بغداد تمنع الرحلات الجوية من ألمانيا والسويد إلى اربيل

أكدت أن المسألة لا تتعلق بالخلافات السياسية

بغداد تمنع الرحلات الجوية  من ألمانيا والسويد إلى اربيل
TT

بغداد تمنع الرحلات الجوية من ألمانيا والسويد إلى اربيل

بغداد تمنع الرحلات الجوية  من ألمانيا والسويد إلى اربيل

في مؤشر جديد يدل على ازدياد حدة الأزمة بين حكومة إقليم كردستان العراق في أربيل والحكومة الاتحادية في بغداد، قررت الحكومة العراقية إيقاف رحلات جوية متجهة من ألمانيا والسويد إلى الإقليم «بحجة عدم مراعاة شركات الطيران الراعية لهذه الرحلات للتعليمات الصادرة من قبل الحكومة العراقية».
و قررت وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الاتحادية إيقاف رحلات من قبل شركات «هورموز وجيرمانيا، المتجهة لأربيل في إقليم كردستان العراق دون أي إعلام أو إخطار مسبق منها لحكومة الإقليم أو لمطار أربيل الدولي».
وأكدت تلار فائق المديرة العامة لمطار أربيل الدولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» صحة هذا الخبر مبينة أنها «لم تكن على علم مسبق بهذا الإجراء وأنها كالمرة السابقة بعد قرار الحكومة إيقاف إحدى الرحلات التابعة لإحدى الشركات التركية لأربيل، تفاجأت بالخبر».
وبينت فائق أن هناك من يؤكد أن القرار «صادر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلا أن أحدا لم يتسلم حتى الآن أي كتاب رسمي لا من مجلس الوزراء ولا من وزارة النقل العراقية يثبت هذا الموضوع».
وأشارت المديرة العامة لمطار أربيل إلى أن الحكومة الاتحادية هي المسؤولة الوحيدة عن كافة الرحلات الجوية «وهي تشرف على هذه المسألة كون الموضوع متعلقا بالإجراءات الأمنية للدولة بشكل عام دون أن يكون لأي جزء من هذه الدولة أي حق في اتخاذ أي استقلالية من ناحية إدارة هذه الرحلات».وأوضحت فائق أنه بالإمكان أن يكون المطار «معتمدا على القطاع الخاص في مسائل منح الرخص والإجازات لشركات الطيران، لكن أي جهة أخرى غير الحكومة العراقية وهيئة الطيران العام العراقية لا يحق لها أن تتدخل في مسائل إعطاء الإذن لدخول أو عدم دخول أي طائرة للأجواء العراقية».
من جهته، أوضح وزير النقل والمواصلات العراقي هادي العامري في تصريح لإحدى القنوات الكردية «أن هذا القرار لا علاقة له بأي خلاف سياسي بين الإقليم وبغداد»،مبديا احترامه وتقديره لحكومة الإقليم ولشعب كردستان العراق.
وبين العامري الذي يترأس منظمة بدر التي كانت تابعة للمجلس الأعلى الإسلامي الذي يترأسه عمار الحكيم، في تصريحات لقناة «روداو» الكردية أن هذا القرار اتخذ ضد هاتين الشركتين «لأنهما لم تنفذا التعليمات الصادرة من قبل وزارة النقل والمواصلات العراقية» رافضا ربط هذه المسألة بأي نقطة من نقاط الخلاف بين الإقليم وبغداد.
من جهة أخرى، أبدى عضو برلمان الإقليم عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني سالار محمود استياءه من التصرف الذي اتبعته بغداد ضد الإقليم مؤكدا على أن ما تفعله حكومة المالكي «يوافق ما فعله صدام بالشعب الكردي ولكن بطريقة مختلفة».
وبين محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة العراقية تقوم بتصرفات غير مسؤولة ضد الشعب الكردي بشكل عام فبدل أن تعوض هذا الشعب معنويا وماديا ونفسيا من عوائل ضحايا الجرائم التي مورست بحقه في زمن النظام السابق، تسلك حكومة المالكي أساليب غير مسرة مع شعب الإقليم دون أن تراعي أن شعب كردستان هو الأكثر تضحية للوصول الى طريق الحرية والخلاص من الديكتاتورية.
وأكد محمود أن الحكومة العراقية لا تسلك طريق العدالة الاجتماعية «فهي تقتطع من حصة الإقليم من الموازنة العامة أي مبالغ تشاء. وتعمل على خلق الأزمات بين الشعبين العربي والكردي منتهجة سياسة مركزية ما زالت تؤمن بها».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.