدنياً يبلغ 63 عاماً قُتل الأحد، خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدُّد النزاع قبل أسبوع. وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في 7 ديسمبر (كانون الأول) إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً تايلاندياً و11 مدنياً كمبودياً على الأقل، حسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.

ومن مخيم لإيواء النازحين في مقاطعة بانتاي مينتشي الكمبودية الحدودية، قال شون ليب (63 عاماً) الأحد: «أنا هنا منذ 6 أيام، وأنا حزين لاستمرار القتال. أقلق على منزلي وماشيتي. أريد أن يتوقف هذا»، حسبما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية» في تقرير لها الأحد.

متطوعان أمنيان يقومان بدورية لحماية السكان ومواشيهم في منطقة تايلاندية قرب الحدود مع كمبوديا السبت (أ.ف.ب)

ويتبادل البلدان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. وأعلن الرئيس ترمب، الجمعة، أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية، بعد اتصال هاتفي برئيسَي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، بينما تواصلت المعارك السبت والأحد.

موقف ترمب

وقال ترمب إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند، أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت يوم الجمعة، وإنهما اتفقا على «وقف إطلاق النار» كلياً.

وتعهد أنوتين السبت بمواصلة القتال «حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات».

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق، إن ترمب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات، و«سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم».

وأفاد مسؤول عسكري تايلاندي بأن كمبوديا قصفت عدداً من المقاطعات الحدودية مساء السبت ويوم الأحد.

ومن جهتها، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف «الهاون» في المناطق القريبة من الحدود، منذ منتصف ليل السبت- الأحد.

سكان جرى نقلهم إلى مخيم داخل منطقة كمبودية حدودية مع تايلاند وسط تجدد الاشتباكات مع تايلاند (رويترز)

مهاجرون عالقون

وأغلقت كمبوديا السبت كافة المعابر الحدودية مع تايلاند، ما أدى إلى عرقلة عبور مهاجرين على جانبي الحدود. وتحت خيمة مؤقتة في مخيم بانتاي مينتشي، روَت تشيف سوكون (38 عاماً) أنها وابنها غادرا تايلاند مع عشرات الآلاف من المهاجرين الكمبوديين عند اندلاع القتال، بينما بقي زوجها -وهو بستاني- في تايلاند، للعمل لدى «رب عمل تايلاندي طيب». وقالت: «طلب مني أن أعود أولاً. وبعد ذلك أُغلقت الحدود ولم يعد قادراً على العودة». وأضافت: «أقلق عليه، وأطلب منه ألا يتجول... نخشى أن يتعرض للاعتداء إذا عرفوا أنه كمبودي».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة سورين التايلاندية، قال واتثاناتشاي كامنام، إنه شاهد آثار صواريخ في السماء المظلمة فجر الأحد، وسمع انفجارات بعيدة. ومنذ موجة أولى من الاشتباكات في يوليو (تموز) الماضي، يعمل أستاذ الموسيقى البالغ 38 عاماً على رسم مشاهد ملوَّنة على جدران الملاجئ، لدبابات وأعلام تايلاندية وجنود يسعفون جرحى. وقال: «أعيش القتال، وأريد فقط توثيق هذه اللحظات، لإظهار أن هذا واقعنا فعلاً».

خلفيات النزاع

وتتنازع تايلاند وكمبوديا السيادة على مناطق تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، على امتداد حدودهما البالغ طولها نحو 800 كيلومتر، والتي رُسمت مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية. وكانت موجة عنف سابقة في يوليو قد أودت بحياة 43 شخصاً خلال 5 أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النزوح، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) توصَّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس ترمب، غير أن بانكوك علَّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها.


تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

عبر العديد من قادة العالم عن إدانتهم للهجوم الذي استهدف احتفال يهودي على شاطئ بونداي في سيدني، الأحد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات.

وفيما يلي تصريحات أدلى بها زعماء من أنحاء العالم بعد الهجوم:

مايك بورغيس المدير العام للأمن في منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

أنتوني ألبانيز رئيس وزراء أستراليا

«هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين، في أول يوم من عيد (حانوكا)، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان... في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن للتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة».

نايجل رايان نائب مفوض الأمن القومي بالوكالة في الشرطة الفيدرالية الأسترالية يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

سوزان لي زعيمة حزب «الأحرار» المعارض في أستراليا

«الأستراليون في حداد شديد الليلة، في وقت ضربت فيه الكراهية العنيفة قلب المجتمع الأسترالي الأيقوني... في مكان نعرفه جميعاً ونحبه... بونداي».

ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي

«لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا

«أخبار مؤلمة للغاية من أستراليا. تقدم المملكة المتحدة التعازي لكل من تأثر بالهجوم المروع في شاطئ بونداي».

* كريستوفر لوكسون رئيس وزراء نيوزيلندا

«أستراليا ونيوزيلندا أقرب من الأصدقاء، نحن عائلة. أشعر بالصدمة من المشاهد المؤلمة في بونداي، وهو مكان يزوره النيوزيلنديون كل يوم... تعاطفي ومشاعر جميع النيوزيلنديين مع كل من طالهم الأذى».

تعمل الشرطة الأسترالية وفرق الطوارئ بالقرب من موقع حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

* جدعون ساعر وزير خارجية إسرائيل

«صُدمت من هجوم إطلاق النار الذي أسفر عن قتلى، والذي وقع في مناسبة عيد (حانوكا) في سيدني بأستراليا... هذه نتائج شيوع معاداة السامية في شوارع أستراليا على مدى العامين المنصرمين، مع دعوات (عولمة الانتفاضة) المعادية للسامية والمحرِّضة التي تجسدت اليوم».

أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية

«صُدمت بالهجوم المأساوي الذي وقع على شاطئ بونداي. أبعث بخالص التعازي لعائلات الضحايا وأحبائهم... تقف أوروبا مع أستراليا واليهود في كل مكان. متحدون ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية».

خوسيه مانويل ألباريس بوينو وزير خارجية إسبانيا

«مصدوم بشدة من الهجوم الإرهابي في أستراليا على اليهود. أتضامن مع الضحايا وذويهم ومع شعب وحكومة أستراليا... الكراهية ومعاداة السامية والعنف لا مكان لها في مجتمعاتنا».

يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج

«صُدمت بالهجوم المروع الذي وقع في شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال بمناسبة عيد (حانوكا) اليهودي... أدين هذا العمل الإرهابي الخسيس بأشد العبارات الممكنة. أتقدم بأحر التعازي لجميع المتضررين من هجوم اليوم المأساوي».

أولف كريسترشون رئيس وزراء السويد

«صُدمت من الهجوم الذي وقع في سيدني واستهدف المجتمع اليهودي... أتعاطف مع القتلى وعائلاتهم. يجب أن نحارب معاً انتشار معاداة السامية».

أميركا تندد بالهجوم المسلح

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في سيدني اليوم (الأحد)، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 30 آخرين، عندما أطلق مسلحان النار على فعالية يهودية احتفالاً بأحد الأعياد.

وكتب روبيو في منشور على موقع «إكس»: «لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

وقال رئيس وزراء كندا: «نشعر بصدمة بالغة لمقتل 12 شخصاً في (هجوم إرهابي) على شاطئ بونداي في أستراليا».

الجمعية الألمانية الإسرائيلية تعرب عن شعورها بـ«الصدمة العميقة»

وأعربت الجمعية الألمانية الإسرائيلية عن شعورها بـ«الصدمة العميقة» إزاء الهجوم القاتل الذي وقع على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية. ونقل بيان عن رئيس الجمعية، فولكر بيك، قوله: «نحن مع الضحايا وذويهم. ونقف متضامنين إلى جانب المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «حتى وإن كان لا يزال يتعين التحقيق في كثير من الملابسات، فإن أمراً واحداً بات واضحاً بالفعل، وهو أن معاداة السامية تقتل».

وحسب تصريحات رسمية، فإن الهجوم الذي شنه مسلحون في المدينة الأسترالية الكبرى يعد «عملاً إرهابياً». وقال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) كريس مينز، في مؤتمر صحافي: «ما كان يفترض أن يكون يوم سلام وفرح تحتفل به الجالية مع الأهل والمناصرين، تحول إلى كابوس بسبب هذا الهجوم المروع الآثم؛ اليوم الأول من عيد (حانوكا)»؛ مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، إضافة إلى أحد المهاجمين.