مصر تبدأ تحركًا دوليًا للترويج لمبادرة السيسي «الأمل والعمل» في مواجهة الإرهاب

الخارجية احتجت على تعرض الوفد الإعلامي الرسمي لاعتداء من «عناصر إخوانية» في نيويورك

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستمع إلى وزير خارجيته سامح شكري خلال اجتماعات الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستمع إلى وزير خارجيته سامح شكري خلال اجتماعات الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
TT

مصر تبدأ تحركًا دوليًا للترويج لمبادرة السيسي «الأمل والعمل» في مواجهة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستمع إلى وزير خارجيته سامح شكري خلال اجتماعات الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستمع إلى وزير خارجيته سامح شكري خلال اجتماعات الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)

كشفت الرئاسة المصرية أمس عن تفاصيل مبادرة «الأمل والعمل من أجل غاية جديدة»، والتي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه أمام الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها تهدف «إلى ملء الفراغ لدى الشباب بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وخداعهم بأفكار مغلوطة وأوهام زائفة». وقالت مصادر دبلوماسية إن «مصر بدأ التحرك دوليا للترويج للمبادرة ووصولاً إلى طرحها بشكل متكامل مع انضمام مصر لعضوية مجلس الأمن مطلع عام 2016 المقبل».
وكان السيسي قد ألقى كلمة بلاده أمام الأمم المتحدة مساء أول من أمس (الاثنين)، حذر فيها من خطر امتداد التنظيمات الإرهابية، كما أعلن عن عزمه طرح مبادرة حول «الأمل والعمل» وفق رؤية جديدة، لتوظيف قدرات الشباب وأخذهم بعيدا عن التطرف والتشدد.
وأوضح بيان للرئاسة المصرية أمس أن المبادرة تستهدف الشباب أساسًا، وتستند إلى ما أثبتته مصر عمليًا من خلال تنفيذها مشروع قناة السويس الجديدة في وقت قياسي، ولها قيمة رمزية من خلال ما يرمز إليه اسمها المختصر باللغة الإنجليزية «HAND»، والذي يطرح صورة اليد الممدودة للتعاون والعمل.
وشددت المبادرة على أن «المجتمع الدولي يحتاج إلى إيلاء مزيد من الاهتمام ومضاعفة الجهود بهدف إيجاد درجة أعلى من التكامل والترابط بين الجهود القائمة في سياق مواجهة الإرهاب، وبين الجهود المختلفة التي من شأن تعبئتها وتكثيفها دعم تلك المواجهة مع تحقيق أهداف أخرى منشودة»، وذلك رغم التوافق الدولي الواسع حول الآثار السلبية التي عانت وما زالت تعانى منها بعض الدول من جراء الإرهاب، ورغم تعدد الجهود المبذولة لمكافحته على مستويات مختلفة. وجاء في المبادرة أن «السياق الإقليمي والدولي يتطلب أفكارا جديدة في الحرب القائمة ضد الإرهاب فيما يتعلق بالإجراءات غير العسكرية، فكثيرًا ما تكون جهود مكافحة الإرهاب موجهة إلى أثناء المجتمعات، لا سيما الشباب، عن الانزلاق نحو هاوية التطرف التي تقود إلى العنف والإرهاب، لكنها لا تتبنى عادة منطق المبادرة والوقاية من خلال الاجتهاد في طرح البدائل التي تتيح اجتذاب المجتمعات والشباب والأفراد بشكل عام من خلال عمل إيجابي قبل أن يتعرضوا للأفكار التي تحض على العنف».
ووفقا للبيان فإن المبادرة تهدف إلى «ملء الفراغ لدى الشباب بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وخداعهم بأفكار مغلوطة وأوهام زائفة، وهو الأمر الذي يتطلب منح الأمل للشباب واستثمار طاقاتهم في الجوانب المفيدة، ولا يرتبط ذلك بسياسات التوظيف فقط، لكنه يمتد أيضًا إلى مجالات التعليم والبحث العلمي والفنون لأنها توفر بيئة مستقرة تسهم في توجيه الأفراد والمجتمعات نحو وجهة بعيدة عن التطرف والعنف والإرهاب مع احترام ثقافة وخصوصيات كل مجتمع».
وتشير المبادرة إلى أن «اختلاف النظم السياسية وآليات الحكم لا ينبغي أن يكون عائقًا دون تطبيق مفهوم تجديد أو بث الأمل في المستقبل لكل فرد في المجتمع، ليس فقط على أساس إدراكه لحقوقه، لكن أيضًا لتأكيد أن حصوله عليها يتطلب عملية مشتركة ومستمرة بين الحكومات والأفراد، وهذه العملية تتخطى مجرد المشاركة السياسية وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة لتشمل جوانب اجتماعية وثقافية كثيرة، حيث تتسق جميعها لرسم صورة متكاملة ومتجددة للمستقبل المنشود».
وتؤكد المبادرة أن «المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء معنية بما تقدم، لأنه لا ينبغي على الدول المتقدمة أن تركن إلى ما حققته من مستويات مرتفعة في مختلف مناحي الحياة أو أن تكتفي بالعمل على نشر تجربتها كنموذج وحيد للنجاح، كما أنه من الضروري أن تستجمع الدول النامية عناصر قوتها، وأهمها الشباب، وأن تحظى بالدعم اللازم لتخرج من الدائرة التي تبدو مغلقة لنقص الموارد والأزمات، إلى مسار يُفضي بها إلى واقع ومستقبل أفضل في إطار من التوافق المجتمعي وإعلاء قيمة الوطن».
وتتبنى المبادرة «إعلانا سياسيا» يتناول المفاهيم السابقة ويؤكد عزم الدول والحكومات على الاضطلاع بالمسؤولية المشتركة بينها وبين الشعوب في صياغة آفاق تتخطى فكرة أهداف التنمية لكنها تربط بينها وبين تحقيق المجتمعات لذاتها وتعايشها مع غيرها.
وتهدف إلى الاتفاق على صياغة برامج مشتركة للدعم المتبادل في المجالات التي تسهم في استغلال الموارد والطاقات البشرية، وإلى حشد الإرادة الدولية من أجل توفير الدعم المالي والمادي اللازم لتنفيذ البرامج المشتركة ضمن إطار المبادرة القائمة على مسؤولية الحكومات عن التنفيذ والإشراف. إلى ذلك، بعثت القنصلية العامة المصرية في نيويورك مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الأميركية، تطالب فيها باتخاذ إجراءات عاجلة لإلقاء القبض على «العناصر الإخوانية» التي اعتدت على عدد من أعضاء الوفد الإعلامي المصري المرافق للرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته إلى نيويورك. وكان عدد من الإعلاميين المعروفين بمعارضتهم للإخوان، منهم وائل الإبراشي ومحمد مصطفى شردي ويوسف الحسيني، قد تعرضوا للاعتداء والسب من جانب عناصر جماعة الإخوان «المحظورة في مصر»، أثناء مشاركتهم في تظاهرة أمام مقر إقامة السيسي بنيويورك.
واعتاد أنصار الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي التظاهر خارجيا ضد المسؤولين المصريين، بعد أن تم التضييق عليهم في الداخل بشكل كبير.
وذكرت الخارجية المصرية أن المذكرة تضمنت شرحا لملابسات الحادث ومكان وقوعه، مع شرح كل الانتهاكات التي قام بها متظاهرو الجماعة في مخالفة لقوانين تنظيم المظاهرات السلمية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الاعتداء اللفظي والجسدي والتحريض ضد أعضاء الوفد الإعلامي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».