وزير الداخلية والبلديات اللبناني: وسط بيروت مفرغ عن سابق تصور وتصميم

نهاد المشنوق يؤكد أنّ العاصمة ليست يتيمة وسيمنع بحزم التعرض لأي ملك عام أو خاص

وزير الداخلية والبلديات اللبناني: وسط بيروت مفرغ عن سابق تصور وتصميم
TT

وزير الداخلية والبلديات اللبناني: وسط بيروت مفرغ عن سابق تصور وتصميم

وزير الداخلية والبلديات اللبناني: وسط بيروت مفرغ عن سابق تصور وتصميم

لدى جولته على مركز الاحتجاز المؤقت التابع للأمن العام، أعلن نهاد المشنوق وزير الداخلية والبلديات اللبناني، أنّ "أهم ما يناضل من أجله الإنسان هو الحرية، ورأينا كيف تتهاوى الأنظمة بسبب حجز الحرية".
وقال المشنوق: "جمعنا من الخزينة 55 مليون دولار و11 مليون دولار من المؤسسات الخاصة من أجل بناء مركز احتجاز يضم ألف موقوف". مضيفًا "نحاول تحسين صورة لبنان في معاملته مع المحتجزين والمسجونين وفقا للدستور والقوانين". مشيرًا إلى أنّه يعرف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم "منذ 25 عاما ولم نختلف يوما في المواطنية".
وفي حديثه عن النازحين، أفاد المشنوق بأنه "لم يستطع أي بلد استيعاب لاجئين بقدر 30 في المائة من عدد سكانه في عامين فقط"، وتابع "أنّ أزمة النازحين أصبحت عالمية وتتخبط بها الدول الاوروبية وكان للأمن العام دور كبير في تسهيل أمورهم"، مشيرًا إلى أنّ "الأمن العام قبل عهد اللواء ابراهيم كان اختصاصه الاول أن يجمع المعلومات". مؤكّدًا أنّ "التعاون كان كبيرًا في السنة والنصف السنة الماضية مع الأمن العام والتماسك الوطني تحدى الإرهاب"، كما لفت إلى أنّ "الأجهزة الثلاثة، الامن العام وقوى الامن الداخلي والجيش، تتعاون بجدية وحققت عمليات استباقية".
واستطرد المشنوق "تمتلئ بيروت بكلام الباطل الذي يراد به باطلا، وشهادتي برفيق الحريري نازفة بجراح لا تلتئم. نشهد لغة شتائم لبيروت وحملات مغرضة على من عمّرها وهذا ليس سوى استكمال للمشروع الأمني الذي اغتال الرئيس الحريري"، مؤكدا أنّ "وسط بيروت مفرغ عن سابق تصور وتصميم".
وأكّد أنّ بيروت ليست يتيمة وسنمنع بحزم، بمشاركة الاجهزة الامنية، أي تعرض لأي ملك عام أو خاص فيها. "واحترم وأقدر الحراك الشبابي"، داعيًا إلى "الرأفة ببيروت ولبنان وشبابه الذين يريدون وطنا بحق".
وشهد وسط بيروت قرب مجلس النواب أمس، تظاهرة ضدّ السلطة السياسية، ضمّت الآلاف من اللبنانيين، على الرغم من التدابير المشددة التي فرضتها القوى الأمنية في محيطه، مطالبين باجراء انتخابات نيابية و"استعادة البرلمان" من القوى الممثلة فيه.
وشهد الشارع المؤدي من ساحة الشهداء باتجاه مداخل ساحة النجمة حيث مقر البرلمان، حالات تدافع بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد دعوة اسعد ذبيان أحد الناشطين في حملة "طلعت ريحتكم" المتظاهرين إلى "استعادة البرلمان" من القوى السياسية.
وآخر انتخابات رئاسية شهدها لبنان، كانت عام 2009، ودفع الانقسام السياسي الحاد والتوترات الأمنية المتقطعة التي شهدتها البلاد على خلفية النزاع في سوريا، بالنواب لتجديد ولاية المجلس لمرتين متتاليتين حتى يونيو (حزيران) 2017.
وبدأت تحركات الشارع اللبناني احتجاجًا على أزمة النفايات التي تكدّست في الشوارع ومحافظة لبنان، قبل شهر، مطالبة برفع النفايات أولًا، وتطوّرت المطالب بعدها إلى وقف الفساد والهدر ومحاسبة المسؤولين عن الشلل الذي يعتري ادارات الدولة.
ولبى الآلاف دعوة حملة "طلعت ريحتكم" أبرز مجموعات الحراك المدني للمشاركة في التظاهرة التي انطلقت من منطقة برج حمود في شمال العاصمة باتجاه وسط بيروت، للمطالبة باستقالة وزير البيئة "لتقاعسه عن القيام بمهامه" وانتخاب برلمان جديد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.