المعارضة السورية تطالب بتدخل خليجي ـ تركي لمنع الروس من قلب الموازين

الجيش الحر يتحدث عن تنسيق أميركي ـ روسي وضربات روسية أكبر وأوسع

المعارضة السورية تطالب بتدخل خليجي ـ تركي لمنع الروس من قلب الموازين
TT
20

المعارضة السورية تطالب بتدخل خليجي ـ تركي لمنع الروس من قلب الموازين

المعارضة السورية تطالب بتدخل خليجي ـ تركي لمنع الروس من قلب الموازين

رجّح معارضون سوريون بارزون أن تصعّد موسكو من تدخلها العسكري في سوريا في الأسبوعين المقبلين في محاولة لقلب موازين القوى في الميدان، تمهيدا لفرض الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من المرحلة الانتقالية المقبلة. وحثّ هؤلاء على تدخل عسكري خليجي – تركي لمواجهة المخطط الروسي – الإيراني، فيما تحدث الجيش الحر عن تنسيق أميركي – روسي وتقاسم أدوار في العمليات الحاصلة في سوريا.
وقال المعارض السوري البارز، وعضو الائتلاف المعارض برهان غليون، إن «سوريا مقبلة على أسبوعين من التصعيد العسكري الروسي قبل التوقيع النهائي للاتفاق النووي الإيراني بمسعى لقلب موازين القوى وبالتحديد تصفية القواعد العسكرية للمعارضة حول العاصمة دمشق»، لافتا إلى أن «الروس لم يقبلوا التسوية التي كان يسوق لها الأميركيون، وارتأوا الاستفادة من الفترة الحالية لفرض أمر واقع في الميدان ليكونوا الطرف الأقوى الذي يفرض شروطه في المفاوضات المقبلة».
واستبعد غليون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون واشنطن «قررت فعليا تسليم سوريا وبالتالي منطقة الشرق الأوسط لدول عدوة، خاصة أن هذه المنطقة خط أمني لأوروبا والغرب ومنبع النفط والغاز، وبالتالي تسليم سوريا للحلف الإيراني – الروسي لا يعني التضحية بمصالح الشعب السوري؛ بل بالمصالح الغربية، وهو ما يُعد غير منطقي». وأضاف: «لا شك أن التصعيد العسكري الحاصل هو أصلا جزء من المفاوضات، إلا أن جميع الأطراف يجب أن يعوا أن الشعب السوري لن يقبل باستمرار الأسد، وهو سيستمر بالقتال، وبالتالي الحري بهم البحث عن معادلة يقبلها السوريون أولا».
وعدّ غليون أنّه «قد يكون على دول المنطقة التحرك لمواجهة التدخل الروسي العسكري السافر في سوريا، خاصة أن الأمن القومي لهذه الدول في حال نجحت موسكو في فرض المعادلة التي تطمح إليها، سيكون مهددا بشكل مباشر».
وتنظر المعارضة السورية بكثير من الخيبة إلى المواقف الأميركية الحادة التي كان آخرها ما أعلنه الرئيس الأميركي من على منبر الأمم المتحدة، والتي لا تقترن، في رأيهم، بأفعال. ورأى مدير «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» في واشنطن رضوان زيادة، أن سوريا دخلت في الساعات الماضية «منعطفا خطيرا» بعد انطلاق العمل العسكري الروسي في الميدان السوري، مستبعدا أن يكون هناك رد فعل أميركي عملي «نتيجة الضعف الكبير في سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التعاطي مع ملفات منطقة الشرق الأوسط».
وقال زيادة لـ«الشرق الأوسط»: «التصعيد الروسي هدفه المباشر فرض وقائع جديدة في الميدان، إلا أن المعارضة لن تستكين وترضخ، وما نأمله وندفع باتجاهه تحرك إقليمي عسكري خليجي – تركي لمواجهة هذا التصعيد».
ويعوّل زيادة على الموقف الأخير الذي أطلقه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي شدّد على وجوب رحيل الأسد أو مواجهة «خيار عسكري»، لافتا إلى أن «القوة وحدها الكفيلة بإسقاط هذا النظام، وبالتالي وضع قطار الحل على السكة الصحيحة». وأضاف: «الأسد لن يقبل بتسليم السلطة إلا بالقوة، وهذا ما أكدته التجارب الأخيرة».
ونبّه زيادة من السياسة الأميركية الجديدة بعد الاتفاق مع طهران، والقائلة بأن إيران قد تكون «لاعب سلام» في المنطقة، مشددا على أن ذلك «وهم كبير ورهان خاطئ، والمطلوب عودة الأميركيين للتعامل مع حلفائهم التقليديين».
واستبعد زيادة أن تكون التطورات الأخيرة تمهّد لخيار تقسيم سوريا، لافتا إلى أن «التقسيم قد يكون حاصلا في الميدان، نظرا لسيطرة الفرقاء على مناطق مختلفة في سوريا، لكنّه لا يمكن أن يكون نهائيا مهما طال أمد الحل».
وتبدو فصائل المعارضة المقاتلة في الداخل السوري متشائمة من المشهد العام، وهو ما أوحى به عضو المجلس العسكري المجمّد أبو أحمد العاصمي الذي تحدث عن تنسيق أميركي – روسي على تقاسم الأدوار في سوريا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هم اتفقوا على أن تستهدف روسيا الفصائل غير المصنفة على لائحة الإرهاب، فيما تتولى واشنطن ضرب المجموعات التي تعدها إرهابية».
وعدّ العاصمي أن هناك كذلك قرارا أميركيا – روسيا بالإطاحة بالأسد، وفي الوقت نفسه الإطاحة بكل ما يهدد مصالح الدول الكبرى، وأضاف: «الأمر قد رُتّب، ونتوقع في الأيام المقبلة ضربات روسية أكبر وأوسع، ويستدعي، برأينا، تدخلا عربيا سريعا لمواجهة الاحتلال الروسي المستجد للأراضي السورية».



هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
TT
20

هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)

تكثف الحكومة المصرية جهود التنمية في سيناء، رغم شكواها من اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية تسببت فيها الحرب الدائرة في قطاع غزة، على الحدود الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة المصرية، فيما عد مسؤولون ومراقبون مشاريع التنمية في سيناء «عنصراً رئيسياً في جهود تأمينها ومواجهة أي مخططات خارجية تستهدفها».

وتضمنت جهود التنمية في سيناء على مدار السنوات الماضية «إنشاء وتطوير7 مدن جديدة ونحو 110 آلاف وحدة سكنية، ووصول نسبة تغطية المحافظة بمياه الشرب 96.5 في المائة عام 2025، مقابل 84.4 في المائة، العام الماضي، وإنشاء 5 أنفاق و7 جسور عائمة و5 آلاف كم طرقاً تربط سيناء بالوادي وتدعم التنمية الشاملة»، حسب بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، الخميس.

واعتبر عضو مجلس النواب (البرلمان) عن محافظة شمال سيناء النائب جازي سعد، التنمية هناك «أمناً قومياً» لبلاده، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «متابعته للتطورات التنموية داخل المحافظة تؤكد أن خطة التنمية الحكومية ماضية في طريقها رغم تداعيات حرب غزة، الدائرة من عام 2023»، معتبراً أن مواصلة المشاريع التنموية بـ«الوتيرة نفسها رد عملي على مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتهجير».

واقترح ترمب في 25 يناير (كانون الثاني)، إخلاء قطاع غزة من سكانه ونقلهم إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان.

واستشهد النائب بتسليم أهالي مدينة رفح القديمة - ممن تركوا مساكنهم خلال الحرب على الإرهاب قبل عدة سنوات - مساكن في مشروع مدينة «رفح الجديدة»، ما يعني إعادة توطين لمصريين في منطقة حدودية قريبة من قطاع غزة.

مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)
مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)

ووفق الموقع الرسمي «خريطة مشروعات مصر»، تبعد مدينة رفح الجديدة 2 كيلومتر عن الحدود مع قطاع غزة، وتبلغ مساحتها الكلية 535 فداناً، بعدد إجمالي للوحدات 10 آلاف و16 وحدة سكنية (625 عمارة).

محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)
محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)

ونالت مدينة رفح الجديدة، التي تسلم أهالي سيناء أول دفعة من وحداتها في يناير الماضي، قسطاً من الشائعات المتعلقة بمخطط «التهجير»، حيث نشر البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمدينة على اعتبار أنها دُشنت لتضم الفلسطينيين الذين سيُهجرون من قطاع غزة.

ونفى محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، في 4 أبريل (نيسان) الماضي، ذلك قائلاً عبر «إكس» إنها «جزء من المشروعات القومية التي تهدف إلى إعادة الإعمار».

وخلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، بمناسبة احتفالات المحافظة بعيد تحرير سيناء، أكد مجاور مواصلة «معركة التنمية» في شمال سيناء، وأضاف أن خطة التنمية تقوم على توفير «شبكة طرق لجذب الاستثمارات، ومنفذ مائي، وآخر جوي»، مشيراً إلى أن عملية جذب الاستثمار عقب السنوات التي عانت فيها المحافظة من الإرهاب ليست سهلة، وتحتاج إلى جهد كبير. وشكا المحافظ من «متغيرات أمنية وسياسية تؤثر (على التنمية)»، في إشارة إلى حرب غزة.

محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)
محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)

ولفت رئيس جمعية مجاهدي سيناء وأحد عواقل قبيلة الترابين في شمال سيناء، عبد الله جهامة، إلى خط السكة الحديد الذي افتتحت الحكومة أولى مراحله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمدينة بئر العبد، لنقل الركاب والبضائع، بينما يتواصل العمل على مد هذا الخط في عمق سيناء.

يتفق حاتم البلك، عضو المكتب السياسي لحزب «الكرامة» بالعريش (شمال سيناء)، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» مع أن «مشاريع التنمية تسير بشكل طبيعي خلال الحرب على غزة، حيث افتتحت الحكومة في العامين الماضيين محطات لتحلية المياه، لمواجهة أزمة تعاني منها المحافظة منذ 43 عاماً».

وأنشأت الحكومة بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني 4 محطات لتحلية مياه الشرب في مدينة الشيخ زويد في فبراير (شباط) الماضي.

من جانبه، قال المسؤول السابق في الجهاز الوطني لتنمية سيناء، عادل محسن، إن «سيناء تأثرت بالحرب على غزة تبعاً للتأثر الذي شهدته مصر ككل»، لافتاً إلى استمرار العمل في المشاريع السكنية في رفح الجديدة، والمشاريع الصناعية التي تجري في مدينة بئر العبد.

الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)
الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)

وتستكمل الحكومة تطوير ميناء العريش الذي بلغت نسبة العمل فيه 74 في المائة حتى الآن، حسب حوار صحافي لمحافظ شمال سيناء مع جريدة «الأخبار»، الأربعاء. ورغم عدم اكتماله، أشار المحافظ خلال مؤتمر صحافي في اليوم نفسه إلى أن «الميناء بدأ العمل باستقبال 24 سفينة بينها سفن ضخمة محملة بالمساعدات».

وعلى مدار الشهور الماضية، استغلت الحكومة المصرية زيارات مسؤولين دوليين إلى معبر رفح البري لمتابعة تدفق المساعدات إلى غزة، لإطلاع هذه الوفود على حقيقة التطورات التنموية في سيناء، حسب مجاور، الذي أشار إلى أن كثيراً من الوافدين يكونون «مشوشين، ولا يدركون حقيقة الأوضاع في مصر».