الجيش والمقاومة الشعبية يحرزان تقدمًا بمحافظة مأرب.. وعمليات استباقية على الحدود الجنوبية

قصف جوي على مقر أمني بمحافظة حجة.. وغارات على صنعاء في ذكرى سيطرة الحوثيين عليها

سحب الدخان تتصاعد من مواقع حوثية جراء ضربات جوية من قبل قوات التحالف في صنعاء في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
سحب الدخان تتصاعد من مواقع حوثية جراء ضربات جوية من قبل قوات التحالف في صنعاء في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش والمقاومة الشعبية يحرزان تقدمًا بمحافظة مأرب.. وعمليات استباقية على الحدود الجنوبية

سحب الدخان تتصاعد من مواقع حوثية جراء ضربات جوية من قبل قوات التحالف في صنعاء في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)
سحب الدخان تتصاعد من مواقع حوثية جراء ضربات جوية من قبل قوات التحالف في صنعاء في وقت مبكر أمس (أ.ف.ب)

أحرز الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية اليمنية أمس الاثنين تقدمًا نحو المواقع الخاضعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة مأرب.
وقالت مصادر من المقاومة «إن المقاومة تقدمت في جبهات القتال وسيطرت على التباب الواقعة في سد مأرب وتبة ماهر في جبهة المخدرة وقطعت طرق إمداد الحوثيين وقوات صالح من وإلى جبهة صرواح جنوب غربي مأرب»، وأشارت المصادر حسب وكالة الأنباء الألمانية إلى أن «الجيش والمقاومة يحاصران معسكر ماس في جبهة الجدعان شمال مأرب».
يذكر أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبة قد بدأوا الأسبوع الماضي، عملية برية واسعة بدعم من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، لتحرير حدود مأرب من الحوثيين وقوات صالح.
من جهة ثانية نجحت قوات التحالف في استهداف تجمعات واليات تابعة للحوثيين على الحدود الجنوبية. وهناك محاولات مستمرة من الحوثيين لإرسال آلياتهم ودباباتهم باتجاه الحدود السعودية لكن القوات البرية قامت باستهداف تجمعاتهم وتحركاتهم خلال عملية استباقية.
في غضون ذلك استهدفت غارتان لطائرات التحالف أمس تجمعين أحدهما بشري والآخر تجمع للآليات العسكرية بالطلعة الحمراء غرب مأرب، واستهدفت غارة أخرى سيارة تابعة للحوثيين بمنطقة الفاو جنوب غربي مأرب.
وقالت مصادر لوكالة مأرب «إن الغارات استهدفت تجمعا للآليات العسكرية بمنطقة الطلعة الحمراء وتجمع لمسلحي الحوثي وصالح بذات المنطقة». واستهدفت غارة أخرى مركبة تابعة للحوثيين بالفاو بالجبهة الجنوبية الغربية.
إلى ذلك أفادت مصادر صحافية وطبية يمنية، أمس الاثنين بمقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 20 آخرين جراء غارات جوية شنها طيران التحالف على أحد مباني الأمن في محافظة حجة الحدودية مع السعودية (123 كلم شمال غربي صنعاء).
وقالت مصادر في حجة «إن غارة جوية استهدفت إدارة أمن مديرية الشغادرة الواقعة في قبضة الحوثيين وهي خالية من الناس». يشار إلى أن محافظة حجة هي من أكثر المحافظات التي استهدفها طيران التحالف بعد محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، وأدى ذلك إلى نزوح آلاف من سكان المنطقة إلى مخيمات بعيدة عن المواقع المستهدفة.
وشن طيران التحالف أمس الاثنين غارات على مواقع للحوثيين وحلفائهم في صنعاء حيث يحتفل المتمردون بالذكرى الأولى لسيطرتهم على العاصمة اليمنية. وتأتي الغارات الجديدة فيما تستمر القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في حملتها البرية بمحافظة مأرب الاستراتيجية في وسط البلاد مدعومة من آلاف الجنود من دول التحالف، وذلك بهدف الزحف لاستعادة العاصمة.
وما زال الحوثيون يسيطرون على صنعاء رغم خسائرهم والغارات اليومية التي يشنها طيران التحالف وخسارتهم في جنوب البلاد لا سيما طردهم من عدن، ثاني أكبر مدن البلاد.
وشن الطيران غارات صباح الاثنين على مخازن للسلاح ومواقع عسكرية لقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين في جبل نقم المطل على صنعاء.
كما شن الطيران غارة على منزل الكحلاني النائب العضو في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق الذي يحظى بولاء قسم كبير من قوات الجيش والأمن في البلاد.
وفي مأرب، قتل عدد من المسلحين الحوثيين وقوات صالح في غارات وقصف مدفعي ومواجهات مع قوات الجيش الموالي للحكومة والتحالف العربي في شمال وغرب مدينة مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية بحسب ما أفادت مصادر عسكرية. وأكدت المصادر أن القتلى والجرحى سقطوا في معسكر ماس بشمال مأرب ومنطقة مجزر وصرواح والجفينة.
من جهته، أكد زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في كلمة بمناسبة مرور سنة على سيطرة حركته على صنعاء، الترحيب بشروط بحل سلمي للأزمة.
وقال تزامنا مع إرسال وفد من الحوثيين وحزب صالح إلى مسقط للمشاركة في محادثات مع الأمم المتحدة «نؤكد الترحيب بأي مساع للحلول السلمية بالقدر الذي لا يمس بالسيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاق ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة».
ويأتي ذلك فيما تحاول الحكومة ترسيخ حضورها في المناطق التي تم طرد الحوثيين منها، لا سيما في عدن، كبرى مدن الجنوب.
وقد نقلت الحكومة رسميا مقرها الأسبوع الماضي من الرياض إلى عدن وسط تكهنات بعودة وشيكة للرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي من العاصمة السعودية إلى الأراضي اليمنية.
وقال رئيس الوزراء خالد بحاح في كلمة مع قادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن إن «مرحلة إعادة البناء هي الأهم» بعد «تحرير» عدن والمناطق الجنوبية.
وأضاف: «الآن لدينا فرصة ذهبية» لإعادة بناء القوات المسلحة على أسس وطنية، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة دمج المقاتلين الذي حاربوا الحوثيين في الجنوب في «الجيش الوطني» الموالي لها.
وفي 21 سبتمبر (أيلول) 2014 سيطر الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء مستفيدين من دعم أو تواطؤ من قسم كبير من الجيش اليمني الذي ظل مواليا لعلي عبد الله صالح.
وأتت السيطرة على صنعاء بعد حملة توسعية انطلق فيها الحوثيون الذي ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي من معاقلهم في صعدة بشمال البلاد، وسيطروا فيها على معاقل خصومهم التقليديين في شمال صنعاء.
وبعد صنعاء، سرعان ما تمدد الحوثيون باتجاه الجنوب ووصلوا إلى عدن التي كان الرئيس هادي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقل إليها من صنعاء.
ومع وصول المتمردين إلى عدن، أطلق تحالف يضم عشر دول تقريبا بقيادة السعودية، في 26 مارس عملية عسكرية ضد الحوثيين ودعما لشرعية هادي الذي انتقل إلى الرياض. والعملية التي كانت جوية في بدايتها، تحولت إلى برية مع مشاركة آلاف الجنود، لا سيما من دول الخليج، في المعارك ضد المتمردين دعما لقوات هادي على الأرض.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).