الحياة تحت حكم «داعش».. رغد العيش للقادة والرعب للمحكومين

المقاتلون الأجانب يحظون بتوصيل الأكل لمنازلهم.. والسكان يشكون العودة إلى «العصر الحجري»

سورية مع حفيدها تعيش الآن في مخيم بالأردن وقالت إن عنف «داعش» زاد من غضب السكان ضدهم («واشنطن بوست»)
سورية مع حفيدها تعيش الآن في مخيم بالأردن وقالت إن عنف «داعش» زاد من غضب السكان ضدهم («واشنطن بوست»)
TT

الحياة تحت حكم «داعش».. رغد العيش للقادة والرعب للمحكومين

سورية مع حفيدها تعيش الآن في مخيم بالأردن وقالت إن عنف «داعش» زاد من غضب السكان ضدهم («واشنطن بوست»)
سورية مع حفيدها تعيش الآن في مخيم بالأردن وقالت إن عنف «داعش» زاد من غضب السكان ضدهم («واشنطن بوست»)

أظهرت مقابلات أجريت مع مدنيين خاضوا تجربة العيش في مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» في العراق وسوريا، أن مسلحي هذا التنظيم المتشدد خلقوا مجتمعًا وحشيًا تتمايز فيه حياة المقاتلين الوافدين من الخارج عن السكان المحليين.
وتظهر شهادات هؤلاء أن المقاتلين الأجانب وعائلاتهم يحصلون على مساكن مجانية ورعاية صحية وتعليم ديني، بل ويستفيدون من خدمة توصيل الوجبات إلى المنازل، إضافة إلى حصولهم على رواتب يجمع معظمها من الضرائب والرسوم المفروضة على السكان. ففي مدينة هيت بغرب العراق مثلاً، تخرج وقت العشاء شاحنات محملة بوجبات ساخنة إلى المقاتلين العزاب، تعدها مجموعة من النساء قدمن من أوروبا ودول عربية للانضمام إلى «داعش» في مطابخ جماعية. ويجري توصيل هذه الوجبات إلى منازل صودرت من أناس فروا من منازلهم أو لقوا حتفهم، حسبما يذكر عمدة المدينة السابق حكمت الغود. ويقول الغود (41 عاما) الذي فر في أبريل (نيسان) الماضي ويقسم وقته الآن بين بغداد والعاصمة الأردنية عمان «إننا نكرههم».
ويقول أبناء المدن والبلدات التي سيطر عليها «داعش» إنهم لا يواجهون الوحشية المعتادة المتمثلة في قطع الرؤوس واتخاذ نساء بعض الأقليات سبايا فحسب، بل إنهم يعانون أيضًا من نقص حاد في أساسيات الحياة اليومية. ويقول محمد أحمد، 43 عامًا، وهو موظف سابق في جامعة الدول العربية من دير الزور، وهي بلدة قريبة من الرقة، عاصمة دولة «داعش» المزعومة في شمال سوريا «لقد عدنا إلى العصر الحجري».
ولا تصل الكهرباء إلى الكثير من هؤلاء السكان سوى ساعة واحدة أو ساعتين في اليوم، بينما تمر أيام كاملة على بعض المنازل من دون مياه جارية. الوظائف نادرة ولذا لا يتمكن كثيرون من توفير ثمن الغذاء الذي تضاعف 3 مرات أو أكثر. كما أن الرعاية الطبية سيئة، ومعظم المدارس أغلقت أبوابها، والسفر خارج مناطق «داعش» بات محظورًا بقوة السلاح.



كبير مستشاري نتنياهو يبحث مع ترمب معالم «مرحلة ما بعد بايدن»

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض في 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض في 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

كبير مستشاري نتنياهو يبحث مع ترمب معالم «مرحلة ما بعد بايدن»

الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض في 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)
الرئيسان الأميركيان جو بايدن ودونالد ترمب خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض في 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)

في الوقت الذي يثير فيه مساعدو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنباءً متفائلة (تفاؤلاً حذِراً)، بشأن احتمال التوصُّل إلى اتفاق لتبادُل أسرى، وهدنة في قطاع غزة، كشف النقاب في تل أبيب أن نتنياهو أرسل زوجته سارة وكذلك وزير الشؤون الاستراتيجية وكبير مساعديه، رون ديرمر، إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وسط حديث عن محاولة فهم معالم مرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

ومع أن ديرمر كان قد التقى ترمب في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فإنه يعود إليه الآن حاملاً رسائل عدة في مواضيع مختلفة، أهمها: اليوم التالي بعد إدارة الرئيس جو بايدن، وكيفية التنسيق بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الجديدة، وصفقة التبادل، ووقف النار في غزة، والأوضاع في لبنان، والشروط الإسرائيلية لتثبيت وقف النار هناك، والتغيرات السياسية في بيروت، وضمان وضع حد لنفوذ «حزب الله»، ومواجهة التهديد الإيراني للمنطقة، وكذلك الآفاق السياسية التي يتطلع الرئيس ترمب لفتحها، والتكلم إلى نسيب ترمب، اللبنانيّ - الأميركي مسعد بولس، الذي اختاره الرئيس المنتخب ليكون مبعوثه ومستشاره للشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط.

أما زوجة نتنياهو فهي لا تُعد في إسرائيل ذات مكانة سياسية، لذلك تم عدُّها زيارة شخصية؛ فهي موجودة في ميامي، لزيارة ابنها يائير، المعروف بمشاغبات سياسية ضد خصوم والده. وبحسب مقربين منها، فقد دعاها ترمب لمأدبة عشاء في بيته القريب، لكن أوساطاً سياسية من خصوم نتنياهو ادّعت أنها هي التي طلبت الزيارة. وكان ترمب قال لنتنياهو، لدى زيارته وسارة في مقر ترمب أخيراً، إنه يعدها مُعيناً له في بيت نتنياهو، موضحاً: «أعلم أنه في حال لم يعجبني تصرفك، ستكون سارة معيناً لي في مواجهتك».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (رويترز)

المعروف أن ديرمر هو أمين سر نتنياهو وأقرب الشخصيات الإسرائيلية منه، وهو أميركي النشأة، ويقيم علاقات وثيقة مع الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة عموماً ومع فريق العاملين مع ترمب في الدورة الرئاسية السابقة، وكذلك مع الفريق الحالي. ويقيم علاقات صداقة مميزة مع صهر ترمب، جاريد كوشنر، الذي كان يؤدي دوراً أساسياً في ولاية ترمب السابقة. وبحسب مساعد له، يحاول ديرمر التأسيس لقواعد عمل مشتركة مع ترمب تجنِّب نتنياهو خلافات جوهرية، مثل تلك التي ظهرت بين تل أبيب وواشنطن في عهد إدارة بايدن؛ ولذلك تسعى إسرائيل إلى معرفة معالم «اليوم التالي بعد بايدن».

لكن الحاجة إلى لقاء آخر بين ديرمر وترمب في غضون 3 أسابيع، وفقاً لمصادر سياسية، جاءت كما يبدو بسبب الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي المنتخب، وطلب فيها إنجاز وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قبل تسلُّم مهامه في البيت الأبيض في 20 الشهر المقبل، حتى يتفرغ لفتح آفاق سياسية في المنطقة.

وتحمل هذه المداولات أهمية خاصة مع إنجاز وقف للنار في لبنان، كما يرغب ترمب بالضبط، وانتشار أنباء عن تقدم في المحادثات حول وقف النار في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل أسرى.