الرئيس المصري يشهد احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر

بحضور نظيره التونسي الباجي قائد السبسي

الرئيس المصري يشهد احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر
TT

الرئيس المصري يشهد احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر

الرئيس المصري يشهد احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ42 لنصر أكتوبر

شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الاثنين) احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ42 لانتصارات حرب أكتوبر، وذلك بحضور نظيره التونسي الباجي قائد السبسي.
حضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، وكبار رجال الدولة ووفود من الدول العربية.
كما شهد الاحتفال المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام السابق للقوات المسلحة، وجيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعدد من أبناء الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات.
وبدأ الاحتفال الذي أقيم بمقر الكلية الحربية، بعرض للطائرات تحمل علم مصر يصاحبها فيلم تسجيلي يستعرض التاريخ العسكري للجيش المصري وظهرت طائرات حربية تشكل رقم 42 احتفالا بالعيد الثاني والأربعين لانتصارات أكتوبر، كما تضمن العرض تكريم شهداء القوات المسلحة الذين قدموا حياتهم دفاعا عن مصر، وقامت الموسيقى العسكرية بعزف سلام الشهيد، ثم قام الأطفال خلال العرض برفع علم مصر.
كما قام الأطفال بغناء أغنيتين تكريما للشهيد والأبطال من مصابي الحرب، ثم قامت القوات المسلحة باستعراض المعدات الحديثة الموجودة في جميع الأسلحة بالقوات المسلحة والتي دخلت الخدمة مؤخرا.
تلا ذلك عرض القوات الخاصة «رجال الصاعقة» حيث اقترب في سماء ساحة العرض تشكيل من 4 طائرات هليكوبتر تحمل رجالا من الصاعقة الأشداء الذين يتلقون تدريبات خاصة للتنشئة البدنية والتكتيكية في أصعب الظروف المناخية.
وقام بعض رجال الصاعقة بأداء تمارين العقلة والتسلق والنزول السريع رافعين أعلام مصر، ثم دخل ساحة العرض 1500 مقاتل من طلبة معهد ضباط الصف المعلمين لأداء عروض القتال المتلاحم والدفاع عن النفس.
في حين، قام بعض رجال الصاعقة بالنزول السريع من أحد المباني يمين المنصة، كما قاموا ببعض المهارات الخاصة، في وقت قام بعض المقاتلين بتسلق الشبكة على أحد المباني على شكل رأس سهم.
تلا ذلك إسقاط مقاتلين المظلات من على ارتفاع 10 آلاف قدم، وقام بعض المقاتلين باختراق الموانع المشتعلة لتظهر مدى القوة والثقة بالنفس.
ثم قام بعض المقاتلين بأداء «كاتا» متقدمة من رياضة الكاراتيه في ساحة العرض، وتقدمت عربات متحركة تضم مجموعة من المقاتلين يقومون بالتمارين المختلفة.
ثم ظهر في سماء العرض رجال المظلات يحملون علم مصر وأعلام عدد من الدول العربية ومنها الإمارات والأردن والجزائر والسودان وسوريا والعراق والكويت وليبيا والمغرب. واحتضنت سماء العرض أحد القافزين يحمل علم الاحتفال بالذكرى الـ42 لحرب أكتوبر.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التحية لروح أكتوبر وجيله الذي قدم لمصر الكثير في وقت كنا نعيش في حالة انكسار وتحولت إلى حالة انتصار.
وقال السيسي - في كلمة ارتجلها خلال احتفال القوات المسلحة بالذكرى 42 لانتصارات أكتوبر المجيدة، «اسمحوا لي أن أتوجه بالتهنئة للشعب المصري بمناسبة مرور 42 سنة على ذكرى حرب أكتوبر المجيدة وأوجه التهنئة لكل الشعب العربي لأن في هذه المرحلة لم يكن المصريون فقط هم من يدافعون عن بلادهم وأرضهم وعرضهم بل كان معهم أشقاؤهم.. وكانت ملحمة عظيمة».
وأضاف «نحن نحتاج إلى التوقف أمام ذكرى أكتوبر، وهناك دروس يجب أن نتوقف عندها وأن نستدعيها بعد 42 سنة».
وأوضح السيسي أن جيش مصر شريف ووطني ومحب لبلاده، مشيرا إلى أن «العلاقة بين الجيش والشعب، هي علاقة جيش بيحب شعبه وبيحترمه وحريص عليه، وشعب دائما واقف مع جيشه، وده درس مش عايزين أبدا ننساه».
وتابع «أما الدرس الثاني المستفاد من حرب أكتوبر فكان في اختيار التوقيت المناسب لاتخاذ القرار، وبفكر المصريين أن كل فرد في الشعب والجيش كان له هدف واحد وهو استعادة الأرض والكرامة».
بالإضافة إلى ذلك، أكد السيسي أن الحكومة المصرية الحالية التي يرأسها شريف إسماعيل سوف تستمر إذا وافق البرلمان الجديد على برنامجها. ومن المنتظر أن ينتخب مجلس النواب الجديد على مرحلتين هذا الشهر والشهر المقبل.



القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.