العواصف والوفيات تقلص عدد المهاجرين الى اليونان

خفر السواحل ينقذ 97 لاجئًا سوريًا من قاربين.. وعدد المفقودين غير معروف

سار مئات المهاجرين بطول طريق سريع في إسطنبول بتركيا في مسعى للوصول إلى مدينة أدرنة في غرب تركيا أثناء محاولتهم الذهاب إلى اليونان سيرا على الأقدام أمس (أ.ف.ب)
سار مئات المهاجرين بطول طريق سريع في إسطنبول بتركيا في مسعى للوصول إلى مدينة أدرنة في غرب تركيا أثناء محاولتهم الذهاب إلى اليونان سيرا على الأقدام أمس (أ.ف.ب)
TT

العواصف والوفيات تقلص عدد المهاجرين الى اليونان

سار مئات المهاجرين بطول طريق سريع في إسطنبول بتركيا في مسعى للوصول إلى مدينة أدرنة في غرب تركيا أثناء محاولتهم الذهاب إلى اليونان سيرا على الأقدام أمس (أ.ف.ب)
سار مئات المهاجرين بطول طريق سريع في إسطنبول بتركيا في مسعى للوصول إلى مدينة أدرنة في غرب تركيا أثناء محاولتهم الذهاب إلى اليونان سيرا على الأقدام أمس (أ.ف.ب)

أعلن خفر السواحل اليوناني أنه أنقذ اثنين وخمسين لاجئا سوريا أمس بعد غرق قارب بين السواحل التركية وجزيرة ليسبوس اليونانية، فيما قام قبل ساعة واحدة من هذا الحادث بإنقاذ 45 سوريا بعد أن غرق قاربهم هم الآخرون، أي بإجمالي 97 لاجئا.
ووفقا لوزارة البحرية التجارية اليونانية، فإن في الحادث الأول، انقلب زورق قابل للنفخ في المياه الإقليمية التركية قبالة ساحل ليسبوس ولم يعرف بعد العدد الدقيق للركاب، وبدأت التحقيقات لتحديد عدد الناجين الذين تم نقلهم إلى الميناء اليوناني. وفي الحادث الثاني عثر على حطام القارب وتم إنقاذ 52 سوريا بينهم أطفال ونساء وتم نقلهم إلى ميناء موليفوس اليوناني وهم جميعا بصحة جيدة وفقا للبيان.
في غضون ذلك، تعرض المئات من اللاجئين في العاصمة أثينا إلى مأساة ومعاناة حقيقية أمس عندما بدأت عاصفة شديدة ممطرة مع البرق والغيوم الداكنة، حيث تعرض هؤلاء اللاجئون لأزمة حقيقية جراء نومهم في العراء في الميادين والشوارع العامة في أثينا.
وفي ميدان فيكتوريا وسط العاصمة، سارع اللاجئون المقيمون في الميدان منذ أسابيع بعد أن تحطمت خيامهم الصغيرة إلى النزول في محطة مترو الأنفاق بالميدان، وأيضا البقاء تحت مظلات المحلات المجاورة كي تقيهم الأمطار الشديدة، فيما سمع صراخ الأطفال نتيجة البرق والرعد الذي استمر لساعات طويلة أمس الاثنين. وسارع المراقبون بانتقاد الحكومة حيال هذا الملف، حيث كانت الحكومة اليسارية قد أغلقت مراكز للاجئين في بداية توليها السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، وذكرت أن هذه المراكز غير قانونية فيما تركتهم في الشوارع يعانون هذه المعاناة.
من جهة أخرى، تراجع عدد القوارب والسفن التي تحمل لاجئين سوريين ومهاجرين، أقل من المعتاد من تركيا إلى شواطئ جزيرة ليسبوس اليونانية صباح أمس فيما تقترب عاصفة من الجزيرة وبعد وفيات في البحر سواء أمس أو خلال الأيام الماضية.
ووفقا للمصادر فإن ثلاثة قوارب فقط رست على الجزيرة التي تقع قرب الساحل التركي وهي بوابة للمهاجرين الذين يسعون للوصول للاتحاد الأوروبي - مقارنة بنحو عشرين قاربا في الأيام الأخيرة.
وخلال مطلع الأسبوع لقي 13 مهاجرا حتفهم في المياه التركية قرب ليسبوس عندما اصطدم قارب يحمل لاجئين في طريقه إلى اليونان بسفينة بضائع وانقلب، ووفقا لمصدر في خفر السواحل التركي فقد كان بين المتوفين ستة أطفال بينما جرى إنقاذ 20 آخرين.
وقال خفر السواحل اليوناني بأن طفلة يعتقد أن عمرها خمسة أعوام لقيت حتفها يوم السبت الماضي فيما يخشى أن 13 مهاجرا آخرين مفقودون على متن قاربهم الذي غرق قبالة ليسبوس. وجازف مئات الآلاف من المهاجرين وكثير منهم لاجئون سوريون وخاضوا الرحلة القصيرة المحفوفة بالمخاطر من تركيا إلى جزر اليونان الشرقية هذا العام، وفي كثير من الأحيان يقومون بهذه الرحلة في قوارب متهالكة، أو قوارب منفوخة تتحطم بسهولة.
في غضون ذلك، سار مئات المهاجرين بطول طريق سريع في إسطنبول بتركيا أمس في مسعى للوصول إلى مدينة أدرنة في غرب تركيا على حدود اليونان، وانتظر مهاجرون في محطات الحافلات في إسطنبول منذ يوم الثلاثاء الماضي في مسعى للسفر إلى أدرنة. وفرقت السلطات التركية صباح أمس حشدا من المهاجرين الذين كانوا ينتظرون في محطة حافلات قبل أن يبدأوا السير في اتجاه المدينة، وأوقفت قوات الأمن التركية أكثر من ألف مهاجر في إسطنبول وأدرنة يوم الثلاثاء الماضي أثناء محاولتهم الذهاب إلى اليونان سيرا على الأقدام.
وتواجه أوروبا تدفقا لمئات آلاف اللاجئين الفارين من الحرب ومعظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، ومهاجرون غير نظاميين من جنسيات أخرى يبحثون عن حياة أفضل، وهم يستقلون الزوارق والقوارب من تركيا إلى اليونان، ثم يعبرون دول البلقان، أملا في الوصول إلى بقية دول أوروبا الغنية.
يذكر أن الرئيس اليوناني بيريكوبوس بافلوبولوس سوف يشارك في القمة الأوروبية المخصصة لملف الهجرة واللاجئين غدا يرافقه الوزير المختص بملف الهجرة واللجوء، وكان هذا قد تم الاتفاق عليه مع زعيمي سيريزا ألكسيس تسيبراس والديمقراطي الجديد ايفانجيلوس ميماراكس قبل الانتخابات العامة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.