صحيفة إيرانية قريبة من خامنئي: زيارة قاسم سليماني إلى موسكو دفعت روسيا إلى التدخل في سوريا

قائد {فيلق القدس} هو مهندس «اتفاق التعاون» الذي أبرمته كل من روسيا وإيران والعراق وسوريا

صحيفة إيرانية قريبة من خامنئي: زيارة قاسم سليماني إلى موسكو دفعت روسيا إلى التدخل في سوريا
TT

صحيفة إيرانية قريبة من خامنئي: زيارة قاسم سليماني إلى موسكو دفعت روسيا إلى التدخل في سوريا

صحيفة إيرانية قريبة من خامنئي: زيارة قاسم سليماني إلى موسكو دفعت روسيا إلى التدخل في سوريا

زعمت صحيفة كيان اليومية، أمس، أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل المباشر في الحرب السورية كانت وراءه بعثة عسكرية إيرانية زارت موسكو شهر أغسطس (آب) الماضي.
الصحيفة الإيرانية، التي يعتقد أنها تعبر عن رؤى «المرشد الأعلى» على خامنئي، زعمت نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الجنرال قاسم سليماني ترأس هذه البعثة العسكرية المخابراتية.
يذكر أن سليماني هو قائد فيلق القدس، وهي وحدات نخبة من الحرس الثوري الإسلامي جرى إنشاؤها من أجل «تصدير الثورة» إلى بلدان إسلامية أخرى. كما أن هذا الجنرال مسؤول عن فروع حزب الله في 17 دولة، لا سيما لبنان. ونال سليماني تكريمًا خاصًا الأسبوع الماضي عندما أصدرت هيئة البريد في الجمهورية الإسلامية طابعًا يحمل صورته.
وفي موسكو، ربما يكون سليماني قد طمأن بوتين بأن الشبكات التي تنشرها إيران وعملاؤها من حزب الله داخل سوريا ستكون جاهزة لدعم العمليات العسكرية الروسية.
كيان زعمت أيضًا أن سليماني هو مهندس «اتفاق التعاون» الذي أبرمته كل من روسيا وإيران والعراق وسوريا، الذي يسمح بتبادل المعلومات المخابراتية فيما بينها واتخاذ «أعمال مشتركة» غير محددة ضد «الجماعات الإرهابية التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة».
كانت التقارير التي تحدثت عن زيارة سليماني إلى موسكو سرًا قد نشرت أول الأمر في أواخر شهر أغسطس (آب) المنصرم، لكن إدارة أوباما سارعت إلى نفيها. وفي ضوء أن سليماني يخضع لحظر سفر دولي خارج إيران، فإن زيارته إلى موسكو كانت ستعتبر انتكاسة لمساعي واشنطن من أجل إبرام «اتفاق» حول برنامج إيران النووي. ولم تنف موسكو أو طهران هذه التقارير في ذلك الوقت.
ولكن بعد أن أصبح «الاتفاق» النووي في مأمن من التهديد بالرفض من قبل الكونغرس الأميركي الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري، لم تعد إدارة أوباما تنفي زيارة سليماني إلى موسكو بوصفها دليلاً على انتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
وبحسب المصادر في طهران، دأب سليماني على التأكيد على ضرورة الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم مهما كان الثمن.
ويقول المحلل جمشيد دافاني «يعود الفضل إلى سليماني في تخلي الرئيس حسن روحاني وحاشيته عن أفكارهم المبدئية بشأن تقاعد مبكر للأسد». ويضيف أن «موقف سليماني هو أننا لا ينبغي أن نفكر في التخلي عن الأسد إلا بعد أن نهزم أعداءه».
ولطالما نفت إيران ضلوعها المباشر في الحرب السورية، ولكنها تقر بأنها تقدم الدعم المالي والمادي إلى جانب المشورة العسكرية للرئيس الأسد ووحدات حزب الله التي أرسلها الجنرال سليماني للقتال في سوريا.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان التدخل الروسي، الذي يقتصر حاليًا على شن غارات جوية، سوف يحل المشاكل الكثيرة التي تواجهها استراتيجية سليماني لمساعدة الأسد على تحقيق النصر. وتشير أحدث تقارير غير مؤكدة إلى أن سليماني يعزز مساعيه لتجنيد «المتطوعين» من العراق وأفغانستان.
لقد أعلنت إيران رسميًا عن دعمها للتحركات الروسية في سوريا واصفة جميع خصوم الرئيس الأسد بـ«الإرهابيين»، ولذلك فهم أهداف مشروعة للقصف الجوي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضيه أفخم إن روسيا تحظى بـ«دعم إيران» الكامل لأنها «تفعل الصواب». وأضافت: «التدخل الروسي مساهمة إيجابية في تخليص المنطقة من الإرهاب».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.