ياسين لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لنا بمشاورات في مسقط.. ولا تسوية مع القتلة

أكد أن استهداف منزل السفير العماني تم بواسطة صواريخ أرضية.. ودلالة مهمة لمشاركة هادي في قمة الأمم المتحدة

رياض ياسين، المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ترفع العلم اليمني أمس على أحد المواقع التي استردتها المقاومة من المتمردين الحوثيين بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
رياض ياسين، المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ترفع العلم اليمني أمس على أحد المواقع التي استردتها المقاومة من المتمردين الحوثيين بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
TT

ياسين لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لنا بمشاورات في مسقط.. ولا تسوية مع القتلة

رياض ياسين، المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ترفع العلم اليمني أمس على أحد المواقع التي استردتها المقاومة من المتمردين الحوثيين بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)
رياض ياسين، المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ترفع العلم اليمني أمس على أحد المواقع التي استردتها المقاومة من المتمردين الحوثيين بمحافظة مأرب (أ.ف.ب)

نفت الحكومة اليمنية علمها أو مشاركتها في أي مشاورات يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في العاصمة العمانية مسقط، حسبما أعلن ولد الشيخ، أمس.
وقال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني، لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية ليس لديها أي علم بشأن بهذه المشاورات، وأعرب عن اعتقاده بأنها ستكون مشاورات مع الأطراف التي يلتقي بها دائما المبعوث الأممي في صنعاء أو في مسقط، و«نعتقد أنهم ذهبوا لقضاء إجازة العيد في مسقط، ليس أكثر من ذلك». وقال وزير الخارجية اليمني إن الحكومة الشرعية ليس لديها علم بهذه المشاورات أو بأسماء من يشاركون فيها.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أفق التسوية السياسية في اليمن في ظل الحرب، قال ياسين إنه «لا يوجد شيء اسمه تسوية.. وهناك شيء اسمه الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)»، مؤكدا أن «الحكومة اليمنية والشرعية واليمنيين، لم يرتكبوا أي جرائم حتى ندخل مع هؤلاء في تسوية».
وأشار رياض ياسين إلى أن «ميليشيات الحوثي وصالح هي من قامت بالانقلاب وبقية الجرائم التي تجري والتي آخرها الساعات الماضية في تعز».
وقال وزير الخارجية اليمني إنه «لم تكن هناك أية مباحثات أو مشاورات سياسية مباشرة أو غير مباشرة مع الحوثيين، حتى يتم الحديث عن تسوية».
وأضاف ياسين أن الحديث بهذا الخصوص «غير صحيح وغير مطابق للواقع على الإطلاق». وأشار إلى أن كل ما كان يجري الفترة الماضية، هو «ببساطة أن هناك قرارا لمجلس الأمن الدولي (2216)، وميليشيات الحوثيين وصالح ملزمون بتنفيذه وتطبيقه، وهم يرفضون مجرد الاعتراف بالقرار أو التعامل معه منذ البداية وحتى اللحظة»، وإلى أنهم «تجمعوا، في البداية، في أحد فنادق سلطنة عمان ثم في أحد فنادق جنيف، ويذهب إليهم إسماعيل ولد الشيخ ليتشاور معهم، ثم يأتي إلى الرياض ليتشاور معنا».
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن الحوثيين «لديهم مطالب بشأن التسوية السياسية، غير واضحة ومبهمة»، مؤكدا أنه «لا يمكن أن تكون هناك تسوية سياسية مع أناس يرتكبون هذا العنف والقتل والذبح داخل اليمن.. وعندما يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بالكامل، وتعود الشرعية لتسيطر على كل اليمن، دون استثناء، حينها يمكن البدء في حوار سياسي حقيقي، قابل للتطبيق والتنفيذ ومقبول من جميع اليمنيين».
وتعليقا على مرور عام على احتلال الميليشيات الحوثية العاصمة صنعاء وإعلان الحوثيين يوم 21 سبتمبر (أيلول) من كل عام، عطلة رسمية، قال وزير الخارجية اليمني، الدكتور رياض ياسين إنه «شيء مثير للسخرية أن يحتفل الانقلابي الذي ارتكب كل هذه الجرائم والعنف والقتل بحق اليمنيين، بذلك والدماء ما زالت تسيل للأبرياء والضحايا في داخل تعز ومأرب، وقد سالت كثيرا في عدن وكل اليمن، وما زال المحتجزون والمعتقلون من القيادات والصحافيين والإعلاميين والنشطاء من أبناء الشعب، في سجون الحوثيين، ولو كان لديهم قليل من الحياء، لأفرجوا عن المعتقلين لديهم دون وجه حق».
وفي حين يغادر الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم (الاثنين) إلى نيويورك للمشاركة في قمة الأمم المتحدة، عد وزير الخارجية الدكتور رياض ياسين، أن مشاركة الرئيس هادي تعد «ذات دلالة رمزية غاية في الأهمية، حيث يذهب الرئيس هادي إلى هذه القمة الأممية ليؤكد على أن هذه الانتصارات الجمعية التي تحققت مع أشقائنا وإخوتنا دول التحالف والدول العربية الأخرى ودول العالم، عندما يجتمعون من أجل قضية واحدة، فإن الحل يكون في وقت قياسي».
وعد الوزير ياسين اليمن بلدا محظوظا بهذا الوقوف الإقليمي والعربي والدولي معه، مقارنة بدول أخرى تعرضت لما يتعرض له اليمن كأفغانستان أو سوريا أو العراق أو ليبيا.. وغيرها، وعبر عن شكره «لله سبحانه وتعالى على ذلك، وعلى القيادة الحكيمة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وللأشقاء في السعودية ودول الخليج ودول التحالف»، وأشار ياسين إلى ضرورة التفكير في المرحلة المقبلة، وهي مرحلة إعادة الأمن والاستقرار و«كيفية الدخول معا في رؤية واضحة شاملة لكل اليمنيين».
وحول اللغط القائم حول استهداف طائرات التحالف منزل السفير العماني في صنعاء، قال وزير الخارجية اليمني الدكتور رياض ياسين لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يعتقد أن هناك «استهدافا مقصودا للسفير العماني أو لأي سفارة»، وأردف قائلا: «أؤكد أنه تم تصوير ما حصل، وأعتقد أن الضربات التي تعرض لها منزل السفير العماني أو غيره من السفارات، هي ضربات أرضية، أي من صواريخ أرضية من قبل الميليشيات الحوثية التي تستغل فترة مرور الطائرات وتحليقها، ليضربوا بعض الأماكن، من أجل إثارة ضجة إعلامية»، كما أعرب عن اعتقاده بأن «ردة الفعل يجب أن تكون متوازنة، خلال هذه الفترة».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.