شيخ قبيلة الزرانيق يطلب دعم التحالف العربي لمواجهة اعتداءات الحوثيين في تهامة

قدم إلى الرياض ويريد الاجتماع مع الرئيس اليمني لمناقشة المستجدات العسكرية معه

شيخ قبيلة الزرانيق يطلب دعم التحالف العربي لمواجهة اعتداءات الحوثيين في تهامة
TT

شيخ قبيلة الزرانيق يطلب دعم التحالف العربي لمواجهة اعتداءات الحوثيين في تهامة

شيخ قبيلة الزرانيق يطلب دعم التحالف العربي لمواجهة اعتداءات الحوثيين في تهامة

كشف يحيى منصر، شيخ قبيلة الزرانيق، وقائد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، أن عددًا من القبائل التي أبرمت في وقت سابق تحالفًا عسكريًا لمواجهة ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، تراجعت عن أداء مهامها في الآونة الأخيرة، وبعضها خرج كليًا من إطار المواجهات العسكرية مع الميليشيات، مما دفع الحوثيين لتكثيف ضرباتهم وتدمير المدن التي تقع تحت سيطرتهم.
وقال شيخ قبيلة الزرانيق، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه المستجدات المتمثلة في استهداف الحوثيين لعامة المواطنين والمقرات الرئيسية في الإقليم، والتي ارتفعت وتيرتها في أعقاب الخسائر المتتالية للميليشيات، إضافة إلى نكث عدد من القبائل لبنود التحالف، سيطرحها خلال اجتماعه المرتقب مع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وعدد من قيادات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وأضاف الشيخ منصر، أنه يعتزم الاجتماع مع الرئيس اليمني، لعرض الصورة كاملة أمامه لما يحدث في إقليم تهامة وما استجد في الميدان من أعمال تخريبية تنفذها ميليشيات الحوثي وحليفهم صالح، كما سيتم عرض احتياجات الإقليم من الدعم العسكري للمقاومة الشعبية التي تخوض عدة مواجهات بأسلحة خفيفة، في ظل ما تمتلكه ميليشيات الحوثي من أسلحة ثقيلة ومدرعات وآليات طوقت بها عددًا من المدن والقرى في الإقليم.
ويعول شيخ قبيلة الزرانيق وقائد المقاومة الشعبية، على الدور السعودي في هذه المرحلة، وخصوصًا أن السعودية أخذت على عاتقها حماية اليمن وسلامة أراضيه، من كارثة لا يعلمها سوى المواطنين اليمنيين من انتهاكات وقتل وتشريد للأسر وهدم للمقرات الحكومية والسكنية تنفذها ميليشيات الحوثي، موضحًا أن قوات التحالف العربي أوقفت هذه المجازر، وتحديدًا في المدن المحررة.
وقال الشيخ يحيى منصر، الموجود حاليًا في العاصمة السعودية الرياض، إنه يسعى للقاء قيادات التحالف العربي، لتوضيح الصورة العسكرية وما يجري في إقليم تهامة، وستطلب بشكل مباشر الدعم العسكري للمقاومة الشعبية لتواصل التصدي لعمليات الميليشيات في الإقليم، كما أنها تسعى لتحرير ما يمكن تحرير من مواقع سيطر عليها الحوثيون.
ميدانيًا، كبدت المقاومة الشعبية، ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي صالح، خسائر كبيرة تمثلت بمقتل أكثر من 300 حوثي وجرح 700 جريح، كما نجحت المقاومة من خلال عمليات متفرقة من تدمير أكثر من 16 طقمًا عسكريًا ونحو 3 مدافع، بمساندة طيران التحالف العربي الذي استهدف بعض المراكز الرئيسية.
وشهدت الأيام الخمسة الماضية، مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات، استخدم فيها الحوثيون، بحسب وصف قيادات عسكرية في المقاومة، جميع الأسلحة الثقيلة، والتي شملت الصواريخ، تسببت في مقتل العشرات من المواطنين وهدم منازل الكثير في عدد من الأحياء، الأمر الذي دفع بالمقاومة الشعبية إلى التراجع والانسحاب من تلك المواقع.
وقال خبراء سياسيون، إن ميليشيات ستكثف قصفها على منطقة الزرانيق في الأيام المقبلة وستقوم بتنفيذ أعمال إجرامية في سكان تلك المنطقة بسبب العداء التاريخي بين الزرانيق وتلك المناطق الوافد منها الحوثيون أو ما يعرف باسم «أنصار الله» في حروب الأيام المتتالية مع شيوخ الزرانيق، إضافة إلى المواقع الاستراتيجية الذي تسيطر عليها قبيلة الزرانيق على امتداد البحر الأحمر غربًا إلى جبال ريمة شرقًا والذي يمثل قطعًا لخطوط الإمدادات، كما أن المنطقة لا يوجد بها حاضنات لهذا الفكر المتطرف، ورفض الزرانيق للدخول مع الحوثيين في تسويات عسكرية واجتماعية مقابل إلقاء السلاح، والسكوت عن الجرائم الذي تنفذها الجماعة في الإقليم.
وعاد الشيخ يحيى منصر شيخ قبيلة الزرانيق وقائد المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، ليؤكد جاهزية المقاومة في التصدي لأي أعمال عسكرية تنفذها الميليشيات، وقدرتها على تحرير الإقليم بساعدة ودعم قوات التحالف العربي، في وقت قياسي، وتسليح المقاومة بأسلحة ثقيلة تمكنها من مواجهة هذا العدوان.
وقدم الشيخ يحيى منصر، شكره وتقديره للتحالف العربي وعلى رأسه السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، على جهودهم لتحقيق أمن واستقرار اليمن عامة وإقليم تهامة خاصة، ودحر من يسعون للإخلال بأمن اليمن والمنطقة، لافتًا إلى أن الكثير من الأعمال الجرائم التي تم توثيقها لميليشيات الحوثي بحق المدنيين في الإقليم سيتم التعامل معها فور حصول المقاومة على ما تحتاجه من دعم عسكري.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.