بلاتيني وبلاتر في دائرة الخطر

القضاء السويسري أصبح ينظر لرئيسي الـ«يويفا» و«فيفا» على أنهما متهمان وليسا شاهدين

بلاتيني وبلاتر معرضان للعقوبة (أ.ف.ب) و بكنباور قيصر الكرة الألمانية يدعم الجنوب أفريقي سيكسويل لرئاسة الـ«فيفا» («الشرق الأوسط»)
بلاتيني وبلاتر معرضان للعقوبة (أ.ف.ب) و بكنباور قيصر الكرة الألمانية يدعم الجنوب أفريقي سيكسويل لرئاسة الـ«فيفا» («الشرق الأوسط»)
TT

بلاتيني وبلاتر في دائرة الخطر

بلاتيني وبلاتر معرضان للعقوبة (أ.ف.ب) و بكنباور قيصر الكرة الألمانية يدعم الجنوب أفريقي سيكسويل لرئاسة الـ«فيفا» («الشرق الأوسط»)
بلاتيني وبلاتر معرضان للعقوبة (أ.ف.ب) و بكنباور قيصر الكرة الألمانية يدعم الجنوب أفريقي سيكسويل لرئاسة الـ«فيفا» («الشرق الأوسط»)

رغم تأكيد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على استمرار مساندته للفرنسي ميشيل بلاتيني خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إلا أن مصادر إعلامية بريطانية أشارت أمس إلى أن بلاتيني الذي يرأس الاتحاد الأوروبي للعبة معرض للعقوبة هو والسويسري جوزيف بلاتر رئيس الـ«فيفا» من القضاء السويسري.
وأوضحت صحف بريطانية أمس بناء على معلومات تحصلت عليها من مصادر سويسرية أن التفسيرات التي ساقها بلاتيني لتبرير تقاضيه مبلغًا ماليًا يقدر بمليوني فرانك سويسري (2 مليون و50 ألف دولار) من جوزيف بلاتر رئيس الـ«فيفا» عام 2011 مقابل بعض الأعمال الاستشارية التي قدمها لصالح المسؤول السويسري في الفترة ما بين عامي 1999 و2002، كانت تفسيرات هشة وتثير الكثير من الشكوك حول مصداقيته.
وأوضحت المصادر إلى أن الأموال التي حصل عليها بلاتيني لم تكن مدونة في حسابات الـ«فيفا»، وهو ما يضع بلاتيني وبلاتر في دائرة الشبهات.
وعلل بلاتيني سبب انتظاره تسع سنوات حتى يحصل على أمواله مبررًا ذلك بأن الـ«فيفا» كان يمر بمرحلة تقشف، لكن هذا الأمر هو الذي زاد الشكوك حول مصداقيته لأن الـ«فيفا» أعلن في 2002 عن تحقيقه أرباحا بلغت 115 مليون فرانك.
وكشف مايكل لابور، النائب العام السويسري أن القضاء لا ينظر إلى بلاتيني على أنه مجرد شاهد في القضية: «إنه في موقف ما بين شاهد ومتهم». ولم يستبعد لابور أن تقوم الجهات القضائية بتحقيقات مماثلة كتلك التي تجريها داخل أروقة الـ«فيفا» في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نيون للبحث عن أدلة جديدة. ورغم ذلك، أصر بلاتيني على ترشيح نفسه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة لـ«فيفا»، التي يسعى من خلالها لخلافة بلاتر الذي تعرض مؤخرا لضربات قاصمة.
ويأتي التطور الجديد في قضية بلاتيني ليضع مزيدًا من الضغوط على المنظمة العالمية التي باتت كلها محل شبهات.
من جهته، اتهم الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي، جوزيف بلاتر بمحاولة تشويه سمعته عبر لجنة الأخلاق لإبعاده عن الانتخابات المقررة في فبراير (شباط) 2016.
واعتبر تشونغ أن لجنة الأخلاق التابعة لـ«فيفا» بدأت جلسة استماع «غير عادلة» لإيقافه لمدة تصل إلى 19 عامًا، بناء على طلب رئيس الـ«فيفا»، الذي ضربته فضائح الفساد.
وترتكز التحقيقات على اتهامات بمحاولة تشونغ ترجيح كفة بلاده لاستضافة مونديال 2022 عبر رسالة تعود إلى عام 2010 بإنشاء صندوق عالمي لكرة القدم تساهم فيه كوريا الجنوبية بمبلغ يصل إلى 777 مليون دولار.
وقال تشونغ: «الناس يقولون إن لجنة الأخلاق في الـ(فيفا) هي السيد بلاتر»، مضيفًا: «إن اللجنة لم تتعرض له في السابق، ولكنها تفعل ذلك مع الذين يتحدون السيد بلاتر فقط».
وكانت وكالة «الصحافة الفرنسية» قد أشارت أول من أمس إلى أن مصدرًا كرويًا موثوقًا به، أكد أن هناك احتمالا قويًا بإيقاف تشونغ مونغجون.
وتشونغ، (63 عامًا) ونائب رئيس الـ«فيفا» بين 1994 و2011، متهم بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لبلاده في حملة استضافة كأس العالم 2022، في خرق لقواعد مواد الأخلاق في الاتحاد الدولي.
وكانت كوريا الجنوبية من الدول التي شاركت في السباق لاستضافة مونديال 2022 الذي ذهب إلى قطر بعد تغلبها على الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من التصويت.
وتحدثت تقارير صحافية عن أن تشونغ اقترح في رسالة تعود إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2010 على أعضاء اللجنة التنفيذية في الـ«فيفا» إنشاء صندوق دولي لكرة القدم مع مشاركة كوريا الجنوبية فيه تصل إلى 777 مليون دولار حتى 2022 لدعم مشاريع مختلفة في العالم، مشيرة إلى أنه اشترط مقابل هذا الالتزام بأن تكون كأس العالم من نصيب كوريا الجنوبية. وفازت قطر باستضافة مونديال 2022.
وأوضح تشونغ في هذا الصدد: «لم يتم تبادل أي أموال أو مصالح شخصية على علاقة بالصندوق العالمي لكرة القدم»، مشيرا إلى أن الـ«فيفا» أقفل هذه القضية عام 2010 من دون توجيه أي تهم له، ولكنه أعاد إحياء الموضوع الآن لإيقافه لمدة 15 عاما تضاف إليها أربع سنوات بتهمة التشهير باللجنة.
وأكد أن «الهدف الأساسي لاستهدافي هو أنني أواجه مباشرة هيكل السلطة الحالي لـ(فيفا)».
ورفض تشونغ الحضور إلى جلسة الاستماع إلا في حال حضور بلاتر والأمين العام السابق لـ«فيفا» الفرنسي جيروم فالكه المقال من منصبه بقضية فساد كشاهدين.
ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصًا آخرين بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشى وابتزاز وتبييض أموال.
واضطر بلاتر إلى تقديم استقالته بعد أربعة أيام فقط على إعادة انتخابه رئيسا لـ«فيفا» لولاية خامسة على التوالي في 29 مايو (أيار) الماضي، إثر الفضائح المتتالية التي طالته شخصيًا.
وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة لـ«فيفا» 26 فبراير المقبل موعدًا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفًا لبلاتر. ومن أبرز المرشحين لرئاسة الـ«فيفا» إلى جانب تشونغ، الفرنسي بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، كما أن أسطورة كرة القدم الألمانية «القيصر» فرانز بكنباور يضغط من أجل دعمه المناضل الجنوب أفريقي توكيو سيكسويل للترشح لرئاسة الاتحاد الدولي.
وأكد بنكباور على أن بإمكان سيكسويل رجل الأعمال والمعتقل السياسي السابق الاعتماد على دعم الاتحاد الألماني.
وقال بطل مونديال 1974 خلال مؤتمر «كامب بكنباور» الرياضي السنوي، بأن الاتحاد الألماني يدرك «المنزلة الرفيعة للجنوب أفريقيين ومنزلة توكيو سيكسويل»، الذي كان من المناهضين لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وكان معتقلا في جزيرة روبن إيلند، إلى جانب شخصيات مثل الراحل نيلسون مانديلا الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للبلاد.
وتابع بكنباور في هذا المؤتمر الذي أقيم هذا العام في كيتسبول النمساوية، والمخصص للبحث في مستقبل الرياضة وبناء العلاقات وتقديم الحلول إضافة إلى مساعدته في تأمين التعليم في كل أنحاء العالم: «أنا أؤمن دون شك بأن الاتحاد الألماني لكرة القدم سيدعم ترشيحه».
ولم يعلن سيكسويل (62 عامًا)، عن نيته للترشح إلى الانتخابات الاستثنائية المقررة في فبراير 2016 من أجل اختيار خلف للسويسري بلاتر.
ويعتبر سيكسويل، مستشار «فيفا»، الموجود كضيف في مؤتمر «كامب بكنباور»، من المعارضين لبلاتر وطريقة إدارته للسلطة الكروية العليا التي تمر بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخها منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام إلى 14 شخصا آخرين بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشى وابتزاز وغسيل أموال.
وفي ظل تخبط بلاتيني في قضايا الفساد الجديدة رأى بكنباور (70 عامًا)، أن سيكسويل يشكل خيارًا جيدًا بسبب خلفيته السياسية، مشيرًا إلى أنه حان الوقت من أجل التغيير في «فيفا»: «من يجب أن نلوم؟ هل هم الأشخاص؟ بالطبع. أو حتى النظام؟ هذا أمر محتمل أيضًا. في مرحلة من المراحل، ستكون هناك فرصة لاختيار رئيس من مصدر خارجي - شخص من الاقتصاد، شخص من السياسة».
وواصل: «لهذا السبب أنا أتحدث عن توكيو لأنه شخص مختلف يتمتع بماضيه السياسي كما أنه يعرف طريقه في الرياضة أيضًا. تفوح منه رائحة الحيادية ولهذا السبب أعتقد بأنه سيكون خيارًا جيدًا».
وتضم الجمعية العمومية لـ«فيفا»، التي ستختار الرئيس الجديد 209 اتحادات موزعة على الشكل التالي: أوروبا تضم 54 عضوًا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لأن الـ«فيفا» لم يعترف بها رسميًا، أفريقيا (54)، آسيا (46)، الكونكاكاف (35)، أوقيانيا (11)، وأميركا الجنوبية (10 أعضاء).



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.