«كشف المخدرات» شرط الإقامة بالمدن الجامعية في مصر

صاحبة «صفر الثانوية» لا تزال تبحث عن مكانها بالجامعة رغم تقرير وزارة العدل

«كشف المخدرات» شرط الإقامة بالمدن الجامعية في مصر
TT

«كشف المخدرات» شرط الإقامة بالمدن الجامعية في مصر

«كشف المخدرات» شرط الإقامة بالمدن الجامعية في مصر

في مفارقة تعكس ما وصل إليه حال التعليم والمتعلمين في مصر، أصدرت إحدى كبرى الجامعات المصرية قرارها بحظر إقامة الطلاب في مدينتها الجامعية إلا بعد إجراء اختبار «كشف المخدرات»، يأتي ذلك بعد أن تزايدت نسبة المتعاطين لكل أنواعها من طلاب الجامعة إلى نسب خطيرة ومقلقة.
في الوقت الذي ما زالت الطالبة مريم ملاك، صاحبة أشهر موقف في تاريخ التعليم المصري، تحلم بأن تلتحق بالجامعة، فبطلة قصة «صفر الثانوية العامة» لم تستسلم إلى نتيجة تقرير خبراء الخطوط التابعين لوزارة العدل، الذي لم ينصفها، حيث قال محاميها إنه سيطلب تشكيل لجنة خبراء مستقلة حتى تتمكن من «إثبات حقها».
وقال نائب رئيس جامعة بنها (بمحافظة القليوبية) لشؤون التعليم والطلاب سليمان مصطفى، إنه تقرر إجراء توقيع الكشف عن المخدرات على جميع طلاب الجامعة المتقدمين للسكن بالمدن الجامعية هذا العام ضمن ملف التسكين، كشرط أساسي.
وأكد مصطفى، بحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط المصرية»، أن هذا الشرط لن يتم التراجع عنه، وذلك للتحقق من عدم تعاطيهم المخدرات لضمان السلامة الصحية للطلاب ومنع تعاطي المخدرات داخل الحرم الجامعي.
إلى ذلك، قالت مريم ملاك، طالبة الثانوية العامة المعروفة بـ«طالبة الصفر»، في مؤتمر صحافي عقدته، اليوم (الخميس)، بحضور شقيقيها وأعضاء من هيئة الدفاع عنها، إنها كانت تتوقع أن يأتي التقرير الأخير من خبراء وزارة العدل لينصفها، ولكن ذلك لم يحدث. وأضافت: «لن أسكت وسأواصل معركتي ضد الظلم إلى النهاية».
وتصر الطالبة التي تقيم بقرية فقيرة في محافظة المنيا، أن أوراق إجاباتها تم تبديلها بأوراق أخرى، وأنه تم تزوير نتيجتها في امتحان الثانوية العامة المؤهل لدخول الجامعة.
وأكد محاميها إيهاب رمزي قائلاً: «لدينا مستندات تثبت أن هناك عبثًا كبيرًا تم في إدارة تصحيح الامتحانات في أسيوط» التي تتبعها مريم ملاك، مؤكدًا أن «هناك تحقيقًا جاريًا في هذه الإدارة». وأضاف: «رغم أن تقرير خبراء الخطوط الأخير لم يأت لصالح مريم، فإن النيابة العامة لم تغلق التحقيق». وقال: «سنطلب منها تشكيل لجنة خبراء مستقلة من أساتذة الجامعات المتخصصين لتثبت مريم حقها».
وأكد أن استمرارهم في متابعة قضية مريم «لم يعد من أجل الفتاة نفسها، ولكنه بات بالأساس يتعلق بكشف فساد».
ومنذ ظهور النتائج في منتصف يوليو (تموز) الماضي، سلكت مريم ملاك كل الطرق القانونية المتاحة لإثبات «تزوير أوراقها»، إلا أن تقارير الأجهزة الرسمية لم تؤيدها، وأصبحت قضية مريم خلال الأسابيع الأخيرة على كل لسان في مصر، وحظيت باهتمام واسع من الصحف وقنوات التلفزيون، ولقيت عاصفة من التأييد والتعاطف على شبكات التواصل الاجتماعي.



دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.