محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: القوات المرابطة في مأرب كافية لتحرير صنعاء

عرادة قال إن نائب قائد القوات البرية السعودية نقل لنا تطمينات الملك سلمان وأشقائه قادة التحالف

مقاتل من المقاومة الشعبية يستخدم منظارًا لرصد تحركات الميليشيات الحوثية في مأرب (إ.ب.أ)
مقاتل من المقاومة الشعبية يستخدم منظارًا لرصد تحركات الميليشيات الحوثية في مأرب (إ.ب.أ)
TT

محافظ مأرب لـ {الشرق الأوسط}: القوات المرابطة في مأرب كافية لتحرير صنعاء

مقاتل من المقاومة الشعبية يستخدم منظارًا لرصد تحركات الميليشيات الحوثية في مأرب (إ.ب.أ)
مقاتل من المقاومة الشعبية يستخدم منظارًا لرصد تحركات الميليشيات الحوثية في مأرب (إ.ب.أ)

تستعد قوات التحالف العربي، مع الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، لإطلاق «ساعة الصفر» لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك بعد تطهير مواقع صغيرة بين مأرب وصنعاء، حيث تعد الآليات والقوة العسكرية الموجودة حاليا في مأرب، كافية لتحرير صنعاء من الميليشيات المتمردة.
وأوضح سلطان عرادة، محافظ مأرب، أن المعركة العسكرية في مأرب وصنعاء، ستكون على مرحلتين، حيث إن هناك مناطق صغيرة بين المدينتين، يجب تطهيرها والسيطرة على المناطق المجاورة لمأرب، قبل البدء بالمرحلة الثانية من المعركة، والتي ستقرر لحظتها القيادات السياسية العليا في التحالف.
وقال عرادة في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، إن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يتواصل معه بشكل مستمر، للاطمئنان على عمل المقاومة الشعبية، والجيش الوطني اليمني، ويسأل باستمرار عن مدى التنسيق مع التحالف العربي، والاطمئنان على أحوالهم، لأن التنسيق المستمر هو سبب رئيسي في النجاحات التي تجري حاليا على الأراضي اليمنية، مطالبًا بتكثيف عدد عناصر المقاومة، على أن يكونوا مكانهم في المقدمة أمام الآليات العسكرية. وأشار محافظ مأرب إلى أن القيادة العسكرية عقدت اجتماعًا طارئًا للقيادات الموجودة على الأرض، وجرى توحيد القيادات العسكرية تحت قوات التحالف العربي، مع بعض الترتيب الذي يليق بالمعركة.
وذكر عرادة، أن الاجتماع الذي ترأسه الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، نائب قائد القوات البرية السعودية، أول من أمس، كان أكثر من رائع، وأعطى دفعة قوية لعناصر الجيش الوطني اليمني، وكذلك المقاومة الشعبية، ونقل لنا تطمينات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، وأشقائه قادة التحالف العربي جميعًا، بأن هناك تكاتفًا وتحالفًا عربيًا، بقيادة السعودية، لتطهير كل شبر في اليمن من الميليشيات الحوثية. وأضاف: «وصل الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، عبر طائرة الهليكوبتر العسكرية إلى مأرب، للالتقاء معنا، بحضور شخصيات عسكرية خليجية». وأكد محافظ مأرب، أنه جرى عملية دمج بين المقاتلين في قوات التحالف العربي، مع الجيش الوطني اليمني، والمقاومة الشعبية، وذلك تحت قيادة عسكرية موحدة، وأيضا فصائل ميدانية موحدة، حيث أصبح العمل يسير على قدم وساق، وبطريقة منسقة من الجميع. وتابع قائلاً إن «القوة العسكرية في مأرب، تمتاز بكثير من الآليات المختلفة، إضافة إلى مساندة من طائرات التحالف المختلفة، حيث تكفي القوة العسكرية لتطهير مأرب، وأيضًا إلى تحرير صنعاء، حيث أصبح عدد المقاومة الشعبية كل يوم عن يوم، في ازدياد في العدد، نتيجة رفض اليمنيين لأعمال الميليشيات الحوثية، التي دمرت بلادهم».
وأشار عرادة إلى أن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قاموا بزراعة كثير من الألغام في مأرب، الأمر الذي يدل على تزايد القلق لديهم، واضطروا إلى استخدام الألغام، بل أصبح موقفهم يتضاعف أكثر، حيث جرى تطهير تلك المناطق من الألغام، عبر سيارات ومعدات كبيرة، تابعة لقوات التحالف العربي».
وذكر محافظ مأرب، أن التحالف العربي يقوم بعمل عسكري، حيث تجنب أي أضرار للمواطنين والسكان، وذلك خلال استهدافه لمواقع يجري تحديدها، بل يعمل على إصابة الهدف المحدد فقط، وهي استراتيجية ثابتة، الأمر الذي يلزمنا في متابعة جميع الأهداف العسكرية.
يذكر أن الأمير اللواء فهد بن تركي بن عبد العزيز، نائب قائد القوات البرية السعودية، قال بعد وصوله إلى مأرب، أول من أمس، أن هناك تقدمًا ملحوظًا في عمليات العسكرية التي تجري في مأرب، وأن دخول القوات العربية المشتركة تأتي لدعم اليمن، ورفع الظلم عنه، ودعم قوات الجيش الوطني اليمني، وإسناد رجالات المقاومة الشعبية، مشيرًا إلى أن الحوثيين وأعوانهم، هم من يقومون باستهداف الأبرياء، وخداع الشعب اليمني. وأضاف: «قوات التحالف العربي تتقدم بخطوات مدروسة وموزونة يوميًا، متوقعًا أن تحسم المعارك في محافظة مأرب قريبًا، وأن التنسيق مستمر ودائم بشأن العمليات الميدانية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».