وكالات دولية تعتزم جمع مليارات الدولارات لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة

مسؤولون ألمان وأوروبيون ينفون أنباء عن فرض ضريبة تضامن لتغطية تكاليف نفقات المهاجرين

وكالات دولية تعتزم جمع مليارات الدولارات لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة
TT

وكالات دولية تعتزم جمع مليارات الدولارات لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة

وكالات دولية تعتزم جمع مليارات الدولارات لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة

تعتزم وكالات دولية جمع مليارات الدولارات لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، من خلال اصدار سندات جديدة لمساعدة المشردين ودعم عمليات الاعمار في المنطقة التي تمزقها الحروب.
وأعلنت الامم المتحدة والبنك الدولي وبنك التنمية الاسلامي هذا الاقتراح، يوم (أمس) السبت، بعد اجتماع صناع السياسة العالميين لبحث سبل تخفيف الازمة الانسانية والاقتصادية الناجمة عن صراعات في دول من بينها سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، ان أكثر من 15 مليون شخص فروا من ديارهم، ما أدى الى تدفق سيل جارف من اللاجئين الى دول مثل لبنان والاردن.
وستطلب المبادرة ذات المسارين الدول المانحة توفير ضمانات لسندات لجمع أموال لمشروعات معينة تتراوح من دعم اللاجئين الى اعادة البناء للسماح للنازحين بالعودة الى ديارهم. وسيكون بعضها سندات اسلامية أو صكوكا مستهدفة المستثمرين في المنطقة.
وقال حافظ غانم نائب رئيس البنك الدولي للشرق الاوسط وأوروبا، انه سيُطلب من المانحين أيضا تقديم منح لخفض أسعار الفائدة للدول التي تستضيف الجزء الاكبر من اللاجئين من الاسعار التجارية لمستوى يصل للصفر. وقال بعد الاجتماع الذي عُقد خلال الاجتماعات وتتوقع الأمم المتحدة وصول مئات الآلاف من المهاجرين الى أوروبا هذا العام مع فرارهم من الحرب والفقر في أكبر موجة من النازحين منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال غانم ان التعبير عن الدعم جاء من مجموعة السبع ودول أوروبية أخرى للمبادرة التي قد تجمع أموالا بالمليارات خلال فترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات. واضاف "كل منا لديه مصلحة ذاتية في هذا. عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يؤثر على العالم بأسره ليس فقط من خلال النازحين ولكن أيضا من خلال الارهاب والتذبذب في أسعار النفط، ولذلك فان المجتمع الدولي كله له مصلحة فعلا في احتواء هذا وفي مساعدة تلك الدول على استعادة الاستقرار والعودة الى طريق التنمية والنمو".
وستضع مجموعة عمل اللمسات الاخيرة في تفاصيل عملية جمع الاموال المقترحة بحلول فبراير شباط .
وفي نفس الصعيد، نفى مسؤولون ألمان ومسؤولون في الاتحاد الاوروبي يوم السبت تقريرا لوسائل الاعلام قال ان برلين وبروكسل تجريان محادثات غير رسمية بشأن فرض نوع من ضريبة التضامن الاوروبية للمساعدة في تغطية تكاليف تدفق قياسي للمهاجرين.
وقال ستيفن سايبرت المتحدث باسم الحكومة الالمانية في بيان "الحقيقة الباقية هي أننا لا نريد زيادات ضريبية في ألمانيا أو فرض الاتحاد الاوروبي ضريبة".
ورفض أيضا متحدث باسم المفوضية الاوروبية هذا التقرير وقال "مثل هذا الاقتراح غير مطروح حاليا وليس قيد البحث". وأضاف "ان المفوضية لا تعلق مطلقا على الشائعات في الصحف".
وكانت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الالمانية قد قالت في وقت سابق ان الحكومة الالمانية والمفوضية الاوروبية تفكران في فرض ضريبة يمكن جمعها من خلال رسم اضافي على ضريبة البترول أو من خلال زيادة ضريبة القيمة المضافة.
وقالت الصحيفة التي تصدر في ميونيخ ان هذه الاموال الاضافية من ضريبة تضامن ستستخدم في مساعدة دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي مثل اسبانيا وايطاليا واليونان وبلغاريا لتأمين حدودها، بالاضافة الى المساعدة في تحسين الاحوال المعيشية في أوطان الساعين للجوء لتشجيع مواطنيها على البقاء هناك.
ولم تنسب الصحيفة تقريرها لمصدر، فيما أُرسل التقرير من ليما في بيرو حيث يحضر وزير المالية الالماني فولفجانج شيوبله اجتماعا لصندوق النقد الدولي.
وسأل صحفيون في ليما شيوبله عن فكرة ضريبة التضامن الاوروبية فقال "انها مسألة تتعلق بالمفوضية الاوروبية ولذلك فانني أشعر بضرورة أن أقتصر على ما قلته بالفعل وهو انني أعتقد أن ادارة هذه المهمة (تدبير أمر تدفق اللاجئين) لها الاولوية الاولى".



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.