إنقاذ 750 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية

إنقاذ 750 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية
TT

إنقاذ 750 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية

إنقاذ 750 مهاجرًا قبالة السواحل الليبية

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها أنقذت منذ الساعات الأولى لصباح اليوم (السبت) أكثر من 750 مهاجرًا كانوا على متن ثلاثة زوارق قبالة السواحل الليبية، وأنّها تنقذ حاليًا مزيدًا من المهاجرين في الموقع ذاته.
وقال المتحدث باسم المنظمة، زين السعدي، لوكالة الصحافة الفرنسية «جرى إنقاذ أكثر من 750 شخصًا منذ الساعة الخامسة» (03.00 تغ) كانوا على متن ثلاثة زوارق قبالة ليبيا، مضيفًا أنّ «هناك عملية إنقاذ تجري الآن لزورق رابع».
وأضاف السعدي أنّه «سيجري نقل هؤلاء الأشخاص إلى مراكزنا في إيطاليا أو اليونان».
وظهر في تسجيل مصور أرسلته منظمة أطباء بلا حدود إلى وكالة الصحافة الفرنسية، مئات الأشخاص وهم على متن سفينة المنظمة، بعضهم يحتضن الآخر، وبعضهم الآخر يصفق.
وقال سامي السبيحي، وهو متحدث آخر باسم المنظمة، من على متن السفينة التي يعمل عليها 26 شخصًا بينهم أطباء، إنّ المهاجرين الذين جرى إنقاذهم «من جنسيات متعددة»، موضحًا أنّ «الجميع بخير وبصحة جيدة، وننتظر الآن لنرى القارب الرابع كيف ستكون حالته».
وعبر أكثر من 430 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ يناير (كانون الثاني)، ولقي نحو 2748 حتفهم أو فقدوا بحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي نشرت في 11 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وقد وصل نحو 310 آلاف منهم إلى اليونان و121 ألفًا إلى إيطاليا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وتشهد ليبيا التي تبعد نحو 300 كلم عن إيطاليا، فوضى أمنية ونزاعًا مسلحًا فاقما الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها التي تفتقد الرقابة الفعالة في ظل الإمكانيات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية وانشغال السلطات بالنزاع الدائر في البلاد.
كما أعلن خفر السواحل الليبيون، أمس، أنّهم انتشلوا جثث سبعة مهاجرين بينهم طفل قبالة طرابلس، وأنّه تم إنقاذ 102 مهاجر آخرين، ونقلوا إلى اليابسة على متن ناقلة نفط ليبية كانت متجهة من طبرق (شرق) إلى الزاوية (غرب).
وأول من أمس (الخميس)، أوقفت السلطات الليبية 124 شخصًا بينهم ثماني نساء في منطقة قرب طرابلس، بينما كانوا يستعدون للتوجه نحو مركب والإبحار نحو السواحل الأوروبية، بحسب ما أفاد مسؤول في جهاز خفر السواحل الليبي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.