الأمن السوري يعتقل شقيق عضو في وفد المعارضة إلى جنيف

محمد صبرة: لن يؤثر فينا وأفراد عائلتي بخطر

محمد صبرة
محمد صبرة
TT

الأمن السوري يعتقل شقيق عضو في وفد المعارضة إلى جنيف

محمد صبرة
محمد صبرة

كشف عضو وفد المعارضة السورية المفاوض في مؤتمر «جنيف2» محمد صبرة، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قوات الأمن التابعة للنظام السوري، اعتقلت شقيقه قبل ثمانية أيام في جرمانا بريف دمشق، عادا هذه العملية «تأتي ضمن سياق محاولة الضغط والتشويش» على المؤتمر الدولي، في حين اتهمت الولايات المتحدة، السلطات السورية بتقويض المفاوضات من خلال اعتقالها محمود صبرة.
وأكد صبرة، وهو المستشار القانوني لرئيس الحكومة السورية المؤقتة، اعتقال شقيقه محمود في 19 فبراير (شباط) الحالي، بعد دقائق على خروجه من منزل العائلة المؤقت في جرمانا، بريف دمشق، موضحا أن «سيارة تابعة للأمن اعتقلته بالقوة على بعد أمتار من المنزل، واقتادته إلى فرع الأمن العسكري في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، قبل أن ينقل قبل يومين إلى فرع استخباراتي مركزي في العاصمة السورية». وأشار صبرة إلى أن «المسؤولين الأمنيين رفضوا التجاوب مع العائلة لمعرفة مصيره»، لافتا إلى أن شقيقه «تعرض للضرب والإهانة». وقال صبرة إن عائلته سكنت في منطقة جرمانا «بعد إحراق منزلنا في منطقة السيدة زينب في أغسطس (آب) 2012، وتدميره لاحقا»، مشيرا إلى أن «أفراد العائلة بأكملهم اليوم في خطر». وعد هذا الاعتقال: «ليس أول ممارسة فردية من النظام لانتهاك حقوق وحريات السوريين، بل هو سلوك منهجي يتبعه منذ 50 سنة، إذ يرزح الشعب السوري تحت قانون الطوارئ والاعتقال التعسفي المخالف للقانون».
ويأتي اعتقال محمود صبرة، بعد أيام من مشاركة شقيقه محمد في الجولة الثانية من التفاوض في مؤتمر «جنيف2» الذي بدأ بسويسرا في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي برعاية الأمم المتحدة. واستمرت المفاوضات بين دمشق والمعارضة حتى 15 فبراير الحالي، من غير التوصل إلى أي نتيجة.
ووضع عضو الوفد المعارض في جنيف، اعتقال شقيقه في دمشق، في إطار «محاولة الضغط والتشويش على المؤتمر الدولي»، موضحا أن السلطات السورية «وضعتن بداية، جميع أعضاء الوفد المعارض ضمن قوائمها للإرهابيين، قبل أن تقرر الانتقال إلى خطة ملاحقة عوائلهم». وقال محمد صبرا إن هذا السلوك التعسفي «لن يؤثر على موقف المعارضة وصلابتنا في تحقيق أهداف الثورة». ويعد اعتقال شقيق صبرة، آخر الإجراءات المتخذة ضمن عوائل الوفد المعارض داخل البلاد. وتقول المعارضة السورية إن النظام «صادر أملاك جميع أعضاء الوفد المعارض، وأملاك معارضين آخرين لم يشاركوا في مباحثات جنيف».
وتستند المعارضة السورية في تقديرها إلى وثيقة رسمية صادرة عن وزارة العدل في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وممهورة بتوقيع وزير العدل نجم الأحمد، تتضمن قرارا بتجميد الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لأسماء وردت في ثماني صفحات، استنادا إلى قانون مكافحة الإرهاب. وتتضمن قائمة الأسماء عددا كبيرا من المعارضين.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».