انعكست الضربات الروسية مباشرة داخل الرقة، معقل تنظيم داعش، إذ أفاد مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط» بـ«حركة نزوح لأهالي الرقة بعد استهداف الطائرات الحربية الروسية مواقع في المدينة، إلى مناطق باتجاه الريف، وكذلك إلى مناطق يسيطر عليها الجيش الحر وإلى تركيا». وأوضح المصدر أن «الغارات التي تنفذها الطائرات الروسية تختلف تمامًا عن تلك التي كان ينفذها النظام كونها تحمل عددًا أكبر من الصواريخ وتترك دمارًا هائلاً»، كاشفا عن «حالة من التململ في صفوف (داعش) وعن نية بعض العناصر الهرب للالتحاق بفصائل أخرى وأبرزها (النصرة)، خصوصا أن هؤلاء باتوا يعتبرون الروس عدوهم الأول وليس الأميركيين».
ووفق التقارير توزّعت الغارات الروسية يوم أمس السبت على أكثر من منطقة سورية، وتحدث «مكتب أخبار سوريا» عن استهداف الطيران الحربي الروسي، مساء الجمعة، مشفى ميدانيًا تابعًا لمديرية الصحة المعارضة في بلدة اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، مما أدى إلى إصابة أفراد من الطاقم الطبي. وقال أحد العاملين في المشفى المعروف بالمشفى الميداني الثاني: «إن القصف أسفر عن إصابة خمسة ممرضين، وتلف بعض المعدات الطبية والأسرّة الخاصة بالمرضى، مما أدى إلى خروج المشفى بشكل جزئي عن العمل».
وفي هذه الأثناء، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 39 مدنيًا على الأقل، بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء، قتلوا في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام الماضية، لافتا إلى أن «طائرات حربية يعتقد أنها روسية نفذت عدة ضربات على مناطق في شمال الرقة وريفها الغربي»، موضحا أن «الروس قصفوا أيضًا، منتصف ليل الجمعة، مقرًا لفرقة مقاتلة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، مما أدى لسقوط جرحى».
كذلك نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على منطقة في الطريق الواصل بين بلدتي البارة واحسم بجبل الزاوية، مما أدى لإصابة 3 أطفال من عائلة واحدة بجراح، بحسب «المرصد».
وفي تطور لافت، أعلنت «حركة أحرار الشام» عن قصف مطار حميميم العسكري على الساحل السوري بعدد من صواريخ «غراد». وأفاد المكتب الإعلامي للحركة بأن مقاتليها «أطلقوا عددًا من صواريخ (غراد) على المطار الواقع على أطراف مدينة جبلة في ريف اللاذقية، حيث القاعدة العسكرية للروس، وحققوا إصابات مباشرة في مبنى القيادة في المطار، الذي يضم ضباطًا روسيين وسوريين». وكانت تقارير إعلامية أكدت أن روسيا عملت خلال الأيام الماضية على توسعة مطار حميميم، حيث بدأت العمل على إنشاء مدرج إقلاع جديد، ليتمكن من استقبال طائرات الشحن الروسية الكبيرة، وطائرات «ميغ» الحديثة من طرازي «ميغ - 29» و«ميغ - 31».
كذلك أقامت القوات الروسية في المطار محطة استطلاع استراتيجي، تتسم بأنها حديثة وذات قدرة كبيرة على الرصد واستقبال المعلومات، في حين وضعت عددًا من الدبابات من طراز «تي - 90»، كما نشرت قطعًا مدفعية، إضافة إلى مئات الجنود من قوات مشاة البحرية الروسية، حسب وكالة «رويترز».
الى ذلك, طمأن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، بأن الجنود الروس المتركزين في سوريا يعيشون في «ظروف ملائمة». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن كوناشينكوف قوله إن هؤلاء الجنود «يقومون بأداء مهام محدودة في سوريا»، مضيفًا أن «من أجل أداء العسكريين الروس لمهامهم بشكل جيد في سوريا قد وفرنا لهم كل الظروف الملائمة». وتابع قائلاً: «بالقرب من القاعدة الجوية بنينا في وقت قصير ليس فقط البنية التحتية، ولكن أيضًا العشرات من المرافق الضرورية لحياة الطيارين وأفراد القاعدة. هناك مخبز خاص، ومكان لغسل الملابس، وحمامات»، مشيرًا أيضًا لوجود محطات وقود للطائرات، وإلى أن «العسكريين يعيشون في وحدات سكنية مكيفة»، كاشفًا أن «قائمة طعام الجنود المكلفين بالمهمات في سوريا هي سلطات طازجة وخضراوات وحساء وأطباق ساخنة من اللحم والأرز وغيرها». ونشرت مواقع روسية صورًا للجنود الروس وهم يتناولون الطعام ويقومون بأعمال يومية داخل إحدى القواعد العسكرية في سوريا.
في هذه الأثناء، قالت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا: «إن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية المزمعة في سوريا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، بسبب زيادة الأنشطة العسكرية». وللعلم، كان من المزمع القيام بعمليات إغاثة تشمل إجلاء مصابين في الزبداني من ريف دمشق ومن بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) ضمن إطار الاتفاق الذي معقد بمساعدة الأمم المتحدة ودعمته إيران وتركيا. وقال مكتب دي ميستورا في بيان: «تدعو الأمم المتحدة كل الأطراف المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية المدنيين والتوصل إلى التفاهمات الضرورية من أجل تنفيذ هذا الاتفاق بأسرع ما يمكن».
الروس يستخدمون قنابل خارقة للتحصينات في سوريا.. و«أحرار الشام» يستهدف قاعدتهم العسكرية بريف اللاذقية
موسكو تُطمئن: جنودنا يعيشون في ظروف ملائمة ويأكلون سلطات طازجة
الروس يستخدمون قنابل خارقة للتحصينات في سوريا.. و«أحرار الشام» يستهدف قاعدتهم العسكرية بريف اللاذقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة