«مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» يفتتح دورته للسنة الأولى

ينطلق في الخامس من الشهر المقبل نوفمبر (تشرين الثاني)، «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» (باف) الذي سيستمرّ حتى الثامن منه، ويتضمن برنامجه عروضا لـ25 فيلمًا سينمائيًا وثائقيًا.
ليلة افتتاح المهرجان سيكون هواة هذه الأفلام على موعد مع الفيلم الوثائقي «فيروز»، الذي نفّذه الإعلامي الفرنسي المعروف فريديريك ميتران، بعدما أجرى مقابلته الشهيرة مع السيدة فيروز في عام 1998. ومن المتوقّع أن يحضر إلى بيروت مخرج الفيلم ليشارك شخصيًا في افتتاح هذا المهرجان الذي يقام للسنة الأولى.
ويتضمن هذا الفيلم ومدّته 52 دقيقة وتم إنتاجه من قبل الفرنسيين جيرار بون وجيرار لاكروا، أهم المحطات الفنيّة والشخصية التي عاشتها فيروز، ويستهلّها المخرج بوقوفها لأول مرة على مسرح الأولمبيا في باريس عام 1997، عندما رافقها يومها زوجها الراحل عاصي الرحباني قائدًا للأوركسترا العازفة معها.
لماذا تمّ اختيار هذا الفيلم القديم لليلة الافتتاح، رغم أن الأفلام الأخرى المشاركة في المهرجان هي جديدة وبعضها يعرض للمرة الأولى؟ تردّ آليس مغبغب كرم المنظّمة لهذا الحدث: «لقد اخترنا هذا الفيلم لأنه يتحدّث عن أيقونة من لبنان، ترمز إلى وحدة اللبنانيين وهو الهدف الذي نصبو إليه من خلال هذا المهرجان». وعما إذا سيحضر مخرجه فريديريك ميتران شخصيًا هذه المناسبة أجابت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نعمل على هذا الأمر ونتمنى أن يشاركنا ليلة الافتتاح بالطبع».
وكما البداية اللبنانية للمهرجان كذلك سيكون ختامه، بحيث اختير فيلم «28 ليلة وقصيدة واحدة» (28 nights and a poem)، لمخرجه اللبناني أكرم زعتري الذي يتحدث فيه عن المصوّر هاشم مدني. ويذكر أن هذا الفيلم يتم عرضه حاليا في المتحف الفني في مدينة نيويورك.
وكان قد تمّ إطلاق هذا المهرجان في مؤتمر صحافي عقد في مركز صوفيل لصالات سينما متروبوليس، وحضره سفراء دول أجنبية من إسبانيا (خوان كارلوس غافو) وسويسرا (فرنسوا باراس) وممثلا عن السفارة الأميركية، تعبيرا عن دعمهم المباشر لهذا الحدث. وأكدوا جميعا في الكلمات التي ألقوها خلال المؤتمر، بأن مدينة بيروت تستأهل من بلدانهم هذا الدعم، كون هذا النوع من المهرجانات هو بمثابة الأكسيجين الذي تتنفسه. أما الأفلام المشاركة في هذا المهرجان فتتناول مواضيع فنيّة تختلف ما بين الرقص وتصميم الأزياء، والفن التشكيلي والهندسة المعمارية والمتاحف، وغيرها من المواضيع التي تصبّ مباشرة في خانة الفن المعاصر.
ومن المخرجين الأجانب المشاركين في مهرجان «باف»، الألمانية إيفلين شيلز التي وقّعت فيلم «جورج بازيليتز»، وكذلك السويسرية رافاييل آيليغ رينييه التي أخرجت فيلم «ألكسندر تارو» الذي يتناول المسيرة الفنية لعازف البيانو الفرنسي الذي يحمل عنوان الفيلم اسمه.
واللافت في هذا المهرجان هو مشاركة بعض الجامعات فيه أمثال «اللبنانية» و«ألبا» و«ال آي يو» و«القديس يوسف» وغيرها، بحيث سيتم عرض أفلام وثائقية في قاعات المسرح لديها، كفيلم «فيلليني ضدّ فيسكونتي»، الذي يتحدّث عن العداوة الكبيرة بين هذين المخرجين الإيطاليين، اللذين كانا يتفاديان الالتقاء ببعضهما في المناسبات.
أما الفيلم الوثائقي «دالي ذا لاست ماستر بيس»، فسيتم عرضه لأول مرة (وورلد بريميير) من بيروت، وفي صالة سينما متروبوليس (الأشرفية) بالتحديد، وهو يتناول حياة الرسام الإسباني السريالي الشهير دالي. ويعود ريع هذا الفيلم لجمعية «برايفهارت» لمعالجة أطفال مرضى القلب. وسيكون للراحلة أم كلثوم حصّتها من المهرجان، بحيث سيتسنى لعشّاقها متابعة الفيلم الوثائقي «أم كلثوم كوكب الشرق» لمخرجته التونسية فريال بن محمود، في آخر أيام المهرجان (8 نوفمبر) في صالة سينما متروبوليس أيضًا.
ومن الأفلام المشاركة أيضًا في مهرجان «باف» الإسباني «ساغرادا» والأميركي «ديزاين أز وان» و«لاغرفيلد ضدّ إيف سان لوران الإدراك والشغف»، و«كالاس ضدّ تيبالدي». وهذا الأخير للفرنسي رينيه جان بوييه سيتم عرضه بالأسود والأبيض. وتشير آليس مغبغب كرم إلى أن ما يحدث الفارق بين هذا المهرجان وغيره، هو تخصصّه بالأفلام الوثائقية فقط، التي تشكّل بحد ذاتها أعمالا فنّية مميّزة ومهمة.
أما المفاجأة التي أطلقها منظمو المهرجان خلال المؤتمر، فهي الإعلان عن مسابقة لأفضل فيلم فنّي وثائقي، سيتم اختياره من قبل لجنة مختصة، حول موضوع «تاريخ صناعة السينما في لبنان». على أن يتولّى القائمون على المهرجان تكلفة إنتاجه وتوزيعه. إذن اللبنانيون هم على موعد مع مهرجان «باف» للأفلام الوثائقية الطويلة ابتداء من 5 نوفمبر المقبل لغاية 8 منه، وهي أفلام منوّعة ذات مواضيع جذّابة، ستنقلهم إلى وقائع حياتية حقيقية لم يتم تلميعها أو المبالغة فيها كونها تحكي قصصًا موثّقة بالصوت والصورة.