جدل في ألمانيا بعد اقتراح الفصل بين المسلمين والمسيحيين في مراكز إيواء اللاجئين

عقب اشتباكات عنيفة بين طالبي لجوء باكستانيين وألبان

جدل في ألمانيا بعد اقتراح الفصل بين المسلمين والمسيحيين في مراكز إيواء اللاجئين
TT

جدل في ألمانيا بعد اقتراح الفصل بين المسلمين والمسيحيين في مراكز إيواء اللاجئين

جدل في ألمانيا بعد اقتراح الفصل بين المسلمين والمسيحيين في مراكز إيواء اللاجئين

أعلنت الحكومة الألمانية، أمس، أنها «قلقة للغاية» حيال اشتباكات وقعت الأحد بين مئات من طالبي اللجوء في مركز استقبال، فيما تقترح نقابة للشرطة الفصل بين المسيحيين والمسلمين في مراكز الإيواء.
وقال المتحدث الإعلامي في وزارة الداخلية، توبياس بلات: «نلاحظ بقلق بالغ أنه كان هناك عنف في مركز الإيواء». وكانت المواجهات اندلعت الأحد في مخيم في كالدن، إحدى ضواحي مدينة كاسل (وسط البلاد)، حيث يتم إيواء نحو 1500 مهاجر من عشرين جنسية.
واستمرت المواجهات لساعات استخدمت خلالها الهراوات بين طالبي لجوء من باكستان من جهة وألبانيا من جهة أخرى، ويبدو أنها نتيجة مشادة كلامية بين رجلين أثناء وجبات الغداء في المطعم، وفقًا للشرطة المحلية. وقالت الشرطة إن عشرة من طالبي اللجوء وثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة.
وقرب كاسل، بدأ شجار منتصف يوم الأحد قبل أن يعود ويتجدد مساء بمشاركة 300 ألباني و70 باكستانيا. وتمكنت الشرطة، التي حشدت 50 عنصرا، من استعادة النظام بعد ساعات من دون القبض على أحد. ووقعت مشاجرات عدة في الأسابيع الأخيرة بسبب الاختلاط في الملاجئ، في وقت تتوقع ألمانيا وصول عدد قياسي من 800 ألف إلى مليون مهاجر العام الحالي.
واقترح نائب رئيس نقابة الشرطة، يورغ راديك، فصل المسيحيين عن المسلمين من طالبي اللجوء، للحد من احتمال الاعتداءات، وذلك في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت»، أثارت ضجة في البلاد. وقال: «علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع حالات جديدة من العنف. ومن هذا المنطلق فإن الفصل في مراكز الإيواء وفقًا للانتماء الديني هو من وجهة نظري معقول جدا»، لأن من شأنه أن يمنع المجموعات السكانية من التضامن لدى وقوع «أدنى مشكلة مرتبطة بالاختلاط في مراكز الإيواء».
من جانبه، حذر الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، من أن هناك حدودا لأعداد اللاجئين الذين تقبلهم بلاده. وفي حين يعد منصب الرئيس الألماني شرفيا بدرجة كبيرة، فإن تصريحاته لها قيمة سياسية رمزية، وتتجه لإذكاء جدل محتدم في البلاد حول أعداد اللاجئين الذين يجب أن يصبحوا جزءا من المجتمع الألماني.
وقال غاوك، الذي كان ناشطا حقوقيا في ألمانيا الشرقية السابقة، في خطاب ألقاه مساء أول من أمس: «نريد أن نمد يد العون. في صدرنا قلب كبير. ومع ذلك هناك حد لما يمكن أن نفعله». وأضاف: «قدرتنا على استيعاب آخرين محدودة، رغم أننا لا نعرف إلى الآن أين تقع تلك الحدود».
وتبدو لهجة غاوك أكثر حذرا من المستشارة الألمانية، التي قالت إن ألمانيا تستطيع أن تستوعب التدفق القياسي الحالي من اللاجئين.



بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
TT

بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس (الاثنين): «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة، وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لحكومته.

وأبدى الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» الأميركية للسيارات الكهربائية اهتماماً مكثفاً ومتقطعاً بالشأن السياسي البريطاني، منذ انتخاب حزب العمال من يسار الوسط في يوليو (تموز) الماضي.

واستخدم ماسك شبكته للتواصل الاجتماعي «إكس» للدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، والمطالبة بسجن ستارمر.

ونشر ماسك، أمس، استطلاعاً على الإنترنت لمتابعيه البالغ عددهم 210 ملايين شخص، حول اقتراح بعنوان: «ينبغي على أميركا تحرير الشعب البريطاني من حكومته الاستبدادية».

وانتقد ستارمر في رده على سؤال حول تعليقات ماسك خلال جلسة أسئلة في مستشفى قرب لندن «من ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة إلى أقصى حد ممكن وعلى أوسع نطاق ممكن»، وانتقد -بشكل خاص- السياسيين المحافظين المعارضين في بريطانيا الذين رددوا بعض مزاعم ماسك.

وغالباً ما ينشر إيلون ماسك على منصة «إكس» تعليقات حول المملكة المتحدة، معيداً نشر انتقادات لزعيم حزب العمال كير ستارمر، ووسم «تو تاير كير» وهو اختصار لادعاء غير مثبت بأن بريطانيا تطبق «نظاماً ثنائياً للشرطة»؛ حيث يتم التعامل مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بقسوة أكبر، مقارنة بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أو حركة «حياة السود مهمة».

وخلال أحداث عنف مناهضة للمهاجرين اجتاحت المملكة المتحدة الصيف الماضي، غرد ماسك قائلاً إن «الحرب الأهلية حتمية».

وفي الآونة الأخيرة، ركز ماسك على قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال، ولا سيما سلسلة من القضايا التي هزت بلدات شمال إنجلترا؛ حيث تمت محاكمة مجموعات من الرجال، معظمهم من أصول باكستانية، بتهم استدراج عشرات من الفتيات القاصرات واستغلالهن جنسياً. واستغل ناشطون من اليمين المتطرف هذه القضايا للربط بين الاعتداء الجنسي والهجرة، واتهام السياسيين بالتستر على «عصابات الاستدراج» خوفاً من اتهامهم بالعنصرية.

ونشر ماسك مطالباً بإجراء تحقيق علني جديد في هذه القضايا؛ علماً بأن الحكومة البريطانية السابقة برئاسة المحافظين أجرت بالفعل تحقيقاً واسع النطاق استمر 7 سنوات، وخرج في عام 2022 بـ20 توصية، من بينها تعويض ضحايا الاعتداء؛ لكن كثيراً من هذه التوصيات لم تُنفَّذ بعد. وأكدت حكومة ستارمر أنها ستنفذ التوصيات في أقرب وقت ممكن.

كما اتهم ماسك ستارمر بالفشل في تحقيق العدالة للضحايا، عندما كان يتولى منصب المدعي العام لإنجلترا بين عامي 2008 و2013.

ودافع ستارمر عن سجله مدعياً عاماً؛ مشيراً إلى أنه أعاد فتح قضايا مغلقة، وغيَّر بشكل كامل النهج المتبع في محاكمة قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال.