آلين خلف: مقولة «الزواج والفن لا يتفقان» غير صحيحة وسأعلم ابنتي العزف على البيانو

تستعد لإطلالة قريبة على الساحة في عمل فني ضخم

الين خلف مع زوجها كارلو أيوب ..
الين خلف مع زوجها كارلو أيوب ..
TT

آلين خلف: مقولة «الزواج والفن لا يتفقان» غير صحيحة وسأعلم ابنتي العزف على البيانو

الين خلف مع زوجها كارلو أيوب ..
الين خلف مع زوجها كارلو أيوب ..

قالت الفنانة آلين خلف بأنها عندما كانت في الماضي تسمع الصحافي الراحل جورج أ. الخوري يردد بأن الفن والزواج لا يتفّقان، كان الأمر يستوقفها رغم أن هذه الفكرة يومها لم تكن تراودها لصغر سنّها. إلا أنها لمست بفعل الواقع الذي تعيشه حاليا، أن الأمر ليس صحيحا. وتابعت: «ربما في الماضي كان هذا الأمر ينطبق على أهل الفن، لأن الفنان كان يبذل جهدا أكبر للاستمرار في عمله، أو أنه كان يضع الفن في أولوياته مما يجعله يفشل في التوفيق بين الاثنين. أما اليوم فغالبية أهل الفن متزوّجون، ويعرفون كيفية الموازنة بين العمل والعائلة. فلا شيء في هذه الدنيا يضاهي أهمية العائلة وإنجاب الأطفال، وفرحتي كلّها اليوم تكمن في ابتسامة من ثغر ابنتي (ليفي)، فأشعر وكأنني امتلكت الدنيا».
وعن التغيير الذي تواجهه اليوم بعدما أصبحت فنانة متزوجة ولديها طفلة تقول: «أشعر بالاستقرار والأمان وهما من مسلّمات الحياة، ورغم أن ذلك أبعدني عن أجواء الفن لفترة فإنني أشعر بالسعادة التامة».
وعمّا إذا كان الشعور بالخوف على مستقبل ابنتها في لبنان، يساورها بين وقت وآخر تردّ قائلة: «لا شك أن الأجواء عامة في منطقتنا غير مستقرّة، ولكن وطنيتي تغلب على فكرة الهجرة من بلدي لبنان، وفي الوقت نفسه لا أخاف على ليفي كونها تحمل الجنسية الكندية من خلال والدها كارلو أيوب، فلديها الحرية الكاملة في اختيار الحياة التي تريدها في المستقبل».
وعن سبب عدم إهداء طفلتها أغنية خاصة بصوتها أسوة بعدد كبير من الفنانات اللاتي قمن بذلك، أمثال نوال الزغبي وباسكال مشعلاني وقريبا كارول سماحة قالت: «أولا لا أحب أن أقلّد أحدا، ومن ثم لا أجد في ذلك ضرورة كون ابنتي في عمرها الحالي لن تفهم معاني الكلمات التي سأغنيها لها، فماذا سيزيد أو ينقص الأمر علي فيما لو غنّيت لها أو العكس. سأنتظر حتى تكبر ليفي وتصبح في عمر يخوّلها فهم الرسالة التي سأوجهها لها، وعندها سأقرر إذا ما سأغني لها فليس لدي أغلى منها لأدندن لها بصوتي».
وعمّا يستفزّها اليوم على الساحة لا سيما أنها موجودة خارج المرمى الفني مما يجعلها ترى الأمور بوضوح أكبر، تقول: «الأوضاع الفنيّة بأكملها تستفزّني، فأنا لا أفهم أو أستوعب ماذا يحاول بعض الفنانين الجدد أن يقدّموا لنا. فلا أبالغ إذا وصفتها بالـ(بهدلة)، فما هي الثقافة الفنيّة التي ينشرونها وما الجديد فيها غير استخدام تقنيّة الكومبيوتر لتحسين أصواتهم، أو وقوف أحد ما خلفهم ليقول: (أنا صنعت هذا الفنان)». فحسب آلين خلف أن المادة اليوم غلبت على المضمون ولذلك نادرا ما نكتشف فنانا موهوبا وحساسا، بل هناك من يركّب له الأمرين معًا، ويصبح فجأة، بين ليلة وضحاها اسمه الفنان الفلاني.
وتتابع: «قد يعتقد البعض أنني أتكلم بهذه الطريقة بفعل الغيرة، ولكنني أؤكد لهم أن ما أقوله هو واقع نلمسه يوميا مع الأسف».
إذن، تؤكدين أن زمن المحسوبيات اليوم رائج بشكل كبير؟ أجابت: «هذا أمر أكيد فالمحسوبيات موجودة منذ زمن، صحيح أنها لم تكن بهذه السهولة والمباشرة، فالاحترام والتقدير للفن أصبحا شبه غائبين في أيامنا الحالية من قبل البعض».
وعن رأيها بالبرامج التلفزيونية للمواهب الفنيّة تقول: «أتابع بعض هذه البرامج كـ(ذا فويس)، فأجده برنامجا على المستوى الفني المطلوب، يشرف عليه أهم النجوم في عالمنا العربي، وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج (آراب ايدول)، وأعتقد أن هذا النوع من البرامج بالصيغة التي تسود تحقق للفن المربح المطلوب ولا سيما على صعيد اكتشاف المواهب الفنيّة الأصيلة».
وأشارت إلى أن أكثر ما يزعجها من قبل البعض، هو حديثهم غير اللائق عن فنانين عمالقة أمثال فيروز وصباح ووديع الصافي وغيرهم وقالت: «لا أدري كيف يتجرّأون وينتقدون رموز الفن اللبناني الحقيقي الذين ساهموا بنشر الأغنية اللبنانية في العالم بأجمعه، فمن هم حتى يتناولوهم بأحاديثهم، فلقد تربّينا على أغانيهم وترعرعنا على إطلالاتهم ولديهم في قلوبنا التقدير الكبير، إن هذا الأمر يستفزني بالفعل».
وعما إذا هي ستشجّع ابنتها على دخول مجال الفن قالت: «لن أشجعها أن تصبح مغنيّة، بل أن تتثّقف فنيّا من خلال تعليمها العزف على البيانو، فأن تكون هواياتها من هذا النوع هو أفضل من أن تدمن التدخين مثلا».
وتؤكّد آلين خلف أن ابنتها تتمتع بالحسّ الفنّي رغم أنها لم تتجاوز بعد عمر السنة، وتضيف: «هي تتحرّك على الإيقاع بشكل جيّد فتنقل قدمها على وقع الموسيقى بالشكل المطلوب، أعتقد أن لديها أذنا فنيّة».
وعن مشاريعها المستقبلية قالت: «أستعد لإطلالة فنيّة قريبة لا أحب الإفصاح عنها الآن، ولكنني أعدكم بأنها ستكون مغايرة عما قدّمته في الماضي وذات مستوى رفيع». هل تبحثين عن مواضيع جديدة لتغنيها اليوم؟ تردّ: «إن هذا الأمر يشغل فكري بشكل كبير، فأنا أنوي اختيار مواضيع جديدة تلامس مجتمعنا مباشرة، بعيدا عن مواضيع الحب والانفصال والذكريات وما شابهها كالتي سبق وغنّيتها».
ولم تنف آلين خلف تلقيها عروضا لتقديم برامج تلفزيونية وقالت: «انتظروني في عملي المقبل وستعرفون عمّا أتحدث».
وعن رأيها بالألبومات الجديدة التي طرحها عدد من الفنانين مؤخرا أمثال اليسا ونوال الزغبي ووائل كفوري، قالت: «لا أجد متسّعا من الوقت لمتابعة كلّ جديد، ولكني أعجبت مثلا بأغنية وائل كفوري (صار الحكي بيناتنا كلّو عتب)، رغم أن أغنيته (الغرام المستحيل) لاقت رواجا كبيرا ولكنني أفضل الأولى عليها».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».