«داعش» يستقدم موظفيه الإداريين للمشاركة في معركة دير الزور

المعارضة تتحدث عن أسر 4 جنود في ريف القنيطرة.. والنظام يتقدم في درعا

قناص تابع لداعش خلال معركة مع القوات الحكومية في دير الزور شرق سوريا (أ.ب)
قناص تابع لداعش خلال معركة مع القوات الحكومية في دير الزور شرق سوريا (أ.ب)
TT

«داعش» يستقدم موظفيه الإداريين للمشاركة في معركة دير الزور

قناص تابع لداعش خلال معركة مع القوات الحكومية في دير الزور شرق سوريا (أ.ب)
قناص تابع لداعش خلال معركة مع القوات الحكومية في دير الزور شرق سوريا (أ.ب)

يشهد محيط مطار دير الزور العسكري معارك هي الأعنف بين عناصر «داعش» وقوات النظام منذ سيطرة التنظيم على القسم الأكبر من المحافظة في صيف عام 2014، وقد أفادت المعلومات باستقدام «داعش» القسم الأكبر من مقاتليه وحتى موظفيه الإداريين للمشاركة في هذه المعركة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «داعش» يتعاطى مع معركة مطار دير الزور على أنها «المعركة الفصل، لأنه إذا لم ينجح في السيطرة على المطار اليوم فلن يسيطر عليه أبدا»، لافتا إلى أن التنظيم «دفع بكل قوته وقدراته إلى المنطقة باعتبار أن سقوط المطار يعني سقوط كل محافظة دير الزور التي لم يعد النظام يسيطر فيها إلا على نصف المدينة».
وأوضح عبد الرحمن أن «نحو 40 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا في صفوف (داعش) منذ يوم الجمعة الماضي في هذه المعركة، بينهم كبار الموظفين الإداريين في التنظيم».
ووصف المرصد في بيان المعارك التي تشهدها دير الزور بـ«الأعنف» منذ سيطرة «داعش» على معظم المحافظة، لافتا إلى أن التنظيم يستمر في هجومه لليوم الخامس على التوالي، في محاولة للسيطرة على المطار. وأشار إلى أن الاشتباكات ترافقت مع تقدم التنظيم في المنطقة وسماع دوي انفجار عنيف ناجم عن تفجير مفخخة من قبل «داعش» في محيط المطار، لافتا إلى مشاركة الطيران الحربي السوري بالمعركة وسقوط خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين.
من جهتها، تحدثت مواقع مقربة من النظام عن «صد الجيش السوري أعنف هجوم لمسلحي (داعش) على مطار دير الزور من الجهتين الشرقية والشمالية». وأشارت هذه المواقع إلى استخدام المسلحين ست آليات «بي إم بي» مفخخة على المحاور الشرقية للمطار من جهة مزارع المريعية ومن الجهة الشمالية لناحية الجفرة وحويجة صكر.
وأسفرت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمدفعية وراجمات الصواريخ عن مقتل عشرات المسلحين وتدمير عدد كبير من الآليات، بحسب مواقع النظام.
وبالتزامن، أفاد «مكتب أخبار سوريا» عن أسر فصائل تابعة للمعارضة السورية أربعة جنود نظاميين إثر وقوعهم في كمين بمحيط تل أحمر بريف القنيطرة الشمالي، وذلك خلال محاولة قوات من الجيش النظامي استعادة السيطرة على مواقع عسكرية في المنطقة.
ونقل المكتب عن مصدر عسكري من «ألوية الفرقان» أن فصائل عدة تابعة للجيش السوري الحر شاركت في صد محاولات الجيش النظامي التقدم باتجاه تل أحمر، وذلك في هجوم نفذه الأخير من عدة محاور.
وأضاف المصدر أن عددًا من الجنود النظاميين قتلوا خلال قصف نفذته فصائل المعارضة بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، استهدف أرتالاً عسكرية قرب مدينة خان أرنبة الخاضعة لسيطرة النظام بريف القنيطرة، من دون أن يذكر المصدر الخسائر التي تكبدتها المعارضة جراء المعارك.
بالمقابل، أحرزت قوات من الجيش السوري النظامي مساء الاثنين تقدّمًا في جبهة حي المنشية بمدينة درعا، وذلك من خلال عمليات تسلل عدّة قامت بها، وسيطرت خلالها على أبنية تفصل بين نقاط تمركزها ونقاط يوجد فيها مقاتلو المعارضة.
واندلعت مواجهات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط معهد الفندقة على أطراف حي المنشية، بعد منتصف ليل الاثنين، ترافقت مع قصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة على أحياء درعا البلد الخاضعة لسيطرة المعارضة.
من جهتها، قالت «شبكة الدرر الشامية» إن «لواء توحيد الجنوب» العامل في مدينة درعا بالجنوب السوري قتل ضابطا برتبة نقيب يدعى فراس ديوب، و13 عنصرًا من جيش النظام بعد استهداف مواقعهم في حي المنشية.
وفي التفاصيل التي أوردتها الشبكة أن «لواء توحيد الجنوب أحبط محاولة تسلل لقوات النظام إلى بعض الكتل المحررة في مدينة درعا، وقام باستهداف مواقع النظام في حي المنشية كردّ على العملية».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».