الفن موقف من التدمير الذي يتعرض له العالم

قراءة في لوحة الجيوكندا لأيمن يسري

جيوكندا لأيمن يسري
جيوكندا لأيمن يسري
TT

الفن موقف من التدمير الذي يتعرض له العالم

جيوكندا لأيمن يسري
جيوكندا لأيمن يسري

في هذا العمل الفريد والمتفرد للفنان الفلسطيني المقيم بالسعودية أيمن يسري، نجد تعبيرًا صارخًا عن عمق الأزمة التي يعيشها إنسان ما بعد الحداثة، وعن عمق الأزمة التي أوصلنا إليها «الأفكلورنغ» العقل الأنواري. في هذا السياق، يمكننا قراءة لوحة الجيوكندا للفنان أيمن يسري التي تحتاج إلى رؤية، وإلى استحضار السياق والبعد التاريخي أكثر من المكون اللوني. ومن هنا يستمد هذا العمل الفني تميزه ضمن حقل الفن المعاصر. ويمكن تركيز هذه الأبعاد المهمة التي لا بد من استحضارها عند قراءة هذا العمل الفني الذي عرضه أيمن يسري ضمن معرضه «محارم في جدة» في:
1- البعد التاريخي: قراءة اللوحة باستحضار فلسفة عصر النهضة والقيم التي نادى بها في هذه المرحلة، على اعتبار حضور صورة «الموناليزا»، له دلالته الخاصة والهامة التي تقربنا من رؤية هذا الفنان المتألق للفن ولما بعد الحداثة.
2- الوعي النوعي بالراهن: لا بد من قراءة كل مكون في سياقه التاريخي، باعتباره وعيًا نوعيًا خاصًا بمرحلته وليس استمرارية للموروث، مع ربطه ببقية المكونات الفنية داخل اللوحة، معتمدين القراءة من الداخل، والقراءة المنفتحة على بقية الحقول المعرفية في الآن نفسه، من أجل وعي ملتزم بالسياق الذي أنتجت فيه هذه اللوحة. كما يجب الابتعاد عن القراءة المدرسية التي تركن وتستكين لمحددات قد تجعل من العمل الفني، الذي يحتوي دائمًا بعدًا استشرافيًا، قالبًا جامدًا.
3- البعد القيمي: كل عمل فني حامل لقيم يمكن أن تكون موازية أو مضادة، حسب التصور الذي يؤطر الفنان، والقراءة الفاعلة هي التي تحاور العمل الفني بمعرفة نقدية، قصد الوقوف على خلفياته وسياقه واستشرافاته.
يمكن أن نقسم قراءتنا لهذا العمل المتفرد إلى مستويين: مستوى وصفي لمكونات اللوحة الفنية ولعلاماتها الأيقونية، ومستوى تحليلي تأويلي نحاول، من خلاله، ربط العلامة بدلالتها، لعلنا نقترب من المعنى وليس إعطاء معنى لها.
في المستوى الأول: نلاحظ تبئيرًا la focalisation لأحد مكونات الجيوكندا، وهي صورة المرأة المبتسمة في الجيوكندا، لكن داخل علبة سردين، وهناك مفتاح لهذه العلبة، وفي الأعلى هناك لون أصفر. بينما في الأسفل، هناك موج لألوان قاتمة يمكن أن نحدد منها المكون اللوني الأخضر البارد وكأنه لون غدير، وهناك وجود لوجوه مصطكة وشاحبة، كل منها ينظر إلى الآخر.
يهدف الفنان أيمن يسري، من خلال المكون الدلالي «الجيوكندا»، الحاضر على مستوى بؤرة اللوحة، إلى إثارة الذاكرة واستدعائها لتتمثل Représenter مرحلة ساهمت في تشكيل التاريخ الإنساني. إنها مرحلة الإحياء المسماة بـ: «النهضة» La Renaissance، وإعادة الاعتبار للكائن الإنساني، بوصفه قيمة في ذاته، غير خاضعة لمنطق الاقتصاد والتداول والتسليع. هنا تكمن أصالة هذا المتفرد أيمن يسري، الذي يسمي نفسه بـ«الديدبان». فهو بتعبير هيجل Hegel، «لا يستحضر الفن، الأشكال والألوان والأصوات المحسوسة كغاية في ذاتها، وعبر مظهرها الحسي المباشر، بل يستحضرها لكي يشبع اهتمامات فكرية سامية، لأنها قادرة كلها على أن تخلق صدى داخل أعماق الوعي والفكر». وهذا هو ما يستدعيه توظيف الفنان أيمن يسري للوحة «الجيوكندا» في الكائن الإنساني. إنها تذكره بماضيه، وكذلك بحاضره، وحثه على الإسهام في تثويره (بمعنى تغييره).
هذا الوضع الذي يمكن للفنان أن يساهم فيه. فإذا كان هيدغر تحدث في مقاربته لعصر التقنية، عن أن الإنسان نسي الوجود ولم يعد يستمع إليه، فإن أيمن يسري يؤكد على أن الإنسان نسي ذاته وطبيعته القائمة على التوازن: نسي قيمه وتاريخه وإنسانيته ومثله العليا التي تعتبر «النهضة» أسمى مراحلها. غير أن المثير في هذه اللوحة، هو المكون الدلالي «الجيوكندا»، الدال على الإنسانية والتاريخ والقيم المثلى حيث وضعت داخل علبة سردين رخيصة ومبتذلة فما دلالة هذا التوظيف؟
على هذا الأساس، تصبح علبة سردين مكونًا دلاليًا داخل اللوحة لا يختزل في ذاته، بل مكونًا راهنيًا منفتحًا. وهنا لا أقصد بالراهن الأرشيف أو لحظة فلاشية، بل أقصد به لحظة ديالكتيكية بقدر ما تمتد في الماضي، فهي تستشرف المستقبل بناء على الحاضر. وبالتالي، فمكون علبة سردين لم يعد دالاً على ذاته فقط، بل على حقبة تاريخية ينتمي إليها، تتميز بالتسليع والهيمنة، والسيطرة الشاملة للتقنية وتغلغلها في نسيج الحياة الاجتماعية. فعلبة سردين داخل اللوحة تنتمي لعصر ميزته السرعة والترشيد المتزايد للوقت والأشياء والذوات، من أجل ضبط الفاعلين فيه خدمة للنشاط الاقتصادي المتنامي، الذي لم يعد يعترف بالشيء إلا بمقدار ما يدره من فائدة. فكل شيء قابل للبيع والشراء. وكل قيمة قابلة للتداول، أو أنها تصبح فاقدة القيمة: المرأة في الإشهار، والرجل في الإشهار والتراث في الإشهار. كل ما هنالك تقديس للعلامات وتبخيس للأفراد وتنميط لقيمهم، هذا هو المبدأ الأساس، أما الغاية فهي الربح، كيفما كانت الوسيلة.
في هذا السياق، يمكن فهم عبقرية الفنان الفلسطيني أيمن يسري «الديدبان»، ورائعته الجيوكندا في علبة سردين. فدمج مكونين دلاليين من حقب تاريخية مختلفة: «الجيوكندا» من القرن 16، وعلبة سردين من القرن العشرين، دليل صارخ على ما وصلت إليه الإنسانية من ابتذال وتبخيس. فكأن أيمن يسري يقول لنا من خلال هاته اللوحة: إن هذا العصر الذي نعيشه هو عصر تعليب وتسليع كل شيء. فلقد أصبح كل شيء قابلاً للتداول وخاضعًا لقيمة البيع والشراء. ولم يعد هناك شيء جدير بالتقديس. فحتى القيم الإنسانية والحضارية والتاريخية تم تعليبها. لقد قوض العقل ذاته، فلم يعد ينتج لنا قيم الحرية والسلام والكرامة، بل أصبح ينتج قيم السلب والنفي والاستبعاد. ولكن هناك أملاً يحيل عليه في اللوحة مفتاح علبة السردين، غير أن هذا المفتاح يمكن قراءته في منحيين:
1. مفتاح دال على الأمل، بحيث إن تقويض عصر التقنية لن يتم للإنسانية من دون الرجوع إلى عصر «النهضة»، وتمجيد القيم النبيلة، وبعثها وإعادة الاعتبار للإنسان والتعامل معه كغاية لا كوسيلة، حيت إن سلامة هذه القراءة تكمن في أن داخل علبة سردين، يوجد وجه «الجيوكندا» الدال على حقبة تاريخية لها عميق الأثر في البشرية.
2- مفتاح دال على وجود شخص أو مؤسسة لها الرغبة في نفي كل القيم الإنسانية وتحويلها إلى شيء قابل للاستهلاك والتداول/ البيع والشراء.
هذا الإبهام/ الاستبهام: أي جعل هذا الدمج لمكون علبة سردين والجيوكندا والمفتاح مبهمًا، من دون تحديد القائم على فتح العلبة، له دلالته ورمزيته، ويؤشر لنا على عبقرية فنية لدى أيمن يسري، تكمن في تركه المساحة للقارئ بأن يخمن ويستنفر ذهنيته من أجل الإلمام باللوحة، ووضعها في سياقها، بعيدا عن القراءات المدرسية الجافة التي تبقى عند حدود الألوان والتصنيف ضمن مدارس معينة. فما دام العصر، كما أعلن عنه الفيلسوف الفرنسي جان بودريار، عصر النسخ وعصر انهيار المبدأ المؤسس للواقع وغياب النسقية، لا سواء في الكتابة الفلسفية أو العلوم أو في الفن، فإن الحديث عن انتماء أيمن يسري إلى مدرسة معينة يبقى ضربًا من الكلام.
وفي الأسفل، تطالعنا مجموعة من الوجوه الشاحبة التي يحول بينها وبين بؤرة اللوحة اللون الغديري (نسبة إلى لون الغدير)، وهو ما يمكن ربطه باللوحة، حيت تتميز ثقافة ما بعد الحداثة، عند أيمن يسري، أو عند الكثير من المفكرين، كونها ثقافة الحشد والاغتراب، وهو ما يناقشه مافيزولي في كتابه «تأمل العالم في فصل معنون بالنقاش الجمعاني».
لا يمكن أن ندعي أن قراءتنا هي الواحدة والوحيدة، وهذا لن يقوم به إلا مغرور أو جاهل بموقعه في حركة التاريخ. لكن يمكن أن نقول إن هذه القراءة الأقرب، مع العلم أننا تجاهلنا قراءة أخرى، نظرًا لغياب مكونات دالة على محوريتها في اللوحة، كحضور ثيمة المرأة «المركز» والجنس، وبحثنا عن الرؤية والعبقرية لدى الفنان أيمن يسري، كان من أجل استجلاء الفن كموقف من العالم عند أيمن يسري. فهو موقف متوجس من ما بعد الحداثة، ومن التقنية التي تغلغلت في النسيج الاجتماعي للأفراد. غير أن هذا التخوف بنظري عند الفنان أيمن يسري، نظرًا لما استشفه من لوحاته الأخرى، ليس رفضًا للتقنية بالمرة والمطلق، وهو ما لا يجب فهمه من لوحاته، بل هو رفض للمضمون الذي تمرره التقنية والسياقات التي توظف فيها التقنية. فرفضه لقيم العلم ليس رفضًا للعلم في حد ذاته، بل للقيم التي قد توظف ضد أهداف هذا الأخير النبيلة.
ما أخلص إليه من خلال تتبعي لأعمال هذا المتفرد، هو أن الإنسان تدفعه غريزته للبقاء، وتدفعه الروح الخلاقة للإبداع، لذلك سيساهم الفن بقتلنا من أجل تحقيق غاية نبيلة هي الوصول إلى الكمال.



ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

أفلاطون
أفلاطون
TT

ما بال العالم كله ينعم بالسلام ونحن من حرب لحرب؟

أفلاطون
أفلاطون

في اليوم العالمي للتسامح الذي صادف أمس، ينبغي لنا، نحن العرب تحديداً، أن نتساءل: ما بال العالم كله ينعم بالسلام ويتقلب في رغد العيش، ونحن نخرج من حرب لنلبس لأمة الحرب من جديد؟ وإن كانت أوكرانيا قد خرقت القاعدة، إلا أن الأعم الأغلب من دول العالم يعيش حياة طبيعية، تختلف عما نراه في أفلام السينما. بمناسبة اليوم، سنمر بمحطات تاريخية ذات علائق بالموضوع، ولعل أول رمز للتسامح في تاريخ الفكر هو سقراط، كما تجلّى في محاورات تلميذه أفلاطون، وتجلّت معه روح التسامح في أسلوبه الحواري كجزء من بحثه عن الحقيقة.

في المحاورات، كان متسامحاً للغاية مع محاوريه، ويدعوهم للسعي وراء الحقيقة أينما انطلق بهم هذا السعي. ولطالما شجّع خصومه على تفنيد كل ما يقول، وأن هذه هي الطريقة المُثلى للكشف عن وجه الحقيقة. وفي إحدى المحاورات يصف نفسه بأنه يبتهج بدحض الآخرين لأقواله أكثر من ابتهاجه بدحضه أقوال الآخرين، لأن النجاة من الشر خير من إنقاذ الآخرين.

السعي وراء الحقيقة، بالنسبة إلى سقراط، مرتبط بالعقل المنفتح، وهذا الشكل من التسامح الحواري يفترض بالطبع أن يؤدي إلى رؤية موحدة للحقيقة. لا بد أن تشعر في بعض الأحيان بأن تسامح سقراط مبالغ فيه للغاية، لكن ربما هذا هو أساس فكرة «المحاورات»، أن تخلق الإنسان الكامل المرجعي في كل شيء، مع أننا نعلم أنه في النهاية إنسان، ولا بد أن يكون غضب ذات مرة، بل مرات.

محطة التسامح الثانية يمكن أن نراها واضحة وأكثر تطوراً في رواقية إبكتيتوس وماركوس أوريليوس وسينيكا، فالفكرة الرواقية هي وجوب التركيز على تلك الأشياء التي يمكننا التحكم فيها، مثل آرائنا وسلوكياتنا، مع تجاهل تلك الأشياء التي لا يمكننا التحكم فيها، وخاصة آراء وسلوكيات الآخرين. ترتبط الفكرة بالاستسلام واللامبالاة، كما هو واضح في حالة إبكتيتوس، الذي قد يفسر وضعه الاجتماعي نصائحه بالتحرر الذهني، لا الجسدي، فقد نشأ مستعبداً عند الرومان.

بطبيعة الحال، صبر المستعبد ليس مثل تسامح المتسامح الذي يملك القدرة على الرفض، قدرة لا يمتلكها المستعبد، فالتسامح فضيلة القوي، كما يقول الإمبراطور ماركوس أوريليوس. وقد يرتبط الأمر بفضائل أخرى مثل الرحمة والإحسان، غير أن نظرة الرواقيين إلى التسامح لا تصل إلى درجة احترام الاستقلالية وحرية الضمير، كما الحال في الليبرالية الحديثة، إذ لم تكن الحياة السياسية الرومانية متسامحة مثل الحياة السياسية الحديثة، وعلى الرغم من أن «تأملات» ماركوس تحتوي على نصوص كثيرة تستحضر روح التسامح، فإن ماركوس نفسه كان مسؤولاً بشكل شخصي عن سحق واضطهاد المسيحيين في زمنه.

ولم يصبح التسامح موضوعاً جدياً للاهتمام الفلسفي والسياسي في أوروبا حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر، بل قبل ذلك خلال عصر النهضة والإصلاح في القرنين الخامس عشر والسادس عشر رفع الإنسانيون من مثل إيراسموس ودي لاس كاساس ومونتين شعار استقلالية العقل البشري ضد دوغمائية الكنيسة التي كانت توقد نيران محاكم التفتيش وتلقي بالناس فيها وتقتل المخالف.

في أعقاب الانقسامات التي خلّفها مشروع الإصلاح اللوثري والإصلاح «الكاثوليكي» المضاد، دُمرت أوروبا بسبب الحرب التي أثيرت باسم الدين، حروب بلغت ذروتها في حرب الثلاثين عاماً (1618 - 1648). بسبب هذه الحرب الشنيعة، وكل الحروب كذلك، أدرك العلماء والحكماء حجم القوة التدميرية الكامنة في التعصب، فنهضوا لاجتثاث ذلك التدمير من خلال استعادة نصوص التسامح وإعادة النظر في العلاقة بين المعتقد الديني والسلطة السياسية.

لافونتين

وكان هناك تأثير ثقافي للتيار الذي قام من أجل تعريف معنى السيادة وتطهير الدين في بريطانيا مما علق به خلال الحروب الأهلية البريطانية (1640 - 1660)، ويضاف إلى كل ذلك تكاثر المعلومات عن الاختلافات الثقافية مع بداية عهد الرحلات واكتشاف العالم، وكان لاكتشاف الصين تحديداً أعظم الأثر، فقد صُدم المسيحيون صدمة فكرية عنيفة عندما وجدوا شعباً أخلاقياً لا يؤمن بدين، بمعنى أنهم وصلوا إلى أن الدين ليس مصدر الأخلاق. ورفع الإنسانيون في حركة الإصلاح شعاراً يقول: هل لديكم معرفة منقولة عن الله معصومة من الخطأ تبرر قتل من يُتهم بالزندقة؟ ولم يلبث هذا القلق بشأن قابلية الإنسان للخطأ أن فتح الطريق إلى ما يعرف باسم «التسامح المعرفي»، ومع اقتران الاعتراف بقابلية الإنسان للخطأ وانتقاد السلطة الكنسية، نشأت أشكال جديدة وأكثر عمقاً، من التسامح السياسي. وأخذ التسامح في القرن السابع عشر صورة الممارسة العملية في أجزاء معينة من أوروبا.

ربما حدث هذا نتيجة زيادة التجارة والحراك الاجتماعي. وصاغ سبينوزا حجة للتسامح ترتكز على 3 دعاوى، أولاً، تقييد حرية الفكر مستحيل. ثانياً، السماح بحرية الفكر لا يمس بسلطة الدولة. وثالثاً، يرى سبينوزا أن السلطة السياسية يجب أن تركز على التحكم في الأفعال، وليس على تقييد الفكر. هذا التركيز على الفرق بين الفكر والفعل أصبح قضية جوهرية في مناقشات المفكرين اللاحقة حول التسامح، خصوصاً عند لوك، وميل، وكانط. ويمكن العثور على صورة مختلفة إلى حد ما عن رؤى سبينوزا الأساسية في رسالة لوك الشهيرة حول التسامح (1689)، وهي مقالة كتبها أثناء منفاه في هولندا. وتركز حجة لوك بشكل خاص على الصراع بين السلطة السياسية والمعتقدات الدينية. لقد عبّر عن وجهة نظر مبنية على دعواه بأنه من المستحيل على الدولة فرض المعتقد الديني بالإكراه. وقال إن الدولة يجب ألا تتدخل في المعتقدات الدينية التي يختارها الأفراد، إلا عندما تؤدي هذه المعتقدات الدينية إلى سلوكيات أو مواقف تتعارض مع أمن الدولة. رسالة جون لوك اليوم لا تزال هي المانيفستو الأساس لكل مطالب التسامح، رغم أنها لم تكن كاملة في البداية.