أبرز العشائر في شمال شرقي لبنان

أبرز العشائر في شمال شرقي لبنان
TT

أبرز العشائر في شمال شرقي لبنان

أبرز العشائر في شمال شرقي لبنان

* الطابع الغالب للشيعة في منطقة بعلبك–الهرمل (البقاع الشمالي) عشائري، بخلاف الطابع الفلاحي الزراعي للعائلات الشيعية في جنوب لبنان. ووفق المصادر التي يعتد بها تقسم عشائر البقاع الشمالي، وكذلك بلاد جبيل في جبل لبنان، إلى قسمين: شمصية (آل شمص، آل علّوه، آل دندش، آل علام، آل عواد، آل ناصر الدين، آل علاء الدين)، وعشائر زعيترية (آل زعيتر، آل جعفر، آل نون، آل أمهز، آل المقداد، آل الحاج حسن، آل شُرَيف، آل رباح). وتنتمي هذه العشائر بقسميها إلى عصبية عامة وموسعة، تعرف بالعشائر الحمادية، نسبة لآل حمادة. والحمادية هي صيغة سياسية توحد الأفخاذ الشمصية والزعيترية حول جب عبد الملك من عشيرة آل حمادة صاحبة الموقع السلطوي (المشيخة)، ولذا حملت الأفخاذ العصبية هذه اسم «الحمادية». وهنا أبرز هذه العشائر:
* آل حمادة (الحمادية): من أهم العشائر في شمال شرقي لبنان، كان نفوذها الإقطاعي واسعا يمتد إلى شمال لبنان. مركز زعامتها التقليدية مدينة الهرمل، ومن أشهر أبنائها الرئيس صبري حمادة (1902–1976)، أحد أبطال الاستقلال اللبناني، ورئيس المجلس النيابي اللبناني مرارا، ونجله الوزير الراحل ماجد حمادة.
* آل جعفر (الجعافرة): تعد مع آل زعيتر من أكبر العشائر تعدادا، ويمتد انتشارها من القصر ووادي فيسان في جرود الهرمل بأقصى شمال البقاع الشمالي (منطقة بعلبك–الهرمل)، حتى بلدة دار الواسعة جنوبا. ولها وجود في مدينة بعلبك (حارة الشراونة)، كبرى مدن البقاع الشمالي.
* آل دندش (الدنادشة): من العشائر النافذة والمقاتلة، مركز زعامتها وادي النيرة في جرود الهرمل، ولها وجود في الهرمل والعين. وهي وإن كانت ليست بالحجم العددي الموازي لآل جعفر وآل زعيتر فإنها تمتعت تاريخيا بمكانة وهيبة بين العشائر. منها الزعيم العشائري الراحل «أبو مشهور» مصطفى طعان دندش، وبعده النائب فضل الله دندش.
* آل زعيتر (الزعيترية): من أكبر العشائر، وهي تمتد في كل من البقاع الشمالي من القصر قرب الحدود السورية وجنوبا إلى عدة مناطق في البقاع الشمالي، كما في مناطق من جبل لبنان. من أبرز شخصياتها غازي زعيتر وزير الأشغال العامة الحالي (ووزير الدفاع السابق)، ووالده النائب السابق الراحل محمد دعاس زعيتر.
* آل علّو (أو علّوه): من العشائر القوية والنافذة في منطقة بعلبك – الهرمل، مع أنها، كآل دندش، أقل تعدادا من آل جعفر وآل زعيتر. من أهم مواقع حضورها وادي الرطل ومدينة الهرمل.
* آل ناصر الدين: من العشائر الكبيرة في منطقة بعلبك الهرمل، ولها مكانتها المحسوبة بين العشائر. من أهم مراكز سكناها مدينة الهرمل وفي وادي شربين وزغرين وبريصا.
* آل شمص: عشيرة كبيرة وقوية في منطقة بعلبك، من أهم مراكزها بلدة بوديه (بوداي)، وكذلك مدينة الهرمل وبلدتا الخرايب وشعث.
* آل أمهز: عشيرة كبيرة وقوية، منها النائب السابق في البرلمان عبد المولى أمهز. من أكبر مراكزها بلدة نبحا، ولها وجود في بلدة اللبوة.
* آل حمية: عشيرة كبيرة من عشائر الهماوند الكردية الأصل، مع عشيرة آل مشيك وفروعها. مركز هذه العشيرة الأساسي بلدة طاريّا، ومركز آل مشيك بلدة بيت مشيك. ومن فروع آل مشيك آل الضِّيقة ومنهم وفاء الضِّيقة حمزة، إحدى أول وزيرتين في تاريخ لبنان.
* آل المقداد: من العشائر المهمة القوية، من أهم مراكزها بلدة مقنة في شرق قضاء بعلبك، وبلدة لاسا في بلاد جبيل بجبل لبنان. منهم الوزير السابق الراحل حسن المقداد.



«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)

ارتبط مسمى «حزب الله» بنوعين؛ أعلام صفراء في لبنان، وحسن نصر الله أمين عام حزب الله، لبنان، لكن النوع العقائدي الأكبر خطورة يسير في دماء العراق، حزب هو بذات الاسم، عقائديون أكبر أثراً في سفك الدماء، حيث يرعون الأمر أكبر من مجرد حزب أصفر له الضاحية الجنوبية في لبنان؛ مسكن ومقر ومشيعون.
بين دجلة والفرات، حزب يسمى كتائب «حزب الله العراق»، له أكثر من 13 عاماً وهو في تشكيله الحالي، ليس بالهين عوضاً عن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي أخذت كل الوهج الإعلامي كونها مرتبطة بنظام إيران، لكن «حزب الله العراق» وكتائبه تمر في أزقة السواد وبأخطر من دور ميداني تمارسه «الحشد الشعبي»، لأن العقائدية ونشرها أشد خطورة من ميدان يتقهقر فيه الأضعف، نظراً للضربات الآمنة التي يقودها الحلفاء أولو القوة من غرب الأرض لوقف تمدد النزيف، دائماً ما يكون مصنع الوباء يمر بحزب الله العراق.

قبل أشهر، كان الحزب تعرض لواحدة من أعنف الغارات على مواقعه، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي في العراق، وقتل فيها جنديين أميركيين وبريطانياً، وجاء الرد خلال ساعات قليلة بفعل غارات أميركية - بريطانية مشتركة، ضد منشآت لميليشيات حزب الله العراقي في محافظتي بابل وواسط ومنطقة سورية محاذية للحدود العراقية.
نظرة سريعة على حزب الله العراق، من التاريخ، كان عماد مغنية (قتل في 2008 بغارة إسرائيلية في دمشق) الإرهابي اللبناني التابع لإيران، وحزب الله لبنان، كان أحد صنّاع هيكل هذا الحزب في العراق، حيث بدأ في العمل وفقاً لتوجيهات وأوامر نظام الملالي في تكوين حزب يشبه حزب الله اللبناني، وهو ما يبدو أن الأوامر جاءته في تجويد هذا الحزب ليكون بذراعين: عسكرية وعقائدية، ويبدو أن مغنية تجاوز أخطاء عديدة في تشكيل ووهج حزبه اللبناني، فصنع بهدوء هيكلة مختلفة للحزب، جعلت كل المساجد والحسينيات وقوداً يضخ فيها البذور التي يرغبها أولو العمائم.
ظهر الحزب بحضوره الأول بقوام تجاوز 4 آلاف شخص، منتمين بعضويات عدة داخله، وتنامى العدد حتى قبل تصنيف الولايات المتحدة له كـ«تنظيم إرهابي»، لكنه جعل دوره التسويقي للحشد والتنظيم أكبر من مجرد عسكرة، بل فكرة أكثر ارتباطاً في نشر آيديولوجيا عبر مواقع عدة، ومنها تفريخ عناصر في قطاعات مهمة داخل العراق؛ منها وزارة التعليم ووضع لبنات التعاون مع أحزاب دينية؛ منها «الحزب الإسلامي» الذي يتغذى بمنهج الإخوان المسلمين.
ربما ما يدور أن الحزب هو جزء في تكوين «الحشد الشعبي» لكن ذلك يمر بتقاطعات، حيث يشير عبد القادر ماهين، المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، إلى أن الحزب يظهر كونها جزءاً من تكوين الحشد، لكنه جزء يصنع الكعكة الميليشياوية ويشارك في تسميمها ويعمل على توزيعها في المناطق المجاورة.
يشير ماهين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا أمين عاماً للحزب أسوة بحزب الله اللبناني، حيث يظهر فيه حسن نصر الله، مبرراً ذلك أن الفرق بين تكوين الحزبين هو الحاجة والدور، حيث يتمركز في جنوب العراق بعتاد عسكري، له هدف في وضع حضور طاغٍ يحاول تفخيخ الحدود، لأن الهدف يرتبط مع إمبراطورية إيران الكبرى الممتدة، ولا يظهر له الأثر السياسي كممثلين له كما هو الحزب اللبناني ليكون أثره في تشكيل الحكومات والبرلمانات.

إذن ما الدور الذي يلعبه الحزب؟

الحزب كما يرى ماهين، أنه ذو دور عسكري في الأصل، لكن الترتيبات ما بعد 2009 جعلته أكثر قدرة في تكوين فريق احتياط عسكري ليس أكثر وفق الحاجة، يدعم التوجهات والسياسات الإيرانية، لكن ما أخل بتلك القاعدة مشاركته المباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح أكثر من 4 أو 5 آلاف جندي مشاركين في السيطرة على مدن سورية تحت إمرة إيران في سوريا التي تتشكل من 4 فصائل مسلحة.
الحزب ليس عسكرياً فقط؛ كان ولا يزال صاحب دور في الترويج العقائدي، وتصوير الحضور الإيراني بشكل إيجابي مزعوم، إضافة إلى عمله الاقتصادي، حيث يدخل عناصره الكبرى في مفاصل مهمة في الاقتصاد العراقي، من شركات اتصالات وشركات نفطية، وأخرى ذات علاقة بقطاع الطيران، وإدارة المطارات والمنافذ، وبعض الأشخاص أبرزهم هادي العامري الذي كان صاحب صولات وجولات حين حمل حقيبة وزارة النقل العراقية في وقت سابق، وكان أبرز مهددي الاستمرار الكويتي في بناء ميناء مبارك الكبير، حيث هددت كتائب الحزب الشركات من الاستمرار بالعمل، وحينها ظهر العامري بأن ذلك المشروع «يغلق القناة الملاحية لموانئ العراق».
مرحلة مختلفة ظهرت، حين عاودت الآلة العسكرية الحزبية لكتائب حزب الله العراق، بالعمل من خلف الصفوف، حيث كانت أبرز مهددي السفارات وأكثر ملغمي مسارات الحلول السياسية، بل ومن رمى بقادة العراق اليوم في تحدي أن يرضخوا أمام شعب بدأ في كراهية الحضور الإيراني، وكان الحزب أبرز علامات استهداف المتظاهرين في العراق في كل البلاد، بغية كسر حدة السيوف الشعبية لتصبح مجرد مقبض دون رأس حربة كي يحافظ الحزب على الوجود الإيراني، خصوصاً أنه أبرز متلقٍ للأموال من نظام إيران وأكثرها غناءً.
الدور الاقتصادي لكتائب حزب الله العراق أصبح أكثر وضوحاً، حيث كان أكبر المنتفعين في عام 2015، من «الفدية القطرية» التي وصلت إلى أكثر من مليار دولار، مقابل إطلاق سراح قطريين كانوا يقضون وقتهم في الصيد جنوب العراق، ورغم أن الأنباء قالت إن الخاطفين لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة القطرية ومعاونيهم الذي بلغ 28 شخصاً، كانوا من تنظيم «داعش»، لكن التقارير المسربة لاحقاً في بدايات 2016 حيث جرى تخليصهم وعودتهم إلى قطر، كانوا يتبعون لكتائب حزب الله العراق، وهو ما ينافي الرواية الرسمية القطرية التي تقول إنها دفعت المبلغ للحكومة العراقية.
الدور المستقبلي لن ينفك عن منهجية تتقاطع مع حزب الله اللبناني، حيث لدى الحزب اليوم الرؤى ذاتها، خصوصاً في اعتماد سياسة «افتعال الأزمات»، كي لا ينكسر الحضور الإيراني ونفوذه في المؤسسات الدينية وبعض السياسية، التي يجد فيها بعضاً من رجاله الذين يقبعون في سياسة تخفيف الضغط على النظام السياسي ومحاصصته التي تستفيد منها ميليشيات إيران في العراق، وما بعد مقتل قاسم سليماني، غربلة يعيشها الحزب الذي يجرب يوماً بعد آخر أسلوب التقدم خطوة بخطوة، مستفيداً من تكتيك الفأر في نشر طاعون على أرض هي الأهم لإيران.