الأنبار تستعد لمعركة تحريرها من «داعش» بدعم أميركي

مقتل وإصابة 30 مدنياً بنيران الجيش العراقي

السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز أثناء المؤتمر الصحافي في السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز أثناء المؤتمر الصحافي في السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
TT

الأنبار تستعد لمعركة تحريرها من «داعش» بدعم أميركي

السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز أثناء المؤتمر الصحافي في السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز أثناء المؤتمر الصحافي في السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)

تستعد محافظة الأنبار لمعارك مقبلة في محاولة لتحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش لتكون المحور الأساسي في تحركات القوات الأمنية العراقية لتحرير باقي مدن المحافظة.
وعملت القوات الأميركية خلال الفترة الماضية على نقل المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة والخفيفة عبر طائرات الشحن العملاقة، والتي ستعمل على توزيعها على مقاتلي عشائر الأنبار المتصدية لتنظيم داعش بعد تدريبهم من قبل مدربين أميركان في قاعدة الحبانية شرق الرمادي.
وتوقعت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي تحرير مدينة الرمادي قبل نهاية الشهر الحالي، إذ أكد عضو اللجنة محمد الكربولي أن القوات الأمنية وقوات العشائر التي تجاوز عددها 10 آلاف مقاتل ستحرر المدينة قبل نهاية الشهر، مبينا أن القوات الأميركية ستقدم الدعم للقوات المقاتلة من خلال الضربات الجوية.
وأضاف الكربولي أن «مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة الرمادي أمر مستبعد تماما، بسبب وجود رفض دولي لوجود قوات الحشد في منطقة الأنبار»، مرجحا أن تتمكن العوائل النازحة من العودة إلى منازلها خلال أسابيع.
وأقامت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار مقرا بديلا في بلدة عامرية الفلوجة جنوب المحافظة، تمهيدا لبدء العمليات العسكرية، إذ كشف عضو في مجلس المحافظة عن تأسيس موقع بديل لديوان المحافظة ومجلس المحافظة والدوائر والمؤسسات الأخرى الرئيسية في شركة تابعة لوزارة الصناعة. وبين ذلك العضو الذي لم يفصح عن اسمه أن الجهات المختصة دعت جميع الموظفين إلى البدء بالدوام الرسمي اليومي، ابتداء من الأسبوع المقبل.
من جهته، أكد باسم الأنباري، المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار، أن «المقر الجديد سيكون داعما للقوات ومقرا للاستقرار الأمني الذي ستشهده المدن والمناطق التي تم تحريرها من سيطرة مسلحي (داعش)، كما سيوجد فيه كل مسؤولي المحافظة ومديري الدوائر الخدمية للعمل عن قرب بشكل ميداني من أجل إعادة الإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين».
وأشار الأنباري إلى أن الفرق الخدمية في الدوائر العاملة في المحافظة ستعمل على تقديم الخدمات للأهالي بشكل ميداني ومستمر، كما سيشهد المقر وجودا كبيرا لكل مسؤولي المحافظة وبكل مديرياتها.
وأوضح الأنباري أن «قوة من الشرطة المحلية، يساندها مقاتلو العشائر، وقوة أميركية خاصة، سيتولون مهمة حماية مقرات الحكومة المحلية الجديدة»، مبينا أن «محافظ الأنبار ومجلس المحافظة والقيادات الأمنية سيقومون بإدارة الأنبار بشكل كامل من عامرية الفلوجة». كما أشار إلى أن عودة المسؤولين المحليين ستزيد من زخم العمليات العسكرية، وتعجل بتحرير المحافظة من سيطرة «داعش»، داعيا إلى دعم العشائر بالتدريب والسلاح الكافي، لأنها تمثل الأساس لحفظ الأمن والاستقرار.
يشار إلى أن محافظ الأنبار، صهيب الراوي، ورئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت، وأعضاء المجلس، انتقلوا إلى بغداد بعد سيطرة «داعش» على مدينة الرمادي، عاصمة الأنبار، واحتلال مقرات الحكومة المحلية.
وفي الميدان، قتل وأصيب أكثر من 30 عراقيا بقصف للطيران العراقي قرب مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار. وقال مصدر طبي محلي إن 12 عراقيا قتلوا وأصيب 19 آخرون باستهداف منطقة العبرة، شمال الفلوجة، من قبل الطائرات العراقية، مبينا أن الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى المدينة، وأن أغلبهم في حالة خطرة.
وذكرت قيادة العمليات العراقية المشتركة أن القوات الأمنية قتلت 15 مسلحا من تنظيم داعش بقصف للطيران العراقي على الفلوجة، موضحة في بيان أن العملية استهدفت ورشة لتجهيز السيارات المفخخة وتصنيع الأحزمة الناسفة. وأشار البيان إلى مقتل 20 مسلحا آخرين من التنظيم بقصف على منطقة الجزيرة بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين.
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية بالعراق الفريق رائد شاكر جودت عن مقتل 3 قياديين من تنظيم داعش الإرهابي في عملية أمنية شرق الرمادي، فيما أشار إلى تدمير أربع مركبات للتنظيم بقصف صاروخي في جزيرة الخالدية.
وقال جودت إن «قوة من الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية تمكنت من قصف خندق توجد فيه عناصر تنظيم داعش بالمحور الشرقي لمدينة الرمادي، مما أسفر عن مقتل تسعة عناصر من التنظيم وإصابة آخر بجروح».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.