أميركا تعاقب العراق {بإطفاء عيونه الجوية} وتوقف عملياتها في الرمادي

مصدر أمني لـ {الشرق الأوسط} : خطوات العبادي غير محسوبة وخطر «داعش» سيهدد بغداد

أميركا تعاقب العراق {بإطفاء عيونه الجوية} وتوقف عملياتها في الرمادي
TT

أميركا تعاقب العراق {بإطفاء عيونه الجوية} وتوقف عملياتها في الرمادي

أميركا تعاقب العراق {بإطفاء عيونه الجوية} وتوقف عملياتها في الرمادي

كشف مصدر عراقي أمني رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة الأميركية وفي رد سريع على التحالف الرباعي الذي انضم له العراق، بادرت باتخاذ إجراءات فورية على الأرض كنوع من العقوبات.
وأضاف المصدر الذي تحدث من خلال الهاتف في لندن أن القوات الأميركية بدأت منذ مساء أمس بإيقاف عمليات التصوير الجوي في الرمادي والتي كانت تزود بها الجيش العراقي في حربه ضد «داعش»، وهو الأمر الذي يعد فقدانا للعراق عيونه الجوية التي يراقب بها «داعش» في الرمادي.
ولم تتوقف واشنطن عند هذا الأمر بل زادت أنها ستوقف عمليات الرمادي وملاحقة «داعش» والتي كان مخططا لها في وقت سابق، وهو الأمر الذي يتوقع أن يزيد من قوة «داعش» ويسهل عليه العمليات العسكرية على الأرض، إضافة إلى أن أميركا لن توفر أي غطاء جوي للعمليات التي ستقوم بها القوات العراقية ضد «داعش»، وهو الأمر الذي يتوقع أن يزيد الأوضاع تعقيدا، ويمثل خطرا على بغداد من «داعش».
وبين المصدر أن تلك الإجراءات التي بدأتها واشنطن توحي بأنها عقوبات موجهة إلى بغداد جراء التحالف الذي انضمت له العراق ولهفتها عليه، وهو الأمر الذي أكده رئيس وزراء العراق حيدر العبادي خلال حضوره جلسات هيئة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وأضاف المصدر أن تلك العقوبات لم تكن في الحسبان لدى الحكومة العراقية خاصة أن لديها جبهة مفتوحة في الأنبار حاليا وتتطلع إلى تعاون أميركي معها لقتال «داعش» هنالك إلا أن الموقف الأميركي سيحرج بغداد خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق توقع الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف الرباعي لن يستمر لأكثر من 3 أو 4 شهور لأسباب مختلفة يتعلق قسم منها بالقدرات الروسية والإيرانية في ظل استمرار العقوبات عليهما حتى الآن.
وبين أن القسم الآخر يتعلق بالمباحثات التي سوف تبدأ بعد 3 شهور بين موسكو ودول الاتحاد الأوروبي حول العقوبات وهو ما يعني أن روسيا تعمل منذ الآن على ممارسة ضغوط من خلال المناورة في سوريا والعراق لأغراض المباحثات القادمة.
وزاد الهاشمي بقوله «الأميركان بدأوا الآن نوعا من عملية السخرية بضربات روسيا ضد المواقع السورية كونها من وجهة نظرهم لا تستهدف داعش بقدر ما تستهدف مواقع المعارضة السورية المعتدلة التي يمكن التفاهم معها في مرحلة ما بعد الأسد». وأضاف أن «الأميركان أبلغوا بغداد بشكل أو بآخر أن دعمهم سوف يكون شحيحا من الآن فصاعدا بسبب مراهنة العراق على التحالف الجديد».
وبالعودة للمصدر العراقي قال: «رغم محاولات رئيس الوزراء حيدر العبادي تخفيف لغة الاتفاق الرباعي الذي انضم إليه العراق إلى إيران وسوريا وروسيا فإنه مجرد خلية تنسيق استخباري إلا أن واشنطن ذهبت إلى ما هو أبعد من حدود الانزعاج من هذا التحالف وذلك بالبدء بالقيام بإجراءات على الأرض أشبه ما تكون عقوبات ضد الحكومة العراقية نتيجة لما عدوه هرولة عراقية غير محسوبة النتائج خلف حلف لم يتمكن من فعل شيء في سوريا منذ أربع سنوات من وجوده».
ويضيف المصدر أن التحالف رغم وجوده في وقت سابق وكان يتخذ من الأراضي السورية مقرا له لكنه طوال تلك الفترة لم يتمكن من عمل شيء بل بالعكس كانت نتيجته أن فقدت سوريا نحو 85 في المائة من أراضيها لصالح المعارضة بعد أن لم تتمكن الضربات الروسية فعل شيء، مشيرا إلى أن الجديد في هذا الحلف هو انضمام العراق إليه بهدف توسيع نطاق الضربات الجوية الروسية لتشمل العراق هذه المرة والتي تم التعبير عنها من خلال إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي ترحيبه بهذه الضربات مما يعني من الناحية العملية التمهيد لها.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن أنه سيرحب بضربات جوية توجهها روسيا ضد تنظيم داعش في العراق مشيرا في تصريحات لقناة «الصحافة الفرنسية 24» أنه ناقش مع روسيا الضربات الجوية في العراق قائلا «ليس بعد، إنما هذا احتمال وإذا قدم لنا اقتراح سندرسه»، وقال: إن العراق يتوقع من التحالف الدولي والأميركيين أن يقدموا غطاء جويا كبيرا لحماية القوات العراقية، مشيرا إلى أن الدعم الذي يتلقاه العراق حتى الآن محدود لكن الهدف الأهم هو محاربة تنظيم داعش.
وفي العراق كانت المفاجأة من النجف حين أعلن أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أمس الجمعة ترحيبها بتوسيع نطاق الحرب ضد «داعش» من خلال التحالف الرباعي، إذ قال: «إن المعركة التي يخوضها العراق ليست معركة العراقيين لوحدهم بل معركة العالم بأسره»، داعيًا إلى «تضافر الجهود لمكافحته وأن يتوسع نطاق التصدي له من كل الجهات كونه يستهدف الإنسانية وحضارتها».
وفي الوقت الذي أعلن فيه الأكراد أنهم غير معنيين بهذا التحالف فقد واصل العرب السنة من خلال كتلهم السياسية تحفظهم على إنشاء هذا التحالف. وفي هذا السياق دعا ائتلاف متحدون للإصلاح الذي يتزعمه أسامة النجيفي الحكومة العراقية إلى توضيح المعلومات بشأن الاتفاق الرباعي بين العراق وروسيا وإيران وسوريا كي يكون الموقف النهائي منه مبنيا على حقائق وليس توقعات.
وقال بيان للائتلاف بأنه تدارس في اجتماع لقيادته برئاسة أسامة النجيفي وحضره وزراء ونواب الائتلاف الوضع السياسي والأمني وبخاصة في المحافظات التي تشهد المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي، وتدارس المجتمعون أوضاع الأهل في هذه المناطق وسبل تعزيز صمودهم ضد سيطرة الإرهاب.
وأضاف البيان «تداول المجتمعون الاتفاق الأمني الرباعي الذي عقد مؤخرا بين العراق وإيران وروسيا وسوريا، وبعد مناقشة مستفيضة تضمنت الأسباب والنتائج المتوقعة وآليات تنفيذ الاتفاق وتأثيراته على المحافظات التي تتعرض للإرهاب، وطبيعة المشاركة السورية، توصل المجتمعون إلى توصيات بشأنه منها الطلب من الحكومة توضيحات ومعلومات كي يكون الموقف النهائي منه مبنيا على حقائق وليس توقعات».
وكان مسؤول أميركي أكد ما سبق أن نشرته «الشرق الأوسط» بشأن تجميد عمليات الجيش العراقي في محيطي الرمادي والفلوجة لاستعادتهما من سيطرة تنظيم داعش، عازيا السبب إلى أن القوات العراقية غير مدربة من أجل التصدي لأساليب التنظيم المتطرف القتالية.
وصرح المتحدث باسم العمليات العسكرية الأميركية ضد تنظيم داعش في العراق، الكولونيل ستيف وارن، للصحافيين في اتصال عبر الدائرة المغلقة من بغداد أن الجهود العسكرية لاستعادة الرمادي أرجئت جزئيا بسبب درجات الحرارة القياسية خلال الصيف وأيضا بسبب الطريقة التي يدافع بها المتطرفون عن المدينة التي سيطروا عليها في أواسط مايو (أيار) الماضي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت مصادر عشائرية عراقية ومسؤولون محليون في محافظة الأنبار أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الأميركية في قاعدة الحبانية جمدت عمليات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الهادفة لاستعادة الرمادي والفلوجة وأنها في المقابل توسع تعاونها مع مقاتلي العشائر.
وفي هذا السياق، قال الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشائر البو فهد في الأنبار وأحد أبرز قادة العشائر فيها: «إن اعتماد القوات الأميركية الآن على مقاتلي العشائر في الأنبار وتدريبهم وتجهيزهم بالسلاح والاشتراك معهم في معارك برية على الأرض ومساندتهم عبر طائرات الأباتشي وسلاح الطيران التابع لقوات التحالف الدولي جاء لسد الفجوة الحاصلة بالجيش العراقي والضعف الواضح في عملياته التي تقتصر الآن على إقامة سواتر وخطوط صد دفاعية تاركة زمام المبادرة لعصابات تنظيم داعش».
وأشار الفهداوي إلى أن «الحرب معقدة للغاية ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالرمادي، كونها دائما كانت تحت قيادة عسكرية سيئة. ولا بد من عودة كبار الضباط والخبراء للخدمة في الجيش العراقي، بعدما حلت سلطة الاحتلال الجيش العراقي وعدم عودة هؤلاء الضباط المهرة بحجة ارتباطهم بالنظام السابق أعطى فرصة كبيرة للتنظيم الإرهابي لاستقطاب البعض منهم الأمر الذي مكن العصابات الإرهابية من امتلاك رؤية عسكرية ناجحة تفوق من خلالها على الجيش الحالي الذي يخضع للتدريب منذ 12 عامًا على يد الأميركيين».
وتابع الفهداوي أن «خسارة مدننا في محافظة الأنبار لا تعني انتصارا لـ(داعش) وإثباتا لقوته بقدر ما تعني وجود خلل كبير في قيادة الجيش العراقي، والسبب الرئيسي يكمن في أن قوات الجيش العراقي تشكلت على حساب مزاج الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق وبشكل واضح، وتم إبعاد كل الضباط السابقين والكفؤين من حملة الشهادات العسكرية وأصحاب الخبرات في إدارة القوات المسلحة أثناء المعارك والحروب، واستقدام ضباط فاشلين ومنهم من لا يحمل أي شهادة عسكرية».



الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.