استياء في جنوب العراق من استغلال معارك الجيش ضد الإرهاب كدعاية انتخابية

بدء حملة مبكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. والمرشحون يلجأون لعشائرهم

استياء في جنوب العراق من استغلال معارك الجيش ضد الإرهاب كدعاية انتخابية
TT

استياء في جنوب العراق من استغلال معارك الجيش ضد الإرهاب كدعاية انتخابية

استياء في جنوب العراق من استغلال معارك الجيش ضد الإرهاب كدعاية انتخابية

أبدى عدد من المواطنين في جنوب العراق استياءهم من بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية المزمع تنظيمها في 30 أبريل (نيسان) المقبل، وخاصة أعضاء البرلمان العراقي الحالي، بعد نشرهم صورا وملصقات في أماكن عامة، مستغلين فيها معارك الجيش العراقي كداعية انتخابية مبكرة.
وفي الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي للانتخابات البرلمانية بدأت حملة مبكرة للمرشحين قبل الموعد المحدد لإطلاق الدعاية الانتخابية، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمؤتمرات في مضايف شيوخ العشائر جنوب العراق.
وقال حامد البنيان، معلم من محافظة البصرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «أغلب الأماكن المميزة في البصرة، وخاصة عند الساحات العامة والجسور، غصت بالملصقات واللافتات الدعائية لأشخاص نعرف أنهم مرشحون للانتخابات البرلمانية المقبلة يدعمون فيها الجيش العراقي في معاركة ضد داعش». وأضاف أن «أغلب تلك اللافتات لأناس نعلم بعدم وجود أي صلة لهم بالقوات المسلحة العراقية، وكأن الشعب لا يعرف أنهم يستغلون مشاعرنا للترويج لهم في الانتخابات المقبلة».
من جهته، قال توفيق رجب، موظف متقاعد من محافظة ذي قار، إن «كل قانون يقره البرلمان العراقي يظهر لنا لافتات لأحزاب سياسية أو برلمانيين أو شخصيات عامة مرشحة للانتخابات المقبلة يباركون فيها ويهللون وكأنهم أصحاب منة على المواطنين».
وأضاف أن «ما ينشر اليوم من لافتات تدعم الجيش ما هي إلا خروق انتخابية لا تزال المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق تسكت عنها، وهذا الأمر غير مقبول نهائيا».
مرشحون ومرشحات للانتخابات البرلمانية العراقية توجهوا بإطلاق حملات دعائية مبكرة بعضها كان عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى من خلال مضايف لشيوخ عشائر حيث أقاموا مؤتمرات انتخابية فيها.
وقال قيس جهاد، ناشط مدني، إنه «منذ مصادقة مفوضية الانتخابات العراقية على أسماء المرشحين للانتخابات البرلمانية، وجدنا تزايدا في نشاط عدد من هؤلاء المرشحين في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عدة تسميات، منها مؤيدو المرشح أو المكتب الإعلامي أو محبون بهدف الترويج لأنفسهم».
وأضاف أن «أغلب أصدقائي في (فيسبوك) بدوا غير مرتاحين لذلك، وأن أغلبهم لم يقبل صداقة هؤلاء لأن غاياتهم مفضوحة، وهي مجرد الترويج لأنفسهم كمرشحين مبتعدين بذلك عن التفاعل مع الموضوعات المطروحة في تلك الصفحات».
من جهة أخرى، قال الشيخ حسين علي، أحد شيوخ عشائر محافظة ذي قار: «هناك عدد كبير من المرشحين أصبحوا اليوم من الرواد الدائمين لمضايف كبرى عشائر جنوب العراق والغاية معروفة وهي ضمان التأييد لهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأضاف أن «هناك ما لا يقل عن عشرة منهم ومن كيانات وقوائم انتخابية مختلة حجزوا عندي في المضيف لإقامة ندوات لهم وتعهدوا بدفع كل تكاليف تلك الندوات، وقد أقيم أخيرا عدد منها وهي دعاية انتخابية مبكرة».
من جهته، قال مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في البصرة حازم الربيعي: «الدعاية الانتخابية لها وقت محدد، وهناك لجان رصد تراقب القنوات الفضائية والشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف أنه «في حال وجود خرق لقانون الدعايات الانتخابية تقوم اللجان بفرض غرامات مالية قد تصل إلى 50 مليون دينار عراقي أو منع المرشح أو الكيان من خوض الانتخابات، وأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن المخالفين».



ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
TT

ضربات أميركية ضد الحوثيين خلال 3 أيام متتابعة

حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)
حرائق على سطح ناقلة النفط اليونانية «سونيون» بعد هجمات حوثية (رويترز)

نفذ الجيش الأميركي عدداً من الضربات الاستباقية الدفاعية ضد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أغسطس (آب) في سياق السعي للحد من قدرتها على مهاجمة السفن، فيما تبنت الجماعة مهاجمة إحدى السفن في خليج عدن دون أية أضرار.

وتشن الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي الجماعة أنها تحاول منع ملاحة السفن ذات الصلة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية بأنها دمرت في 31 أغسطس طائرة دون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، وزورقاً مسيّراً في المناطق التي يسيطرون عليها من اليمن.

وفي اليومين السابقين، أفادت القيادة المركزية بأنها دمرت 3 طائرات من دون طيار ونظاماً صاروخياً في منطقة تسيطر عليها الجماعة الحوثية، وقالت إن هذه الأنظمة تبين أنها تشكل تهديداً واضحاً وشيكاً للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه قد جرى اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت واشطن قد أطلقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ما سمته «تحالف حارس الازدهار» لمواجهة التهديد الحوثي للملاحة، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير (كانون الثاني) بمشاركة من بريطانيا.

وتلقت الجماعة الحوثية أكثر من 600 غارة منذ ذلك الوقت في مناطق عدة خاضعة لها بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات ضد السفن.

هجوم دون أضرار

في أحدث الهجمات الحوثية تبنت الجماعة الحوثية مساء السبت مهاجمة السفينة «جروتون» في خليج عدن، وقالت إنه الاستهداف الثاني للسفينة بعد هجوم في الثالث من أغسطس الماضي.

وفي حين زعم المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إصابة السفينة إصابة مباشرة، ذكرت تقارير غربية أن قبطان السفينة أبلغ عن سقوط صاروخين بالقرب من مقدمتها ومؤخرتها دون أضرار.

الجماعة الحوثية سمحت بقطر الناقلة «سونيون» بعد ضوء أخضر إيراني (إ.ب.أ)

من جهته، ذكر «مركز المعلومات البحرية المشتركة» التابع لقوات بحرية متعددة الجنسيات تضمّ الولايات المتحدة ودولاً أوروبية ومقره البحرين، أن السفينة «جروتون» استُهدفت بصاروخين باليستيين على مسافة 130 ميلاً بحرياً شرق عدن.

وأضاف أن الصاروخ الأول سقط على مسافة 50 متراً من مقدّم السفينة، والثاني سقط على مسافة 50 متراً من مؤخرتها، وأن السفينة واصلت مسارها، ولم تلحق بها أضرار.

وكان أحدث هجوم مؤثر ضد السفن قد نفذته الجماعة في البحر الأحمر في 21 أغسطس الماضي ضد ناقلة النفط اليونانية «سونيون» عبر سلسلة هجمات؛ ما أدى إلى توقُّف محركها وجنوحها قبل أن يجري إخلاء طاقمها بواسطة سفينة فرنسية تابعة للمهمة الأوروبية «أسبيدس».

وبعد إخلاء الطاقم، اقتحم المسلحون الحوثيون الناقلة، وقاموا بتفخيخ سطحها وتفجيرها ما أدى إلى اشتعال الحرائق على متنها، وسط مخاوف من انفجارها، أو تسرب حمولتها من النفط البالغة مليون برميل.

مقاتلة من طراز «إف 22 في منطقة القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

ومع سماح الجماعة بقطر السفينة إثر تلقيها ضوءاً أخضر من إيران، قال وزير خارجية حكومتها الانقلابية غير المعترف بها جمال عامر في تغريدة على منصة «إكس» إنه من المنتظر وصول قاطرات، الأحد، للبدء في سحب الناقلة «سونيون».

يشار إلى أن الجماعة تبنت مهاجمة نحو 182 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، وأدّت الهجمات إلى إصابة نحو 32 سفينة، غرقت منها اثنتان، البريطانية، «روبيمار» واليونانية «توتور»، كما قرصنت السفينة «غالاكسي ليدر»، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.