هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا تخلف 14 قتيلاً وعشرات الجرحى

نفذتها 4 نساء بعد تنكرهن كبائعات متجولات

هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا تخلف 14 قتيلاً وعشرات الجرحى
TT

هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا تخلف 14 قتيلاً وعشرات الجرحى

هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا تخلف 14 قتيلاً وعشرات الجرحى

قتل 10 أشخاص على الأقل، وجرح 39 آخرون عندما فجر 4 انتحاريين أنفسهم في مدينة مايدوغوري بشمال شرقي نيجيريا، بحسب ما أعلنت السلطات النيجيرية أمس.
وقال الجيش في أبوجا إنه «تأكد حتى الآن مقتل 14 شخصا، بينهم الانتحاريون، فيما جرح 39 آخرون» في الهجمات التي وقعت ليل أول من أمس. لكن شهود عيان أكدوا أمس أن منفذي الهجوم هن أربع انتحاريات، وأن حصيلة القتلى هي 14 شخصا على الأقل.
وذكر متحدث باسم الجيش يدعى ربيع أبو بكر أن أربع انتحاريات فجرن ستراتهن الناسفة بشكل متزامن في مدينة مايدوغوري مساء أول من أمس، مضيفا أن 39 شخصا أصيبوا بجروح. فيما قال أحد قادة جماعات الأمن الأهلية في المنطقة إن الانتحاريات تنكرن كبائعات متجولات، قبل أن يفجرن السترات الناسفة في نفس الحي.
وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن إحداهن «استهدفت حشدا كان يتابع مباراة كرة قدم على التلفزيون، بينما استهدفت أخرى مسجدا»، وهو أسلوب يتشابه إلى حد كبير مع هجمات جماعة بوكو حرام المتشددة التي تتمركز في المنطقة. ووقع الهجوم يوم احتفال نيجيريا بعيد استقلالها الخامس والخمسين، في الوقت الذي قال فيه رئيس البلاد محمد بخاري لشعبه، إن الجيش أضعف خطوط إمداداتهم وبنيتهم التحتية بشدة.
من جهة أخرى، أعلن نائب في البرلمان النيجيري أن 11 شخصا قتلوا في هجمات شنها مقاتلون في بوكو حرام على ثلاث قرى في شمال شرقي البلاد مساء الأربعاء وصباح الخميس. وتقع القرى الثلاث في شمال ولاية أداماوا بالقرب من مدينة مادا غالي، ومن الحدود على ولاية بورنو التي تستهدفها الجماعة باستمرار.
وقال أدامو كاملي، النائب عن مادا غالي وميشيكا، إن «المتمردين هاجموا مجموعة من الباعة في سوق غولاك، وقتلوا أربعة منهم قبل أن يتوجهوا إلى كيرشينغا، حيث قتلوا سبعة أشخاص بينهم ثلاث نساء». وطالب بحماية سكان المنطقة بقوله: «نحتاج إلى مزيد من رجال الأمن لأن قرانا مجاورة لغابة سامبيزا»، معقل هذه الجماعة المتطرفة في ولاية بورنو.
إلا أن الجيش النيجيري يقول إنه حقق سلسلة من الانتصارات ضد بوكو حرام في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما أثار المخاوف لدى كثيرين من تصعيد الهجمات ضد المدنيين في شمال الشرق المضطرب.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين، حيث قتل نحو 1.600 على الأقل في هجمات بوكو حرام في نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر منذ يونيو (حزيران) الماضي، حيث أسفرت أعمال العنف عن أكثر من 1260 قتيلا في نيجيريا وحدها، منذ أن تولى الرئيس محمد بخاري منصبه في 29 من مايو (أيار) الماضي، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية. كما قتل 17 ألف شخص على الأقل، بينهم 3.500 هذا العام بحسب منظمة العفو الدولية، وتشرد 2.5 مليون منذ بدء تمرد بوكو حرام في 2009.



كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
TT

كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)

قال تقرير لوكالة «بلومبرغ» للأنباء إن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا يُهدد قاعدة «حميميم» الجوية، التي اعتمدت عليها روسيا لفرض نفوذها في مختلف أنحاء أفريقيا.

وبحسب التقرير، تستخدم موسكو القاعدة لإرسال أفراد وإمدادات عسكرية إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وكل هذه الدول شهدت انقلابات مؤخراً، وقطعت علاقاتها مع الغرب، في حين تقترب من موسكو التي مكّنها هذا الجسر الجوي من إعادة بناء بعض نفوذها الذي اكتسبته في حقبة الحرب الباردة في القارة، خصوصاً في أماكن، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.

وسمحت قاعدتا «حميميم» الجوية و«طرطوس» البحرية، اللتان تستقبلان الوقود والإمدادات الروسية بتنفيذ توسع رخيص وفعال لنفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في أفريقيا، والآن قد تحتاج الشبكة التي تدعم عمليات روسيا في القارة، والتي تملأ الفراغ الذي خلفته القوات الغربية المغادرة، إلى إصلاح شامل.

استقبال جندي روسي لبشار الأسد خلال زيارته قاعدة «حميميم» العسكرية في اللاذقية 27 يونيو 2017 (أ.ف.ب)

قال أنس القماطي، مدير معهد صادق، وهو مركز أبحاث مقره ليبيا: «من دون جسر جوي موثوق، تنهار قدرة روسيا على فرض قوتها في أفريقيا، والاستراتيجية العملياتية الروسية بأكملها في البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا مُعلقة بخيط رفيع».

وقال القماطي إنه وفي حين أن روسيا، التي دعمت السلطات في شرق ليبيا، لديها قدرات تشغيلية في 4 قواعد جوية ليبية (الخادم والجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ) فإن هذه القواعد ستكون بعيدة جداً، بحيث لا يمكن استخدامها في جسر مجدد من موسكو بسبب قيود المجال الجوي في أوروبا.

وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات ومقره موسكو، إن القاعدة الجوية السورية ستكون «خسارة كبيرة» للعمليات الأفريقية؛ حيث «كانت جميع الإمدادات تمر عبر (حميميم)، وهذا مهم بشكل خاص لبلد من دون ميناء، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى».

وبدأت جهود موسكو لإعادة بناء النفوذ في أفريقيا فعلياً عام 2018، عندما تم نشر مرتزقة من مجموعة «فاغنر» المرتبطة بالكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى غير الساحلية، للدفاع عن رئيسها المحاصر ضد هجوم المتمردين.

وفي عام 2019، لعب المقاتلون دوراً رئيساً في محاولة من قِبَل الزعيم الليبي الشرقي خليفة حفتر للاستيلاء على العاصمة طرابلس.

ومنذ ذلك الحين، أرسلت مقاتلين إلى مالي والنيجر وبوركينا فاسو، جنباً إلى جنب مع الأسلحة، ما أدّى إلى زيادة أكبر لبصمتها العالمية خارج الكتلة السوفياتية السابقة.

الرئيس الروسي يلقي كلمة في قاعدة «حميميم» في اللاذقية على الساحل السوري يوم 12 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)

وهذا الدعم في خطر؛ لكن المقربين من تلك الحكومات يزعمون أن روسيا ستجد طريقة لمواصلة مساعدتهم.

وقال فيديل غوانجيكا، مستشار رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، إن روسيا «ستكون لديها خطة بديلة»، حتى تظل طرق إمدادها إلى أفريقيا سليمة، سواء باستخدام ليبيا نقطة انطلاق أكثر قوة، أو الوصول إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عبر المواني في الكاميرون أو الكونغو، و«لن تكون هناك عواقب على جمهورية أفريقيا الوسطى».

وأضاف غوانجيكا أن أفريقيا الوسطى مستعدة لمساعدة الكرملين في إرسال الإمدادات والجنود من روسيا إلى الحكومات في منطقة الساحل إذا لزم الأمر.

وأعرب إبراهيم حميدو، رئيس إدارة الاتصالات لرئيس الوزراء علي الأمين زين، الذي عيّنه المجلس العسكري في النيجر عام 2023، عن الأفكار نفسها، وقال: «سقوط الأسد لن يُغير علاقاتنا، ويمكن لروسيا أن تجد طرقاً أخرى، من خلال تركيا على سبيل المثال، لدعم النيجر».

وفي حال سمحت تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، لبعض رحلات الشحن الروسية إلى ليبيا بالمرور عبر مجالها الجوي، فلا يوجد اقتراح فوري بأنها ستعمل بديلاً للجسر الجوي السوري لموسكو، خصوصاً أن مصالح الثنائي في أفريقيا غالباً ما تتباعد.

واقترحت مونيك يلي كام، وهي سياسية في بوركينا فاسو، تدعم المجلس العسكري وعلاقاته القوية مع روسيا، ليبيا خياراً لمساعدة موسكو على «الحفاظ على نفوذها في القارة».

كما لعبت روسيا دوراً رئيساً في الحرب الأهلية السودانية التي استمرت 20 شهراً؛ حيث ألقت مؤخراً بثقلها خلف الجيش في قتاله ضد «قوات الدعم السريع»، كما تواصل الضغط من أجل إنشاء قاعدة على ساحل البحر الأحمر في البلاد، وهو حلم طويل الأمد، من شأنه نظرياً أن يوسع شبكتها اللوجستية.

مقاتلة روسية في قاعدة «حميميم» جنوب شرقي اللاذقية في سوريا أكتوبر 2015 (سبوتنيك)

ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بشبكة النفوذ الروسية مترامية الأطراف في أفريقيا لن يكون سهلاً، وفقاً لأولف ليسينغ، مدير برنامج الساحل في مؤسسة «كونراد أديناور»، وهي مؤسسة بحثية ألمانية.

وقال: «إن سقوط الأسد سيعيق بشكل كبير العمليات العسكرية الروسية في أفريقيا، وكانت جميع الرحلات الجوية لتوريد المرتزقة، وجلب الذخيرة والأسلحة الجديدة، تمر عبر سوريا. إنها مسافة بعيدة للغاية للطيران بطائرة نقل محملة بالكامل من روسيا إلى أفريقيا، وسيتعين على روسيا تقليص مشاركتها في أفريقيا وسيكون ذلك أكثر تكلفة بكثير».