ميشال سليمان يطالب بإلزام اللاجئين إلى لبنان بالعودة إلى سوريا بعد التوصل إلى تسوية

الرئيس السابق: زيارة هولاند إلى بيروت مؤجلة إلى نوفمبر

ميشال سليمان يطالب بإلزام اللاجئين إلى لبنان بالعودة إلى سوريا بعد التوصل إلى تسوية
TT

ميشال سليمان يطالب بإلزام اللاجئين إلى لبنان بالعودة إلى سوريا بعد التوصل إلى تسوية

ميشال سليمان يطالب بإلزام اللاجئين إلى لبنان بالعودة إلى سوريا بعد التوصل إلى تسوية

بعكس ما كان منتظرًا سابقًا، لن تتم زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى لبنان سريعًا وفق ما كان أعلنه بنفسه، بل المرجح أن تتم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب ما نقله عنه رئيس الجمهورية اللبناني السابق ميشال سليمان الذي التقاه، مساء أول من أمس، في قصر الإليزيه.
وقال سليمان، في لقاء أول من أمس، مع مجموعة من الصحافيين، إنه لم يشجع هولاند على الزيارة، لكنه لم يثنه عن القيام بها لأنها «قد تفيد» في مكان ما في الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية وسد الفراغ الرئاسي القائم في لبنان منذ مايو (أيار) من العام الماضي. وكشف سليمان أنه طلب من الرئيس هولاند «التدخل» لدى الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيلتقيه في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كما سيستضيفه في باريس أواسط شهر نوفمبر، كي «يتدخل» لدى الأطراف التي تؤثر عليها إيران، وتحديدًا «حزب الله» من أجل تسهيل انتخاب الرئيس العتيد.
بيد أن سليمان لا يبدو «متشجعًا» من تحقق هذا «الإنجاز» المربوط إلى حد بعيد بما يحصل في سوريا ميدانيًا وسياسيًا. وبينما يتخوف الكثيرون من تعزيز الحضور العسكري الروسي سلاحًا وعتادًا وخبراء وجنودًا، يرى الرئيس اللبناني السابق عكس ذلك؛ إذ يعتبر أن من شأن تزايد الحضور الروسي أن «يساعد على تسهيل الحل لا بل فرضه». ووفق هذه الرؤية، فإن موسكو ستكون «أقدر» على الطلب من النظام السوري «تقديم تنازلات»، لأنها «ستوفر له «الضمانات المدعمة ميدانيًا»، إن للنظام أو لحاضنته الطبيعية أو للفئات الأخرى. وخلاصة ما يقوله سليمان أن موسكو «ستكون في وضعية أفضل من أجل الدفع باتجاه الحل إن لم يكن فرضه»، حفاظًا على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وليس تمسكًا بشخص الأسد.
فضلاً عن ذلك، يرى الرئيس السابق فائدة في أن موسكو شرعت خطوط التواصل مع المعارضة السورية، إن معارضة الداخل أو معارضة الخارج المعتدلة، وهي بذلك «تجمع الأوراق» السياسية والدبلوماسية والعسكرية. لكن هذا السيناريو «الإيجابي» يبقى مرهونًا بحقيقة ما يريده الطرف الروسي وما ينوي القيام به. لذا، فإن اجتماعات نيويورك وأهمها قمة الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، غدًا، واجتماع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدعوة من بان كي مون وبحضور مبعوثه ستيفان دي ميستورا ستكون حاسمة.
بموازاة ترقب دور إيجابي لروسيا، يتوقع سليمان «تعاطيًا إيجابيًا» من طهران بعد التوصل، أواسط شهر يوليو (تموز) إلى اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي. وبحسب ما قاله، فإن الاتفاق وإعادة التواصل مع إيران سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا سيفضي إلى «انفتاح وليونة» للنظام الإيراني حتى على المستوى الداخلي ما قد تكون له انعكاساته على الملفين السوري واللبناني. لكنه في المقابل، ما زال يحذر من أن «يدفع لبنان ثمن تقاسم النفوذ في المنطقة» بحيث يبقى «تحييد» لبنان عن النزاعات «ورقة الخلاص».
في أي حال، يدعو الرئيس السابق، الفخور بأنه نجح في إنتاج «إعلان بعبدا» حول النأي بلبنان عن النزاع السوري رغم أنه ضرب به عرض الحائط، إلى استباق الحل في سوريا و«بلورة» المطالب اللبنانية حتى لا يكون لبنان من يدفع فاتورة الحرب عند اشتعالها وفاتورتها بعد انتهائها. ويريد ميشال سليمان أن يؤخذ بعين الاعتبار، في أي تسوية سياسية في سوريا أربعة أمور: أولها ترسيم الحدود اللبنانية السورية غير المرسمة، وثانيها نشر مراقبين دوليين عليها، وثالثها تعويض لبنان عن الخسائر التي تكبدها منذ أربعة أعوام بسبب استقباله مليون ونصف لاجئ سوري. أما المطلب الرابع والأهم بحسب سليمان، فهو ضرورة وجود نص «صريح وواضح» يدعو إلى عودة جميع اللاجئين والنازحين بسبب الحرب في سوريا أكانوا من السوريين أو من الفلسطينيين الذين انتقلوا إلى لبنان إلى سوريا.
أما على الصعيد اللبناني الداخلي، فإن سليمان لا يتوقع الكثير من الحوار الحالي بين الفرقاء السياسيين بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وجل ما قد ينتجه «الاستمرار في تهدئة الأمور» داخليًا. لذا، فلا توقعات بتحقيق «اختراق» في الملف الرئاسي «طالما أن هناك فريقًا يريد فرض مرشحه»، في إشارة إلى «حزب الله» ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون.
ونقل سليمان عن الرئيس هولاند أن برنامج تسليح الجيش اللبناني بموجب منحة المليارات الثلاثة من المملكة السعودية «سائر وفق البرنامج الموضوع». وكانت تسربت معلومات عن توقف تسليم السلاح للجيش بسبب تعقيدات مالية وسياسية. وأشار سليمان إلى «وجود أصداء» من دول صديقة للبنان حول اندهاشها مما يصدر عن وزارة الخارجية اللبنانية التي ترى فيها «تعبيرًا عن مواقف حزبية وليس مواقف الدولة اللبنانية».
وكشف سليمان أنه سيعلن يوم 6 ديسمبر (كانون الأول) في ضبيه، ميثاق قيام «لقاء الجمهورية»، وهو بمثابة منتدى سياسي يقترب كثيرًا من المفهوم الحزبي لكنه سيكون «عابرًا للطوائف»؛ بمعنى أنه سيضم أشخاصًا من كل الطوائف اللبنانية وسيكون هدفه الدفاع عن الطوائف وتطوير الدستور وسد ثغراته والدفاع عن «إعلان بعبدا» والترويج لعقد اجتماعي جديد. ولا يستبعد ميشال سليمان الذي سيرأس «الحزب الجديد» تقديم مرشحين لكل الانتخابات، مشيرًا إلى أن وزراء ونواب سابقين سيكونون من أوائل المنضمين إليه.



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.