دراسة الصحة النفسية للجنود البريطانيين أفضل من أقرانهم الأميركيين

دراسة الصحة النفسية للجنود البريطانيين أفضل من أقرانهم الأميركيين
TT

دراسة الصحة النفسية للجنود البريطانيين أفضل من أقرانهم الأميركيين

دراسة الصحة النفسية للجنود البريطانيين أفضل من أقرانهم الأميركيين

تشير دراسة جديدة إلى أن استراتيجيات التدخل العلاجي ساعدت في التخفيف من الأثر النفسي على الجنود البريطانيين الذين قضوا ما يربو على عشر سنوات في حربي العراق وأفغانستان، وأن صحتهم العقلية أفضل من أقرانهم الأميركيين.
لكن الدراسة التي أجراها مركز كينغز لبحوث الصحة العسكرية في كينغز كوليدج بلندن، كشفت عن أن بعض الجنود البريطانيين، لا سيما الاحتياط والجنود الذين شاركوا في القتال، أكثر عرضة - فيما يبدو - للمرض العقلي عند عودتهم إلى الوطن.
وكشفت الدراسة أيضا عن أن إدمان المشروبات الكحولية والميل إلى العنف من الأشياء المثيرة للقلق.
وقالت ديردر مكمانوس التي أشرفت على الدراسة: «بشكل عام، ظل أفراد الجيش البريطاني بصحة جيدة نسبيا رغم الضغوط التي تحملوها في العراق وأفغانستان».
وقالت إن القوات المسلحة البريطانية بذلت «جهودا كبيرة» لتحسين حصول الجنود المقاتلين على خدمات صحة نفسية عالية الجودة والقيام بتدخلات تهدف إلى الحد من الأثر النفسي لمشاركتهم في الصراع.
وأجرى فريق مكمانوس تحليلا إحصائيا راجع 34 دراسة منشورة، يعود بعضها إلى 15 سنة، عن الأثر النفسي على الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان. وقارنوا - كلما أمكن - النتائج بدراسات الصحة العقلية للجنود الأميركيين.
ونشرت النتائج اليوم الخميس في دورية «رويال آرمي ميديكال كوربس» البريطانية.
وخلص فريق البحث إلى أن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود البريطانيين تتراوح بين 1.30 و4.8 في المائة، وهي معدلات قريبة من معدل ثلاثة في المائة بين عموم الناس.
وتراوحت معدلات الاضطرابات النفسية الشائعة بين الجنود مثل القلق والاكتئاب بين 16.7 و19.6 في المائة، وهي أيضا مماثلة للطبيعي.
لكن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود المشاركين في القتال بشكل مباشر كانت أعلى إذ بلغت نحو سبعة في المائة. وكان جنود الاحتياط أيضا يبلغون عن الإصابة بالأمراض النفسية الشائعة واضطراب ما بعد الصدمة إذا ذهبوا إلى العراق أو أفغانستان، بنسبة تزيد على الضعف.
وقال أيضا الباحثون إن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة أقل بكثير بين الجنود البريطانيين من أقرانهم الأميركيين، ودللوا على ذلك بدراسة جرت في الآونة الأخيرة تشير إلى أن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة بين الجنود الأميركيين تتراوح بين 21 و29 في المائة.
وأشار الباحثون إلى أن الجنود الأميركيين يكونون في الغالب أصغر سنا ومن خلفيات اجتماعية واقتصادية أدنى ويخدمون في العمليات 12 شهرا مقارنة بستة أشهر للجنود البريطانيين.
وكتب الباحثون: «يبدو أن هناك بعض الأدلة على أهمية الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات المسلحة البريطانية لضمان التدريب والقيادة الجيدة للجنود الذين ينشرون والحصول على خدمات صحة نفسية عالية الجودة».
لكن الباحثين حذروا من أن الإفراط في شرب المواد الكحولية مبعث قلق بين القوات البريطانية، إذ إنه يؤثر في جندي بين كل خمسة جنود نظاميين.
وكشفت الدراسة أيضا عن أن الجنود العائدين من مناطق الصراع يكونون أكثر عدوانية وعنفا، لا سيما القوات القتالية التي تعاني مشاكل في الصحة العقلية.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».