دعا البابا فرنسيس أمس أمام حشد تجمع في «ميدان الثورة» في هافانا، الكوبيين إلى تقديم العون للأكثر ضعفًا وعدم «استغلالهم» ونبذ أي «آيديولوجية» في خدمة الآخرين.
وفي عظته في هذا القداس الاحتفالي، المحطة الأهم في زيارته لكوبا التي تستمر أربعة أيام، لم يتطرق البابا الأرجنتيني مباشرة إلى الوضع السياسي في الجزيرة أو العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال إن خدمة الآخرين: «لم تكن مطلقًا آيديولوجية لأنها لا تخدم الأفكار بل الأشخاص»، محذرًا من الطموح الشخصي ومقولة «كل لنفسه» في هذا الظرف الانتقالي أكان على الصعيد الاقتصادي أم السياسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ومن خلال الأعمال الواجب القيام بها كـ«مواطنين»، اعتبر البابا أن تقديم المساعدة «يعني الاعتناء بحالة الضعف. والاعتناء بأفراد ضعفاء من عائلاتنا ومجتمعنا وشعبنا. إنها الوجوه المعذبة، أشخاص بلا حماية يتألمون (..) أشخاص من لحم ودم مع حياتهم وتاريخهم وبخاصة ضعفهم».
و«ميدان الثورة» هو المكان الذي يحتفل فيه الكوبيون بعيد العمال تحت صور كبيرة للزعيمين الثوريين إيرنستو تشي جيفارا وكاميلو سينفويجوس المقامة على واجهة مبانٍ حكومية. وجرى تعليق صورة كبيرة أيضًا للسيد المسيح تحية للبابا.
وقال العامل في قطاع السياحة إنريكيه ميزا (32 عامًا) في طريقه لحضور القداس: «جاء فرنسيس ليبارك الرباط الجديد بين كوبا والولايات المتحدة»، في إشارة إلى التقارب الأخير بين البلدين الذي أسهم البابا في تحقيقه. وحسب وكالة «رويترز»، فإنه في الوقت الذي تنعم فيه الحكومة الكوبية بحرارة الزيارة التي تستمر أربعة أيام قد يستغل البابا الفرصة لانتقاد قادة البلاد الشيوعيين حيال مسألتي الديمقراطية وحقوق الإنسان. وكان من المتوقع أن يزور البابا الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل كاسترو(89 عامًا) في وقت لاحق أمس.
ووصل البابا إلى هافانا أمس، حيث حث الولايات المتحدة وكوبا على تعزيز المصالحة التي توسط فيها بينهما وشجع كوبا على منح مزيد من الحريات للكنيسة الكاثوليكية التي عادت للظهور كقوة في الجزيرة بعد أن عانت من القمع لعقود. وقال بنيتو إسبينوزا، من «ميدان الثورة» حيث وصل البعض منذ الساعة الثالثة فجرًا: «إن زيارته مدعاة للأمل في تطلعاتنا نحو التقدم»، مضيفًا: «نحن شعب متفائل، لكننا عانينا سنوات كثيرة».
ويقدر الكثير من الكوبيين للبابا دوره في المحادثات السرية مع الولايات المتحدة التي أدت إلى تقارب تاريخي في ديسمبر (كانون الأول) عندما تعهد الرئيس باراك أوباما بتطبيع العلاقات وإنهاء أكثر من نصف قرن من العداء. وسيسافر البابا من كوبا إلى واشنطن غدًا، حيث سيجتمع مع أوباما ويلقي كلمة أمام الكونغرس الأميركي وكلمة أمام الأمم المتحدة.
وسترحب كوبا بأي إدانة بابوية للحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها وما زال مستمرًا رغم تغيير سياسة أوباما، إذ إن الكونغرس الأميركي هو القادر على رفع الحظر. ويرفض الجمهوريون المهيمنون على الكونغرس دعوات أوباما لرفع الحظر. لكن حكومة كوبا ستكون حساسة أيضًا لأي انتقاد لنظام الحزب الواحد أو لقمع المعارضين.
وقال أليزاردو سانشيز رئيس الهيئة الكوبية لحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية، إن الشرطة اعتقلت بين 30 و40 معارضًا من أنحاء كوبا، وخصوصًا من سانتا كلارا وهافانا، لمنعهم من حضور المناسبات التي ستقام خلال زيارة البابا في حين تم توجيه إنذار أو تهديد لعدد مماثل.
وفي وقت لاحق أمس استقبل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو (89 عاما) البابا فرنسيس في منزله في هافانا لنحو نصف ساعة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي. وقال لومباردي إن الحديث بين الرجلين تم «في جو غير رسمي وودي للغاية» في حضور زوجة كاسترو داليا سوتو ديل فالي.
البابا يدعو من هافانا إلى نبذ الآيديولوجية في خدمة الآخرين
فيدل كاسترو استقبله في منزله وحديث «ودي للغاية» بينهما
البابا يدعو من هافانا إلى نبذ الآيديولوجية في خدمة الآخرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة