محكمة التمييز تواجه سماحة بتسجيلات أعطى فيها الأمر بتنفيذ تفجيرات في شمال لبنان

طلبت من شركات الهاتف داتا اتصالاته وقررت استجوابه في 22 أكتوبر

محكمة التمييز تواجه سماحة بتسجيلات أعطى فيها الأمر بتنفيذ تفجيرات في شمال لبنان
TT

محكمة التمييز تواجه سماحة بتسجيلات أعطى فيها الأمر بتنفيذ تفجيرات في شمال لبنان

محكمة التمييز تواجه سماحة بتسجيلات أعطى فيها الأمر بتنفيذ تفجيرات في شمال لبنان

لم تكشف جلسة محاكمة الوزير اللبناني الأسبق، ميشال سماحة، التي انعقدت أمام محكمة التمييز العسكرية أمس، أي معطيات جديدة تتعلّق في القضية التي يحاكم بشأنها، بسبب تأجيل استجواب هذا المتهم إلى 22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، استجابة لطلب فريق الدفاع عنه. إلا أن أهميتها تكمن في القرار الذي اتخذه رئيس المحكمة، القاضي طوني لطوق، وأعلن فيه عن مواجهة سماحة بمضمون الأشرطة والتسجيلات التي توثّق محتوى اللقاءات التي جمعته بالمخبر ميلاد كفوري، وتسليمه الأخير 25 عبوة ناسفة وتكليفه بتفجيرها في مناطق متعددة في شمال لبنان، بالإضافة إلى شريحة «يو إس بي» التي تسجّل كامل اعترافاته التي أدلى بها أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
وكانت محكمة التمييز عقدت، أمس، ثاني جلساتها لمحاكمة سماحة الذي كان يوم توقيفه في 12 أغسطس (آب) 2012 يشغل المستشار السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، بعدما أبطلت الحكم المخفف الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية الدائمة، وقضى بسجنه أربع سنوات ونصف السنة، في قضية إدخال 25 عبوة ناسفة من سوريا إلى لبنان، بالاتفاق مع مدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك، ومحاولة تفجيرها في شمال لبنان، واستهداف موائد إفطارات رمضانية في منطقة عكار والتخطيط لاغتيال نواب ورجال دين وشخصيات سياسية ومواطنين.
سماحة مثل في قفص الاتهام أمام هيئة محكمة التمييز العسكرية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر أمس، وكان يرتدي بزّة كحلية اللون وقميصًا أزرق وربطة عنق زرقاء داكنة، بدا شاحب الوجه وقد فقد شيئًا من وزنه، ومواظبًا كعادته على حمل ملف عبارة عن مجموعة من الدفاتر والأوراق التي يدوّن عليها ملاحظات تمكّنه من الدفاع عن نفسه أثناء استجوابه.
كما حضر الجلسة زوجة سماحة وبناته الثلاث وعدد من أقاربه الذين أُجلسوا على المقاعد الخشبية إلى يمين القاعة، بينما جلس محامو الدفاع والصحافيون إلى الجهة اليسرى من القاعة.
وإثر افتتاح المحاكمة، أعلن القاضي لطوف أن «هيئة المحكمة تسلمت من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كامل التسجيلات والأشرطة المتعلقة بهذه القضية، وهي موثقة في ثلاثة أقراص مدمجة CD تتضمن اللقاءات التي جرت بين المتهم ميشال سماحة والمخبر ميلاد كفوري، إضافة إلى USB تحتوي تسجيلاً لكامل استجواب المتهم من قبل شعبة المعلومات، وكلفت فرع التدقيق في المحكمة بإفراغ مضمونها، وقد جرى تفريغ مضمون هذه التسجيلات كاملة».
وقال إن «المحكمة قارنت مضمون تفريغ الأقراص المدمجة العائدة لمقابلات المتهم والمخبر مع التفريغ الذي كان بمتناول المحكمة العسكرية الدائمة، فجاءت مطابقة بصورة كاملة ومطلقة، ولا يوجد أي نقص أو إضافة بمحتوى هذه التسجيلات، كما قامت المحكمة بمقارنة مضمون الـ«يو إس بي» الخاص باستجواب المتهم أمام شعبة المعلومات مع الاستجواب الخطي المضموم سابقًا إلى ملف المحكمة العسكرية، فثبتت مطابقته بصورة كاملة.
وفي ضوء ذلك، قررت المحكمة اعتماد مضمون تفريغ أشرطة المقابلات بين المتهم والمخبر المضمومة إلى الملف الذي كان بمتناول المحكمة العسكرية الدائمة، وتفريغ نص استجواب المتهم واعتماده كأساس لإجراء المحاكمة، ولم يعد هناك من داع إلى اعتماد أي مستند آخر غير تلك المضمومة إلى ملف المحكمة العسكرية سابقًا».
وبينما رفض رئيس المحكمة مذكرة فريق الدفاع التي يطلب فيها الحصول على التسجيلات، قرر السماح للمتهم ولمحامين اثنين من فريق الدفاع مشاهدة هذه التسجيلات داخل حرم المحكمة في حضور أحد مستشاري الهيئة العميد طوني شهوان. وسطّر كتابًا إلى شركة «ألفا» للهاتف الخلوي لإيداع المحكمة كامل داتا الاتصالات العائدة إلى هاتف سماحة، وتوجيه كتاب إلى شركة «إم تي سي» لإيداعها داتا الاتصالات العائدة لهاتف سكرتيرة سماحة غلاديس إسكندر، وتوجيه كتاب إلى هيئة أوجيرو لإيداع المحكمة أيضًا داتا الاتصالات العائدة لرقمي مكتب سماحة، وإرجاء البت بطلب داتا هاتف المخبر ميلاد كفوري إلى أن تقرر إمكانية الاستماع إليه.
وقررت المحكمة إرجاء الجلسة إلى 22 أكتوبر المقبل، للبدء باستجواب سماحة من دون الأخذ في أي طلب آخر.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.