«الدرون» تنضم إلى ترسانة الأسلحة العراقية في الحرب ضد «داعش»

التنظيم المتطرف يعدم 19 مدنيًا أمام ذويهم في القائم بالأنبار

أول طائرة عراقية قتالية مسيّرة «درون» تنطلق من قاعدة الكوت الجوية بحضور وزير الدفاع خالد العبيدي أمس («الشرق الأوسط»)
أول طائرة عراقية قتالية مسيّرة «درون» تنطلق من قاعدة الكوت الجوية بحضور وزير الدفاع خالد العبيدي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«الدرون» تنضم إلى ترسانة الأسلحة العراقية في الحرب ضد «داعش»

أول طائرة عراقية قتالية مسيّرة «درون» تنطلق من قاعدة الكوت الجوية بحضور وزير الدفاع خالد العبيدي أمس («الشرق الأوسط»)
أول طائرة عراقية قتالية مسيّرة «درون» تنطلق من قاعدة الكوت الجوية بحضور وزير الدفاع خالد العبيدي أمس («الشرق الأوسط»)

أضافت القوات المسلحة العراقية سلاحًا جديدًا إلى ترسانة الأسلحة التي تتصدى بها لتنظيم داعش، إذ أقلعت أول طائرة قتالية عراقية مسيّرة «درون» أمس من قاعدة الكوت (جنوب شرقي بغداد) باتجاه محافظة الأنبار الغربية لاستهداف مراكز تابعة للتنظيم المتطرف.
وقال مصدر أمني في وزارة الدفاع العراقية، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «الطائرة أقلعت بحضور وزير الدفاع خالد العبيدي وتحمل صواريخ مضادة للدروع وصواريخ ضد الأشخاص»، مشيرا إلى أن العراق كان في السابق يستعين بطائرات أميركية دون طيار لتوفير المعلومات حول أماكن انتشار تنظيم داعش والوضع في المحافظات التي يسيطر عليها.
من جانب آخر، كثف تنظيم داعش من زرع الألغام لإعاقة تقدم القوات الأمنية العراقية وتطهير مدينة الرمادي. وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي، إن «القوات الأمنية تسير بخطى ثابتة من المحورين الغربي بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب والمحور الشمالي بقيادة عمليات الأنبار، وإن تقدم القوات الأمنية دقيق ومحسوب للحفاظ على أرواح مقاتلينا والبنى التحتية، حيث بدأ مجرمو (داعش) بزرع أعداد كبيرة من العبوات الناسفة في الطرق المؤدية إلى مركز مدينة الرمادي من أجل إعاقة تقدم قواتنا».
وفي سياق متصل، أفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة الأنبار بأن تنظيم داعش أعدم 19 شخصًا رميًا بالرصاص، بتهمة التعاون مع القوات الأمنية، بينما كشف أن التنظيم منع ذوي الضحايا من رفع جثث أبنائهم. وقال المصدر، إن «الإعدامات تمت وسط قضاء القائم غرب العراق، وأمام الأهالي الذين أجبروا على مشاهدتها». وأضاف المصدر أن «التنظيم منع ذوي الضحايا من رفع جثث أبنائهم وأبقاها في ساحة لجمع النفايات»، لافتًا إلى أن التنظيم هدد الأهالي بالقتل وقطع الرؤوس في حال تعاونهم مع قوات الجيش ومقاتلي العشائر.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات الأنبار أن قواتها والقطعات المتجحفلة معها من قيادة فرقة المشاة الآلية العاشرة والفرقة المدرعة التاسعة وكتيبة المدفعية المقر العام وبإسناد جوي كثيف من قبل طيران العراقي وطائرات التحالف الدولي تواصل تقدمها نحو مركز مدينة الرمادي ضمن المحور الشمالي للمدينة. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي، إن «القوات تمكنت من استنزاف العصابات المتطرفة ودك أوكارهم وأماكن وجودهم وتحشدهم وقطع طرق الإمداد باتجاه جزيرة الخالدية والفلوجة والكرمة، من خلال عمليات عسكرية استباقية تم خلالها قتل العشرات من العناصر المتطرفة وتدمير عدد من العجلات المفخخة وعدد من المنازل المفخخة وتفكيك ورفع عدد كبير من العبوات الناسفة من قبل الجهد الهندسي». وأضاف المحمدي أن «العمليات العسكرية لا تزال مستمرة وبنجاح كبير باتجاه الأهداف المرسومة لها وفق الخطط المعدة لذلك الغرض من خلال التقدم والانتشار ومسك الأراضي التي تم تحريرها، ويأتي هذا النجاح نتيجة للتخطيط الجيد والمسبق والمتابعة الميدانية من قبل القيادات الأمنية والإمداد والدعم اللوجيستي والمعنوي للمقاتلين والروح القتالية التي تميزوا بها وإصرارهم على دحر تلك العناصر المتطرفة لتطهير الأراضي المحتلة من قبلهم».
وأشار المحمدي إلى أن القوات العراقية تمكنت من تدمير أكثر من 12 عجلة مفخخة أثناء هجوم انتحاري نفذه تنظيم داعش خلال محاولة تعرّض فاشلة لاستهداف قطعاتنا في المحور الشمالي لمدينة الرمادي، حيث تصدت طائرات القوة الجوية وطيران التحالف و«دبابات الأبرامز» للهجوم وتمكنت من تدميرها جميعًا وقتل العشرات من مسلحي التنظيم الذين كانوا يقودون العجلات وآخرون كانوا برفقة المسلحين الانتحاريين، كما تمكنت قواتنا من تنفيذ جملة من العمليات الاستباقية في المناطق المحيطة بالرمادي، مما أسفر عن مقتل 25 مسلحًا وإصابة 15 آخرين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».