مظاهرات مناهضة للمسلمين في أميركا

مع موجة مظاهرات ضد المسلمين، يوم الجمعة وأمس السبت، قال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في أميركا، إن «المجلس كان أبلغ مسبقا المسؤولين الأمنيين الأميركيين بأن منظمات متطرفة ومعادية للإسلام والمسلمين تخطط لهذه المظاهرات. وأن المظاهرات لم تكن كبيرة. وأن قادة المسلمين الأميركيين يؤمنون بأن أحسن رد على هذه المظاهرات هو دخول المعترك السياسي الأميركي».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم هوبر، المتحدث باسم «كير»: «ردا على هذه المظاهرات، اتفق تحالف يتكون من كثير من المنظمات الإسلامية الكبرى في الولايات المتحدة على شن حملة تسجيل للانتخابات، المحلية والولائية والوطنية».
وأضاف أنهم «يتوقعون تسجيل أكثر من 20 ألف مسلم حتى بداية العام المقبل، عام الانتخابات». وقال: «نريد أن نتحدى الإسلاموفوبيين. نريد أن ننظم صفوفنا، ونزيد عددها، وننشر التسامح ولغة الحوار».
وقال إن «(كير) كان أرسل، في الأسبوع الماضي، تقريرا عن المظاهرات المتوقعة إلى وزارتي العدل والأمن الداخلي، وإلى منظمات حقوق الإنسان. وإن مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي اتصلوا بعدد من المنظمات الإسلامية حول وضع إجراءات احتياطية».
من جهته، قال دكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لـ«كير» لقد فشل الخطاب اليميني المتطرف أمام المركز الإسلامي في فينكس قبل عدة شهور، وفي الحملة الأخيرة لليمين المتطرف كان عدد المؤيدين للمسلمين أكثر من حملة خطاب الكراهية، وأكد عوض في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أن «الخطاب المعادي للكراهية انتصر بتأييد المسلمين وكذلك بحماية المساجد».
أمس السبت، قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن «مظاهرات صغيرة جدا خرجت في عدد من مدن ولاية كاليفورنيا، وإن الشرطة كانت يقظة، وإن مظاهرات معادية، في بعض الأحيان، كانت أكثر من عدد الذين اشتركوا في مظاهرات المعادين للمسلمين».
وحسب معلومات «كير»، تقود هذه الحملة منظمات متطرفة، مثل: «محافظون على العهد»، و«ثلاثة في المائة»، و«إنسانيون عالميون». واشتركت هذه في التخطيط لمظاهرات في عشرين مدينة أميركية.
وحسب صحيفة «ديترويت نيوز»، خططت منظمات متطرفة، منها هذه المنظمات، لمظاهرة أمس السبت في ديربورن (ولاية ميتشيغان)، حيث توجد أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة على لسان قائد شرطة ديترويت، رونالد حداد (من أصل عربي)، قوله إنه نسق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ومكتب المدعي العام الفيدرالي وأجهزة الاستخبارات، وأجهزة الشرطة، «في جميع المستويات» لوضع خطط لمواجهة المظاهرات المتوقعة.
أمس السبت، قال موقع الصحيفة إن المتظاهرين نقلوا مظاهرتهم من ديربورن، أمام الجامع الرئيسي، إلى وسط مدينة ديترويت. وإنهم تجمعوا في شارع ميتشيغان بالقرب من مكتبة هنري فورد. وإن هذا التغيير في مكان المظاهرة حدث بعد أن أفسد زعماء المدينة خطة المتظاهرين، وذلك لأن المتظاهرين لم يحصلوا على إذن بالتظاهر أمام جامع ديربورن.
حسب الصحيفة، نحو 40 في المائة من سكان ديربورن من الأميركيين العرب، وأغلبيتهم من المسلمين. لهذا، زادت هناك المظاهرات المناهضة للإسلام. ومنها مظاهرة حرق المصحف الشريف، عام 2011، التي قادها القس تيري جونز (من ولاية فلوريدا) احتجاجا على ما وصفه بـ«ازدهار الشريعة الإسلامية». وقالت مجلة «فورين بوليسي» إنه «يوجد، وسط قادة هذه المنظمات المتطرفة، جون ريتزمير، وهو جندي سابق في قوات المارينز». وكان متظاهرون نظموا في مايو (أيار) الماضي مظاهرة، حمل بعضهم خلالها أسلحة، أمام مسجد في فونيكس (ولاية آريزونا). وأضافت المجلة: «صار أخطر ما في حملة ريتزمير هذه هو دعوته للمتظاهرين معه إلى حمل السلاح».
في الصيف الماضي، نشر «مركز دراسات الفقر» في مونتغمري (ولاية ألاباما) تقريرا عن «منظمات الكراهية»، جاء فيه: «يمكن عدم الالتفات إلى تلك المظاهرات التي تحض على الكراهية والعنف. ويمكن اعتبارها ظواهر هامشية. لكن، لا بد من التحذير من تبعات مثل هذه المظاهرات».
وقالت هايدي بيريش، مسؤولة عن مركز معاد للكراهية: «لم نشهد قط مثل هذا العدد الهائل من المظاهرات التي تستهدف مساجد بهذه الطريقة المتشددة. نرى أن هذا المزيج من التنظيمات العنصرية والمعادية للمسلمين، والمعادية للحكومة الأميركية هو، في حد ذاته، علامة لأحداث كارثية مقبلة».