في بيتنا مصمم; السوري علاء سركيس: تصاميم تطمح للابتكار وتشدها الكلاسيكية إلى الأرض

في بيتنا مصمم; السوري علاء سركيس: تصاميم تطمح للابتكار وتشدها الكلاسيكية إلى الأرض
TT

في بيتنا مصمم; السوري علاء سركيس: تصاميم تطمح للابتكار وتشدها الكلاسيكية إلى الأرض

في بيتنا مصمم; السوري علاء سركيس: تصاميم تطمح للابتكار وتشدها الكلاسيكية إلى الأرض

يقول المثل الشعبي «إذا جاد الفتى فثلثاه لخاله» وهذا ما ينطبق على علاء سركيس الذي لا يفتقد إلى الإبداع وإن كان إبداعا من نوع مختلف عن إبداع خاله سلطان الطرب، جورج وسوف. عوض الفن، اختار علاء تصميم الأزياء للتنفيس عن خياله والتعبير عن قدراته الإبداعية. يعترف علاء أن خاله كان أول من شجعه على دخول عالم تصميم الأزياء ولم يبخل عليه بالمساعدة المعنوية والمادية. كما لا يخفي المصمم أنه يتمتع بصوت جميل ويحب الغناء بدليل أنه عضو في كورال بلدته مشتى الحلو، لكن هذا لا يعني أنه يمكن أن يقارن صوته بجمال صوت جورج وسوف.
يعود علاء سركيس بذاكرته إلى الوراء ليقول بأن حبه لتصميم الأزياء بدأ كهواية في الصغر، من خلال الرسم. وفي فترة الصبا، كان يشده الفضول كلما رأى امرأة أنيقة وكان ينتقد قريباته ويتبرع لهن بآرائه وأفكاره، وهو ما لفت الأنظار إلى ذوقه وأدى إلى تشجيعه للتخصص في تصميم الأزياء ودراسته بشكل أكاديمي بعد حصوله على الشهادة الثانوية. وهذا ما حصل بالفعل حيث درس وتخرج من جامعة «سان بزيل» في بيروت. وخلال هذه الفترة لم يعتمد على الدراسة النظرية، بل كان يتابع ما يجري من حوله من طفرة في عالم الموضة العربية خصوصا، وكان مبهورا بإنجازات مجموعة من المصممين اللبنانيين والسوريين من أمثال إيلي صعب، نيكولا جبران والمصمم السوري فريد أبو دراع وغيرهم. فالإبداع، بالنسبة لعلاء، لا يعترف بخريطة أو حدود، ويمكن الاستلهام والتأثر بمصممين مبدعين على شرط عدم التقليد. ويضيف أن الاستفادة من التراث مهم، لأنه يرسخ أقدام المصمم لجذوره، علما أن بعض المصممين نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة بين الأصالة والمعاصرة أو التراث والابتكار، لأنهم لم يغرفوا من التراث بنهم ولم يترجموه بشكل حرفي، بل فقط استقوا منه أفكارا ترجموها بطريقتهم وبلغة عصرهم، وهذا ما يحاول علاء سركيس أن يحققه بدوره ونجح فيه إلى حد ما. قدم مؤخرا عرضا في منتجع مشتى الحلو السياحي بمحافظة طرطوس الساحلية السورية، بعنوان «bell» أي كأس الزهرة، تضمن 23 تصميما تميز كل واحد منها بقصات راقية وبسيطة في نفس الوقت، مستوحيا من الورود أشكالا متنوعة، جاءت بعضها مرسومة على القماش، وبعضها الأخرى مطرزا بأحجار الكريستال. كل هذا على خلفية ألوان هادئة وفاتحة، مثل الأبيض، والسلموني، والزهري، والبيج والأخضر مع قليل من الأسود. أما بالنسبة للأقمشة، فكانت الغلبة فيها للتول والحرير والدانتيل. ولم ينس علاء تقديم فستانين للزفاف في آخر العرض، تميز الأول باللون الأبيض وبالكلاسيكية، حيث زُين الصدر بحبات اللؤلؤ وغلب عليه التطريز، بينما تميز الثاني بالحداثة والعصرية، حيث اعتمد فيه على الدانتيل وتطريزات جسدت باقات ورد متفتحة. وفي كلا التصميمين كانت الطرحة طويلة ترمز للأمل والصفاء.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.