صالح يهاجم قرار الأمم المتحدة.. وحكومة الوفاق ترحب

تفجيران خلال 24 ساعة لأنبوب نفط في مأرب

صالح يهاجم قرار الأمم المتحدة.. وحكومة الوفاق ترحب
TT

صالح يهاجم قرار الأمم المتحدة.. وحكومة الوفاق ترحب

صالح يهاجم قرار الأمم المتحدة.. وحكومة الوفاق ترحب

علمت «الشرق الأوسط» بوجود تنافس محموم بين حزبي «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي، أكبر أحزاب تكتل «اللقاء المشترك» الذي يترأس حكومة الوفاق الوطني الشامل، من خلال الدفع بأطرهم إلى الأقاليم الستة التي أعلنت، من أجل بدء السيطرة على المواقع القيادية خلال المرحلة المقبلة، وذلك عقب إعلان اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم.
ويوم أمس، هاجم علي عبد الله صالح قرار مجلس الأمن، الخاص بفرض عقوبات على «معرقلي الانتقال السياسي» في اليمن.
وقال صالح في كلمة أمام مناصريه، إن «القرار يعيد اليمن إلى عهد الاحتلال، ويستبدل مؤسسات الدولة، بمرجعية الأمم المتحدة وجمال بنعمر والسفيرة البريطانية في صنعاء».
ورفض صالح، رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يملك نصف حقائب حكومة الوفاق، قرار مجلس الأمن بوضع اليمن تحت فصل البند السابع، وقال: «هذا غير وارد على الإطلاق»، وعد صالح القرار بأنه يستهدف اليمن ككل، موضحا خلال كلمة بثتها قناة «اليمن اليوم»، المملوكة له، أن «القرار سيعيد اليمن إلى عصور الظلام وإلى عهد ما قبل ثورتي سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، وأنه سيقضي على الحرية التي تعيشها البلاد، من حرية الصحافة والتداول السلمي للسلطة».
ويتضمن قرار مجلس الأمن نصا يشير إلى أن «العملية الانتقالية تتطلب طي صفحة رئاسة (الرئيس السابق) علي عبد الله صالح»، في إشارة إلى احتمال فرض عقوبات عليه، وسخر الرئيس السابق، الذي أجبر على ترك السلطة تحت وقع احتجاج شعبي عام 2011، من القرار وقال «إن القرار، مكافئة لنا نظير تسليمنا السلطة سلميا».
من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية بقرار مجلس الأمن بشأن معاقبة معرقلي التسوية والعملية السياسية في اليمن، بينما عبرت أوساط شعبية عن ارتياحها العميق للقرار الأممي الذي نص على تشكيل لجنة لتحديد العقوبات والشخصيات المستحقة لتلك العقوبات، في ضوء عرقلة مسيرة الانتقال السلمي للسلطة في اليمن. وقال مصدر مسؤول في حكومة الوفاق الوطني باليمن، إن قرار مجلس الأمن أتى ليؤكد التمسك بوحدة اليمن وأمنه واستقراره، وحث المصدر الأطراف كافة على العمل معا لإنجاز ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية والتصدي لمن يعرقل مسيرة التنفيذ لها، ودعا المصدر الحكومي اليمني القوى والمكونات السياسية والمجتمعية كافة للعمل معا وبروح التصالح والاصطفاف الوطني لبناء اليمن الجديد وطي صفحة الماضي، حسب تعبيره.
وفي صنعاء، عبر مواطنون عن ارتياحهم الشديد لتصويت مجلس الأمن بالإجماع على قراره رقم (2140) القاضي بمعاقبة كل من يعرقل مسيرة العملية السياسية في اليمن.
وعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي بشأن معاقبة معرقلي التسوية السياسية، فجر مسلحون قبليون في منطقة الكيلو 109 بمحافظة مأرب أنبوب النفط الرئيس الذي يمتد من مأرب إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر للتصدير، وأدى التفجير، وهو الثاني في غضون أربع وعشرين ساعة، إلى توقف عملية ضخ النفط إلى ميناء التصدير، ووجهت وزارة الداخلية اليمنية أصابع الاتهام، قبل يومين، إلى شخص يدعى العجي بالتورط في التفجير قبل الأخير، في وقت بلغت خسائر اليمن أكثر من أربعة مليارات من الدولارات جراء استهداف أنبوب النفط في شرق البلاد منذ مطلع عام 2011، وحتى مارس (آذار) 2013، حيث تعد الكثير من الأوساط اليمنية عمليات استهداف أنبوب النفط وأبراج الكهرباء ضمن مخطط يهدف إلى إفشال التسوية السياسية في اليمن.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.