إسرائيل تحاكم 7 من «عرب 48» بتهمة الانتماء إلى «داعش»

رفضوا الاتهامات وقالوا إن الاعترافات سحبت منهم بالقوة

إسرائيل تحاكم 7 من «عرب 48»  بتهمة الانتماء إلى «داعش»
TT

إسرائيل تحاكم 7 من «عرب 48» بتهمة الانتماء إلى «داعش»

إسرائيل تحاكم 7 من «عرب 48»  بتهمة الانتماء إلى «داعش»

سمحت المخابرات الإسرائيلية، أمس، بنشر أخبار تتعلق بسبعة مواطنين عرب من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48)، أقاموا خلية لـ«داعش» في منطقة الجليل، أبرز أفرادها أحمد الأحمد، الذي قتل سائق تاكسي يهوديا قرب الناصرة، قبل ثلاث سنوات، وحوكم في حينه، وصدر عليه حكم بالسجن المؤبد. وقد بدأت أمس، محاكمة أعضاء الخلية التي ادعت إسرائيل أنها كانت تخطط لعمليات ضدها.
قال دورون مالكا، الناطق بلسان شرطة الشّمال الإسرائيلية، في بيان له، إنّ لائحة اتهام قدمت في المحكمة المركزيّة في النّاصرة، ضد سبعة متّهمين في قضيّة أمنيّة كان قد تمّ فرض أمر منع نشر بخصوصها منذ يوم 30 أغسطس (آب) الماضي. وأضاف مالكا، أنه خلال التحقيقات جرى اعتقال سبعة مشتبهين اعترفوا بالقضية، تنسب لأربعة منهم، تهمة الانتساب إلى منظمات إرهابيّة وإقامة خليّة لتنظيم داعش في إسرائيل، بنيّة تنفيذ هجمات إرهابيّة، وهم: أحمد محاجنة (20 عامًا) من يافة النّاصرة، محمد شريف (23 عامًا) من النّاصرة، محمد غزالة (23 عامًا) من يافة النّاصرة، وأحمد أحمد (26 عامًا) من النّاصرة (وصدر بحقّه الحكم المؤبّد في ملف جريمة قتل سائق سيّارة الأجرة يافيم فاينشطاين في العام 2009). بينما تنسب للثلاثة الآخرين، تهمة تتعلّق بالسّلاح والتخطيط لتنفيذ جريمة، وهم: إبراهيم الجوابرة (35 عامًا) من الفريديس، وشقيقه علي الجوابرة (32 عامًا)، وبهاء الدّين نعران (22 عامًا) من يافة النّاصرة.
وقالت الشرطة في بيانها: «إن المتّهمين في إقامة خليّة (داعش) يتضامنون مع آيديولوجيّة (داعش) حيث تواصلوا مع إسرائيلي متواجد في سوريا ويقاتل مع (داعش). وقد شجّعهم هذا بدوره، على تنفيذ تدريبات على السّلاح بنيّة القتال في صفوف التنظيم، وتنفيذ هجمات داخل إسرائيل. وقام المتّهمون بجمع معلومات استخباراتيّة حول قاعدة عسكريّة للجيش قرب بلدة مغدال هعيمق (قرب الناصرة) ومركز الشّرطة في مغدال هعيمق، وخطّطوا لإلقاء زجاجات حارقة على دورية شرطة في المقر هناك، الواقع عند مدخل البلدة. ولفت المتّهمون خلال التحقيق معهم، أنّهم خطّطوا لإلحاق الضّرر في محلات في النّاصرة ويافة النّاصرة، على خفليّة بيع الكحول وذلك بادّعاء أنّ هذا الأمر مخالف للدين، في الوقت الذي أفاد به أحد المتّهمين، أنّه ألقى زجاجة حارقة على محلات للمقامرة وبيع الكحول في يافة النّاصرة خلال العام 2012. من دون وقوع إصابات أو أضرار».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ المتّهمين تواصلوا مع الأسير أحمد الأحمد المحكوم عليه بالسّجن المؤبّد، على خلفية جريمة قتل سائق سيّارة الأجرة يافيم فاينشطاين في العام 2009. والذي طلب منهم سلاحًا من نوع إم 16. وبعدها توجّهوا إلى المتّهمين من بلدة الفريديس وطلبوا منهم المساعدة في الحصول على السلاح، إلا أنّه ولصعوبات ماليّة لم يتمكّنوا من شرائه، في الوقت الذي وفّر أحدهم كمية من الرصاص لمسدس كان بحوزتهم. وخلال تحقيقات الوحدة المركزيّة في لواء الشّمال، بالتعاون مع الشّاباك، تم ضبط مسدّس خدم أعضاء الخليّة الثلاثة في تدريباتهم على إطلاق الرّصاص استعدادًا لتنفيذ العمليّات الإرهابيّة.
وقد فند محامو الدفاع تلك التهم، وقال علاء عثامنة: «قدمت اليوم لائحة اتّهام قاسية بحق الشبان المتهمين الذين يدّعون أنّهم بريئون من تّهمة الالتحاق بتنظيم داعش والتخطيط لعمليّات، كما يدّعي الشّبّان أنّ الاعترافات غير قانونيّة وأخذت منهم بالقوّة من قبل محققي الشّاباك». وقال المحامي نزار عبّود: «تكلمت مع موكلي أكثر من مرّة وهو ينفي جميع التهم الموجهة إليه وليست له علاقة بتنظيم داعش. نحن الآن في مرحلة أوّليّة، وسنقوم بالرد على لائحة الاتهام في الجلسة القادمة لنثبت براءة موكلي من التهم الموجهة إليه». وقال المحامي عبد فاهوم: «موكّلي ينفي جميع التهم الموجهة إليه، وليست له علاقة بتنظيم داعش. وخلال الجلسة القادمة سنقوم بالرد على لائحة الاتهام بعد دراستها».
وقال عمر محاجنة، والد أحد المتهمين: «القضيّة ملفقة لأبنائنا من قبل أجهزة الأمن، وليس لهم أي علاقة بتنظيم داعش. (داعش) غير موجود في البلاد، إنه فقط في سوريا والعراق. لقد تمّ تدمير مستقبل أبنائنا بسبب هذه القضيّة الملفقة وأنا أطالب بإغلاقها. ولو كانت هذه التهم صحيحة لكنت أوّل المطالبين بمحاسبتهم ولكن كله كلام وغير صحيح ومن السهل اليوم تلفيق التهم. أبناؤنا شبان مهذبون ومحترمون ولا علاقة لهم بمثل هذه الأمور».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.