البشير وديبي يتفقان على حماية الحدود بين السودان وتشاد وليبيا

سعيًا لتحقيق السلام والاستقرار

البشير وديبي يتفقان على حماية الحدود بين السودان وتشاد وليبيا
TT

البشير وديبي يتفقان على حماية الحدود بين السودان وتشاد وليبيا

البشير وديبي يتفقان على حماية الحدود بين السودان وتشاد وليبيا

اتفق السودان وتشاد على العمل معا من أجل حماية الحدود المشتركة بينهما والجارة ليبيا، ووجها الدعوة للحكومة الليبية للعمل بنفس الروح التي يعمل بها البلدان على حماية الحدود.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدت مساء أمس الجمعة بالقصر الجمهوري بالخرطوم بين الرئيسين السوداني عمر البشير، والتشادي إدريس ديبي بحضور الوزراء المعنيين من الجانبين.
وأعلن وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور عقب المباحثات، دعم السودان للاتفاق الذي تم بين الأطراف الليبية من أجل قيام حكومة وحدة وطنية، معربا عن أمله في أن يكون ذلك دعما لكل الجهود العربية والإقليمية والدولية في أن تصل ليبيا إلى بر الأمان، وتظل موحدة دعما لأمتها الأفريقية والعربية.
وقال غندور: «نؤكد دعم السودان حكومة وشعبا لاتفاق الأشقاء في ليبيا وأن السودان سيكون سندا لهذه الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية من أجل وصول الأشقاء في ليبيا إلى بر الأمان».
وأضاف أن الرئيس البشير أعرب عن تقدير السودان للجهود التي ظل يقوم بها الرئيس التشادي إدريس ديبي لإكمال السلام في دارفور، ما كان له الأثر الكبير في استتباب الأمن في الإقليم.
وأوضح أن الرئيسين أشادا بجهود القوات المشتركة. وتم التأكيد على دعمها والتي تمثل نموذجا يحتذى به في المنطقة، لافتا إلى أن المباحثات تطرقت إلى الجوانب الاقتصادية والتعاون في مجال الاتصالات، حيت تم الاتفاق على بروتوكولات محددة لتقوية التعاون في هذه المجالات، وتطرقت المباحثات إلى مستقبل العلاقات وكيفية دعمها لتظل نموذجا لدول المنطقة.
وأضاف غندور أن الرئيس التشادي قال إنه جاء داعما للحوار وسيواصل جهوده الكبيرة لانضمام الحركات للحوار، وأشاد بجهود البشير لتحقيق السلام والاستقرار وأن تأتي الحركات لعملية الحوار.
وقال إن البشير جدد خلال المباحثات التزامه بالعفو العام عن حاملي السلاح المشاركين في الحوار وإعطائهم كل الضمانات اللازمة لإنجاح الحوار الوطني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.