قبل بدء العام الدراسي.. جامعة الأزهر تنتفض لتطهير نفسها من شوائب «الإخوان»

الإجراءات شملت وضع كاميرات مراقبة داخل حجرات المدن الجامعية

قبل بدء العام الدراسي.. جامعة الأزهر تنتفض لتطهير نفسها من شوائب «الإخوان»
TT

قبل بدء العام الدراسي.. جامعة الأزهر تنتفض لتطهير نفسها من شوائب «الإخوان»

قبل بدء العام الدراسي.. جامعة الأزهر تنتفض لتطهير نفسها من شوائب «الإخوان»

في ما يبدو أنه انتفاضة لتطهير نفسها من شوائب الطلاب المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين المتشددة، بعد أحداث عنف وتخريب شهدتها طيلة العامين الماضيين، وأيضًا قطع الطريق أمام هروب الطلبة من أبناء قادة جماعة الإخوان إلى خارج مصر لتكوين خلايا إرهابية تمارس العنف في البلاد، اتخذت جامعة الأزهر مجموعة من الإجراءات الاحترازية لتأمين مسيرة العام الدراسي الجديد، والحفاظ على هيبة الجامعة كدار للعلم والمعرفة.
وقال مصدر مسؤول في جامعة الأزهر، تحفظ عن ذكر اسمه بسبب حساسية منصبه، إن «الجامعة رفضت منح أبناء قيادات الإخوان وطلاب محسوبين على الجماعة ملفات أوراقهم وخطابات «إخلاء طرف» من الجامعة للدراسة في جامعات تركيا وقطر»، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هاجر ابنة مفتي جماعة الإخوان عبد الرحمن البر (محبوس حاليا ومحكوم عليه بالإعدام في قضايا عنف وقتل) طلبت سحب أوراقها للتحويل من كلية الصيدلة بجامعة الأزهر إلى تركيا، لكن الجامعة رفضت، وكذا الشأن بالنسبة إلى نجل نائب مرشد الإخوان محمود عزت (هارب) الذي طلب سحب أوراقه من كلية الطب، ولقي نفس مصير ابنة البر».
وتعد «الأزهر» ثاني أقدم جامعة عالميا، ومن أكثر الجامعات المصرية التي ما زالت تشكل أرقا بالنسبة إلى السلطات الحاكمة في البلاد منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن السلطة قبل عامين، وتضم نحو 4400 ألف طالب وطالبة، يمثلون خُمس طلاب التعليم العالي بمصر، وبها نحو 11500 ألف عضو هيئة تدريس ومعاونيهم، بينما يقول مراقبون إن «نسبة كبيرة من طلاب وأساتذة الأزهر ينتمون إلى فكر جماعة الإخوان، ويؤيدون دعواهم للعنف والإرهاب، نظرا لطبيعة جامعة الأزهر الدينية».
ولفت المسؤول إلى أن جميع أبناء قيادات الإخوان الذين يدرسون في الأزهر رغبوا في التحويل إلى جامعات خارج مصر خلال الفترة الماضية، نظرا لتشديد الإجراءات ضدهم وتعقبهم، لكن تم رفض طلباتهم.
في ذات السياق، أوضح المصدر المسؤول أن «الجامعة قررت لأول مرة هذا العام وضع كاميرات مراقبة في حجرات الطلاب بالمدن الجامعية لرصد تحركات الطلاب، ومنع حدوث أي أعمال شغب، فضلا عن وضع كاميرات لمراقبة جميع الأدوار ومسجد المدينة»، لافتا إلى أن طلاب الإخوان سوف يسعون بشتى الطرق للالتحاق بالمدن الجامعية هذا العام بسبب تجفيف مصادر تمويلهم، التي كانت منتظمة خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن قادة الإخوان الهاربين يراهنون على طلاب الجامعات هذا العام.
ويشار إلى أن «جامعة الأزهر لم تفتح المدينة الجامعية للطلاب العام الماضي، بحجة القيام بأعمال إصلاحها بعد تخريبها، بينما فتحت أبواب مدينة الطالبات، التي كانت مصدر إزعاج أيضا. وجري الإعلان عن فتح المدينتين مع بداية العام الدراسي الجديد المقرر له في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».
وقال المصدر المسؤول إنه «تقدم للمدينة ما يقرب من 70 ألف طالب، وسوف نختار منهم 10 آلاف»، كاشفا عن أنه سيتم وضع شروط، وصفها بالصعبة، لمن تم قبولهم في المدن لأول مرة، تضمن عدم خروجهم عن اللوائح والقوانين، فضلا عن ضوابط تشمل «عدم التظاهر داخل المدينة أو المشاركة في فعاليات سياسية، أو توزيع منشورات أو إدخال ألعاب نارية».
ولم يستبعد المصدر المسؤول أن تتجه الجامعة لإجبار الطلاب على التوقيع على إقرارات توبة للتبرؤ من جماعة الإخوان، وجميع التنظيمات المتطرفة في مقدمتها «داعش».
في غضون ذلك، لا تزال المهلة التي منحها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لجميع العاملين في مؤسسات الأزهر سارية من أجل تقديم إقرارات توبة من عدم الانتماء إلى جماعة الإخوان، أو أي كيان ديني، أو تنظيم معارض للنظام المصري.
وتضع السلطات المصرية إجراءات استثنائية لمواجهة أي أعمال عنف على أبواب الجامعات البالغ عددها 26 جامعة حكومية، وفي المدن الجامعية التي تقع غالبا في محيط مقرات الجامعات، وفي هذا الشأن قال المصدر المسؤول نفسه إنه «تم تزويد الجامعات بأجهزة تفتيش حديثة للكشف عن الأجسام الغريبة، أو الأدوات التي تستخدم في تعطيل الدراسة، التي تبدأ الاثنين المقبل، فيما عدا جامعة الأزهر المقرر لها مطلع أكتوبر».
وأضاف المصدر أن «شركات الحراسة الخاصة التي ظهرت لأول مرة على أبواب الجامعات العام المنصرم تم ضم أفرادها كأمن إداري لتكون الشركات جزءا من منظومة الموظفين في الجامعات».
وسمحت وزارة التعليم العالي لقوات الأمن بدخول الجامعات بعد عزل مرسي لحماية وحراسة المنشآت، بعد إبعاد الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية عن الجامعات، واستبدال الأمن الإداري به، بهدف تحقيق الاستقرار ومنع الفوضى بين الطلاب.
وبخصوص العدد الحقيقي للطلاب، الذين تم توقيفهم من جامعة الأزهر منذ عزل الرئيس الأسبق، أوضح المصدر المسؤول في الأزهر أنه تم فصل ما يقرب من 400 طالب من الجامعة نهائيا لثبوت تورطهم في أعمال عنف، منهم 100 صدر بحقهم أحكام قضائية مشددة، والباقون شاركوا في أعمال شغب وتم رصدهم وفصلهم بعد التحقيق معهم من قبل إدارة الجامعة، إلى جانب عدد من الطلاب الذين لا يزالون رهن التحقيقات، ولم يصدر بحقهم أحكام حتى الآن، ويقدر عددهم بنحو 200 طالب.
وبشأن ضبط خلية إرهابية مؤخرا، تزعمها نجل مفتي الإخوان الطالب في كلية الطب جامعة الأزهر، وما تردد عن أن هذه الجامعة تضم خلايا عناصر إرهابية، قال المصدر المسؤول، إن «الجهات الأمنية ترصد جيدا تحركات أبناء قادة الإخوان في جامعة الأزهر، خوفا من قيامهم بأي أعمال عنف، أو تكوين خلايا أو تنظيمات خلال العام الجديد»، لافتا إلى أن «خلية نجل البر لن تكون الأخيرة.. إذ إن أبناء قيادات الإخوان يشعرون بالظلم من وجهة نظرهم، لذا فإنهم قد يلجأون لأي أعمال قد تضر بالوطن، خصوصا مع اختفاء مظاهرات أنصار الإخوان في الشارع»، مضيفا أنه «سيتم تعقب أي تجمعات بين الطلاب أو أي اتصالات بينهم، وأي تنظيم أو جماعة متشددة، خصوصا (داعش)، وذلك فور وصول معلومات تؤكد ذلك».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.