روسيا تتحدث عن إجرائها مشاورات تهدف لإقامة اتصالات بـ«الجيش الحر»

مع مواصلتها قصف مواقع المعارضة السورية

روسيا تتحدث عن إجرائها مشاورات تهدف لإقامة اتصالات بـ«الجيش الحر»
TT

روسيا تتحدث عن إجرائها مشاورات تهدف لإقامة اتصالات بـ«الجيش الحر»

روسيا تتحدث عن إجرائها مشاورات تهدف لإقامة اتصالات بـ«الجيش الحر»

تحدثت المصادر الرسمية الروسية عن اتصالات أجراها عدد من كبار المسؤولين الروس من أجل إقامة اتصالات مع «الجيش السوري الحر». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين التقى في العاصمة الفرنسية باريس يوم أول من أمس الخميس كلاً من جاك أوديبير المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونيكولا دي ريفير المدير السياسي بوزارة الخارجية الفرنسية.
وجاء في بيان الخارجية الروسية «إن المشاورات بين الجانبين شهدت تبادلاً مفصّلاً للآراء حول الأوضاع العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط مع التركيز على التطورات في سوريا وحولها، وفي لبنان، وفيما يخصّ القضية الفلسطينية -الإسرائيلية.. وأن المشاورات ركّزت أيضا على مهمة تنسيق جهود مختلف الجهات للتصدّي لخطر (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى بصورة فعالة». وحسب البيان الروسي «أكد الطرفان في أعقاب المشاورات على ضرورة مواصلة الحوار السياسي المنتظم بين موسكو وباريس حول القضايا الأساسية بالشرق الأوسط».
من جهة ثانية، في لندن، أعلن ألكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا الاتحادية لدى بريطانيا، أنه طلب من وزارة الخارجية البريطانية «تقديم المساعدة للجانب الروسي في إقامة اتصالات» مع «الجيش السوري الحر» تتعلق بإمكانية تنسيق عملياته مع قوات نظام الأسد في محاربة تنظيم داعش. وقال ياكوفينكو في بيان نشر في وقت متأخر من مساء الخميس 8 أكتوبر (تشرين الأول)، تعليقا على نتائج لقاء جمعه مع سايمون غاس المدير السياسي بوزارة الخارجية البريطانية: «سيكون الجانب الروسي ممتنًا للشركاء البريطانيين على أي مساعدة في إقامة اتصالات مع الجيش السوري الحر حول إمكانية التنسيق بينه وبين القوات المسلحة السورية في محاربة (داعش) وبشأن إمكانية انضمام الجيش الحر إلى العملية السياسية». ونقلت وكالة «نوفوستي» أن السفير الروسي شدد خلال اللقاء على ضرورة توحيد الجهود الدولية من أجل التصدي للخطر الذي يمثله «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وأكد السفير أن موسكو ولندن تتفقان على ضرورة أن تأتي جهود مكافحة الإرهاب بموازاة العمل الجماعي الرامي إلى دفع التسوية السياسية للأزمة السورية إلى الأمام. وكشف ياكوفينكو أنه أبلغ غاس، خلال اللقاء، بـ«أهداف العملية الروسية الجوية» في سوريا ونتائجها الأولية، كما أنه أعرب عن اهتمام موسكو بالحصول على معلومات من الجانب البريطاني حول البنية التحتية التابعة للمتطرفين في سوريا من أجل زيادة فعالية الغارات الروسية.
اللافت أن الكلام الروسي عن تكثيف محاولات البحث عن سبل للاتصال مع الجيش السوري الحر يأتي في أعقاب قول سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، إن الجيش السوري الحر «هيكل وهمي لا وجود حقيقيا له على الأرض»، وإن أبدى استعداد بلاده للتعاون معه ومع أي تنظيم يثبت وجوده ومواقفه الجادة في القتال ضد «داعش».
في هذه الأثناء، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن فهد المصري، المسؤول الإعلامي السابق في «الجيش السوري الحر» أنه «عقد اجتماعًا مع بوغدانوف في باريس، وأكد له استعداد (الجيش الحر) لعقد لقاء مع ممثلي السلطات الروسية وممثلي النظام السوري». وتابعت الوكالة الروسية أن وزارة الخارجية الروسية لم تؤكد خبر عقد لقاء بين بوغدانوف والمصري، لكنها أعلنت أن المبعوث الروسي التقى في باريس صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وتركزت المحادثات حول التنسيق في محاربة «داعش» وتطبيق «بيان جنيف» الخاص بالتسوية السياسية في سوريا.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».