رئاسة كردستان تدعو إلى التنسيق بين التحالف الدولي وروسيا في الحرب ضد «داعش»

رحبت بالدعم من أية دولة أو جهة لقوات البيشمركة

قنبلة بدائية الصنع تنفجر قرب عربة لقوات البيشمركة في جنوب كركوك (رويترز)
قنبلة بدائية الصنع تنفجر قرب عربة لقوات البيشمركة في جنوب كركوك (رويترز)
TT

رئاسة كردستان تدعو إلى التنسيق بين التحالف الدولي وروسيا في الحرب ضد «داعش»

قنبلة بدائية الصنع تنفجر قرب عربة لقوات البيشمركة في جنوب كركوك (رويترز)
قنبلة بدائية الصنع تنفجر قرب عربة لقوات البيشمركة في جنوب كركوك (رويترز)

شددت رئاسة إقليم كردستان على ضرورة التنسيق بين التحالف الدولي وروسيا في الحرب ضد تنظيم داعش، مبينة أن نشوء التنسيق بين الجانبين سيكون له نتائج أفضل في مواجهة التنظيم، مرحبة في الوقت نفسه بأي دولة أو جهة تدعم قوات البيشمركة في هذه الحرب.
وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان مساء أول من أمس إن قوات البيشمركة «هي القوة الرئيسية التي تحارب إرهابيي (داعش) على أرض الواقع، وتمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة على التنظيم، وإقليم كردستان من المشاركين الأساسيين في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد (داعش)»، معبرة في الوقت ذاته عن شكر الإقليم لأي دولة أو طرف يقدم المساعدات لقوات البيشمركة في هذه الحرب. وتابعت: «من هذا المنطلق نرحب بروسيا إذا قامت بمساعدة قوات البيشمركة». ورأت أن قيام التنسيق والتعاون بين التحالف الدولي وروسيا «سيكون له نتائج أفضل في مواجهة التنظيم والقضاء عليه».
من جهته، قال نائب مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، لـ«الشرق الأوسط» إن «حكومة إقليم كردستان وقوات البيشمركة ترحب بأي دولة تحارب تنظيم داعش وحكومة الإقليم تأمل في أن تقدم روسيا ودول العالم الأخرى الدعم الكامل لقوات البيشمركة، وتعطيها حقها، وأن تهتم بالبيشمركة من حيث تسليحها وتزويدها بالأعتدة اللازمة ودعمها من الناحية الفنية، وأن تلعب دورها المطلوب في هذا التحالف الدولي، لأنها القوة الرئيسية على أرض الواقع في الحرب ضد الإرهاب بشكل عام وضد (داعش) بشكل خاص».
بدوره، نفى الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، أن تكون روسيا قدمت حتى الآن أي مساعدات عسكرية لقوات البيشمركة، مشيرا إلى أنها قدمت فقط مساعدات إنسانية للنازحين في جبل سنجار العام الماضي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أفاد لشبكة «روداو» الإعلامية الكردية الأسبوع الماضي بأن بلاده قدمت مساعدات لقوات البيشمركة.
من ناحية ثانية، قال الفريق ياور إن «12 دولة ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تمتلك خبراء عسكريين في إقليم كردستان ينسقون مع قوات البيشمركة في إطار غرفة العمليات العليا لمحاربة (داعش)، وهناك مركز تدريب تابع للتحالف الدولي لتدريب قوات البيشمركة، حيث يواصل مدربو هذه الدول تدريب البيشمركة منذ تأسيس التحالف الدولي بداية أغسطس (آب) من العام الماضي 2014، بينما تحلق طائرات التحالف الدولي وبشكل مستمر في سماء الإقليم مقدمة الإسناد للبيشمركة أثناء شنها الهجمات على مواقع (داعش)، وتراقب في الوقت ذاته الخط الدفاعي بين الإقليم ومسلحي التنظيم كما قدم هذا التحالف الأسلحة والمعدات العسكرية للإقليم، وفي الوقت نفسه يرحب الإقليم ووزارة البيشمركة بكل حليف جديد في الحرب بشرط أن يكون هدفه الرئيسي محاربة التنظيم، لأنه يوسع التحالف ضد التنظيم».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.