الأزهر ردًا على حادث منى: لا يجوز توجيه الاتهامات للسعودية.. والادعاء بالتقصير «غير مقبول»

شومان لـ«الشرق الأوسط»: ندعو جميع المسلمين ألا ينصتوا للأصوات الهدامة

د. عباس شومان («الشرق الأوسط»)
د. عباس شومان («الشرق الأوسط»)
TT

الأزهر ردًا على حادث منى: لا يجوز توجيه الاتهامات للسعودية.. والادعاء بالتقصير «غير مقبول»

د. عباس شومان («الشرق الأوسط»)
د. عباس شومان («الشرق الأوسط»)

أعرب الأزهر عن رفضه الشديد للاتهامات المتسرعة التي ادعت وجود تقصير أو إهمال من قبل السعودية خلال موسم الحج، عقب الحادث الذي أدى إلى وفاة الحجيج في مشعر منى أول أيام عيد الأضحى، وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الادعاء بالتقصير كلام غير مقبول ويتنافى مع الواقع الذي يراه الملايين في موسم الحج كل عام.. وغير جائز توجيه الاتهام للسعودية».
كما شن أعضاء من هيئة كبار العلماء بمصر هجومًا شديدًا على الاتهامات التي وجهتها إيران للسعودية، قائلين لـ«الشرق الأوسط»، إن «ادعاءات طهران عن أسباب الحادث الذي وقع قبل أيام، وقبل اكتمال التحقيقات التي تتم بمعرفة السلطات السعودية، هو رجم بالغيب، وانحراف بالأمر إلى الخط السياسي».
وكانت إيران قد ادعت أن السعودية لم توفر إجراءات السلامة المناسبة للحجاج.. وأن «السلطات السعودية يجب عليها أن تتحمل المسؤولية عن حادث الجمرات في منى».
وأكد شومان، وكيل الأزهر، رفض مؤسسة الأزهر للاتهامات المتسرعة، لافتا إلى أن «السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تبذل سنويا قصارى جهدها لإنجاح موسم الحج، وأي اتهام لها بالتقصير كلام غير مقبول، ويتنافى مع الحقيقة والواقع الذي يراه ملايين الحجاج كل عام».
وطالب وكيل الأزهر الجميع بعدم التسرع في إصدار الأحكام قبل انتهاء التحقيقات، مؤكدا عدم جواز توجيه الاتهام للسعودية بأي حال من الأحوال.
وأضاف الدكتور شومان، وهو الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر، أن «الأزهر يقف بجانب السعودية في هذا الاختبار الذي وقع أخيرًا.. ويدعو جميع المسلمين ألا ينصتوا لأصحاب الأصوات الهدامة التي تتحين الفرص لاستغلال بعض الأحداث في غير صالح الأمة».
وتابع شومان أن «الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، نعى باسم الأزهر ضحايا حجاج بيت الله الحرام، وقدم خالص العزاء وصادق المواساة إلى السعودية حكومة وشعبا، والأمة الإسلامية جمعاء، وإلى أسر (الشهداء) من ضيوف الرحمن»، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
من جانبه، أكد الدكتور الأحمدي أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية في مصر)، أن «سياق الأمور في هذا الحادث بهذا الشكل من جانب إيران انحراف بالموضوع إلى الخط السياسي»، لافتا إلى أن «التحقيقات في الحادث لم تظهر بعد.. وبالتالي تلخيص إيران لسبب الحادث قبل اكتمال التحقيقات هو رجم بالغيب»، مشيرا إلى أن «المسلمين أحوج الآن إلى ما يجمع الكلمة والصف لمواجهة الجماعات والتنظيمات التي تريد أن تفتك بالأمة، لا إلى من يفرقهم بدعاوى كاذبة مثل هذه الادعاءات» (في إشارة لكلام المسؤولين في طهران).
وقال أبو النور، وهو وزير الأوقاف المصري الأسبق، إن «ادعاءات إيران إن دلت على شيء، فإنما تدل على سعيها لتوجيه اللوم للسعودية قبل أن تظهر نتائج التحقيقات»، لافتا إلى «أننا ندرك تمام الإدراك أن السعودية لا تقر أي خطأ، ولا تقبل بوجود الخطأ من الأصل فيما يتعلق بمشاعر الحج، ولا تتهاون في حقوق الحجيج إطلاقا.. وهي الدولة التي تعتبر نفسها في رباط دائم طوال العام لخدمة ضيوف الرحمن»، مضيفا أن «ما حدث في مني نتيجة أخطاء من بعض الحجاج، خصوصا وقت اندفاعهم في رمي الجمرات».
في السياق ذاته، قال الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، إن «إيران تكيل التهم لأهل السنة والجماعة، لأنهم لا يدينون بمذهبهم ولا يعتقدون اعتقادهم، خصوصا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم»، لافتا إلى أن «إيران تكيل التهم إلى السعودية التي نشرت الإسلام الوسطى في كل بلدان العالم سواء شرقية أو غربية»، مضيفا أن «إيران خطر.. خطر. نسأل الله أن يقينا ويقي الأمة العربية والإسلامية شرها، وأن يحافظ على السعودية شعبا وقيادة».
وأوضح مهنى أن «ما حدث في حادث الجمرات، ليس بسبب سوء التنظيم أو التقصير من جانب السعودية كما يدعي الكارهون (في إشارة للمسؤولين بطهران)، لكن بسبب فوضى المسلمين وعدم توعية الحجاج برمي الجمرات التي شرع الله أن ترمى في أي وقت»، لافتا إلى أن «ادعاء إيران بأن السعودية وراء الحادث.. أمر مرفوض والسعودية بريئة مما يقال في حقها».
وتابع بقوله: «رأيت ذلك بعين رأسي في أكثر من حج؛ تأمين للطرق والشوارع إلى عرفات ومكة، فضلا عن الضيافة الأكثر من الرائعة والتطور الذي يحدث في السعودية كل عام للتخفيف على الحجيج»، لافتا إلى أن «إيران تستغل ما حدث سياسيا ودينيا، لأنهم يعتقدون أنهم على حق وأن أهل السنة على باطل».



«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لمعالجة مسألة حماية المدنيين

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لمعالجة مسألة حماية المدنيين

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة سابقة من المفاوضات حول السودان في جنيف

حثّت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الثلاثاء، الأطراف السودانية على تحسين وتعزيز الوصول الإنساني إلى جميع أنحاء البلاد، ومعالجة مسألة حماية المدنيين، معبرةً عن تفاؤلها بزيارة الاتحاد الأفريقي إلى بورتسودان، وترقبها لمتابعة الالتزامات التي تم التعهد بها.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، اجتماعاً افتراضياً لمناقشة تصعيد الصراع، وتدهور الوضع الإنساني بالسودان.

ودعا بيان صادر عنها، الثلاثاء، مجلس السيادة الانتقالي لتمديد اتفاق فتح معبر أدري الحدودي لتسليم المساعدات الإنسانية لأجل غير مسمى، مشيراً إلى مرور آلاف الأطنان من المساعدات عبره.

وشدّدت المجموعة على وجوب اتخاذ القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع» خطوات لضمان سلامة وحماية العاملين بالمنظمات الصحية والإنسانية في الخطوط الأمامية، مع مطالبتهم بخفض الصراع والتصعيد، وتسهيل وقف الأعمال العدائية، بما يمكّن حرية الحركة.

وأشاد الأعضاء بالعمل الشجاع للمتطوعين المحليين وشبكات الاستجابة، منوّهين بترشيح غرفة الاستجابة السودانية الطارئة بالخطوط الأمامية لجائزة نوبل للسلام، التي تعد إشارة مهمة في ضوء عملهم الحاسم.

كما حثّوا الأطراف المتحاربة على تسهيل استخدام مطار كادوقلي للرحلات الإنسانية، التي تقوم بها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجهات الانسانية الفاعلة الأخرى، من جنوب السودان كبداية، فيما يتم حلّ المشكلات الفنية المتعلقة بالطيران من داخل البلاد.

ودعت المجموعة إلى إنشاء آلية لتجنب الصراع والتنبيه؛ بهدف ضمان سلامة وأمن الطائرات، والأفراد المشاركين في إدارة العمليات الجوية.