موسكو تعلن مواصلة ضرباتها في سوريا دعمًا لهجوم قوات الأسد

أعلن الكرملين اليوم (الجمعة)، أنّ الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية في سوريا طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري الذي تشنه قوات النظام السوري.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي»، إنّ «هذه العملية تهدف إلى تقديم دعم للقوات الحكومية السورية. ستستمر طوال هجوم القوات السورية».
ويواصل جيش النظام السوري بدعم من «حزب الله» اللبناني والطيران الحربي الروسي، عمليته البرية في وسط وشمال غربي البلاد حيث لا وجود لتنظيم داعش.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، أنّ ضربات المقاتلات الروسية في سوريا تستحق «تقديرًا ممتازًا»، بينما أعلن سيرغي شويغو وزير الدفاع، تكثيفًا للعمليات التي ستكون «منسقة مع العمليات البرية» للقوات السورية.
وفي السياق نفسه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، إنّ «مقاتلي تنظيم داعش انتزعوا السيطرة على قرى سوريا على مشارف حلب من جماعات مقاتلة منافسة رغم الضربات الجوية الروسية التي تدّعي موسكو أنّها تستهدف التنظيم المتطرف».
وأصبح التنظيم الآن على بعد كيلومترين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة على الطرف الشمالي لحلب، وهذه أقرب نقطة للمدينة يصل إليها التنظيم المتطرف.
من جهّته، ذكر تنظيم داعش أن مقاتليه سيطروا على خمس قرى في هجوم لهم وقتلوا «أكثر من 10 مرتدين»، وهو الوصف الذي يستخدمه التنظيم للإشارة إلى الجنود السوريين وحلفائهم في الجماعات المسلحة.
كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ «هذا أكبر تقدم للتنظيم المتطرف منذ أن شنّ هجومًا على مقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا في أواخر أغسطس (آب)».
وتقصف طائرات وسفن حربية روسية أهدافًا في أنحاء سوريا منذ عشرة أيام، في حملة تقول موسكو إنّها تستهدف مقاتلي «داعش» الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا إلى جانب مساحات واسعة من العراق.
لكن الحملة تركز، فيما يبدو، على قصف جماعات معارضة أخرى يحظى بعضها بدعم من دول غربية وتقاتل لصد تقدم «داعش» في محافظة حلب. ومن بين هذه الجماعات لواء صقور الجبل الذي قال إن «الضربات الروسية دمرت مخزن الأسلحة الرئيسي لديه».
وأشار المرصد السوري إلى موجة جديدة من الضربات الجوية الروسية صباح اليوم، في حماة وإدلب دعمًا، على ما يبدو، لهجوم بري بدأته القوات السورية هذا الأسبوع والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
وتركز الهجوم حول سهل الغاب المجاور لسلسلة جبال في غرب سوريا، تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وحول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب بين مدينتي حماة وإدلب.
والسيطرة على هذه المناطق ستساعد في تعزيز قبضة الأسد على المراكز السكانية الرئيسية في غرب البلاد بعيدًا عن معاقل«داعش» في الشرق.
وإلى جانب الحملة الجوية الروسية، قال مسؤولون إقليميون لوكالة «رويترز» للأنباء، إنّ «مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا منذ أواخر سبتمبر (أيلول)، للمشاركة في عمليات برية مع الجيش السوري ومقاتلي جماعة (حزب الله). كما يوجد مسؤولون إيرانيون كبار في سوريا منذ عدة سنوات».
وقتل عدد من الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية التي نشبت عقب قمع احتجاجات على حكم الأسد في 2011.