الحوثيون يعتقلون اثنين من أقارب مراسل {الشرق الأوسط} للتضييق عليه

مباحث الحديدة استدعتهما من مقر سكنهما وأخفتهما ومنعت الزيارة عنهما

الحوثيون يعتقلون اثنين من أقارب مراسل {الشرق الأوسط} للتضييق عليه
TT

الحوثيون يعتقلون اثنين من أقارب مراسل {الشرق الأوسط} للتضييق عليه

الحوثيون يعتقلون اثنين من أقارب مراسل {الشرق الأوسط} للتضييق عليه

في سياق عمليات التضييق على الصحافيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين في الساحة اليمنية، اعتقلت ميليشيات الحوثيين سالم وسليمان زيد مدابش، ابني عم الزميل عرفات مدابش، مراسل «الشرق الأوسط» في اليمن، الاثنين الماضي. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المباحث الجنائية استدعت الشخصين المذكورين إلى المباحث من دون تهمة، وعقب وصولهما جرى اعتقالهما والادعاء أن ميليشيات «أنصار الله» الحوثية قد تسلمتهما.
وأوضحت المصادر أن سالم وسليمان زيد مدابش، أخفيا قسرا، مما دفع أفرادًا من الأسرة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم في الوقت الراهن، لتحميل ما تسمى وزارة الداخلية في سلطة الحوثيين بصنعاء، مسؤولية عملية الاعتقال التي تمت في محافظة الحديدة بغرب البلاد. وذكرت مصادر في الحديدة أن الحوثيين يكثفون البحث عن أفراد أسرة مدابش وسؤالهم عن مكان وجود الزميل عرفات الموجود أصلاً في اليمن وهو يمارس مهامه بصورة طبيعية وبمهنية.
وأوضحت المصادر أن سالم وسليمان زيد مدابش، اعتقلا يوم 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، من قبل محمد حمدين مدير المباحث الجنائية بمحافظة الحديدة بعد استدعائهما من مقر سكنهما في منطقة القطيع بمديرية المراوعة، إلى مبنى المباحث الجنائية بمدينة الحديدة، وأنه جرى إخفاؤهما ومنع الزيارة عنهما وإنكار وجودهما والقول إنهما في حوزة «أنصار الله».
وقالت مصادر قريبة من الشخصين المعتقلين، إنها تطالب بسرعة الكشف عن مصير سالم زيد محمد مدابش وسليمان زيد محمد مدابش فورا، وإطلاق سراحهما أو إحالتهما إلى النيابة العامة إذا كانت ضدهما أي تهمة.
يذكر أن الميليشيات الحوثية اعتادت شن حملة ضد الصحافيين لإسكاتهم ومنعهم من نقل ما يقع في البلاد. وكان مراسل سابق لـ«الشرق الأوسط» هو حمدان الرحبي، قد تعرض هو الآخر لعملية اعتقال استمرت أربعة أيام، ونفذتها السلطات المسيطرة على العاصمة، في مايو (أيار) الماضي على خلفية عمله الصحافي.
وكان الرحبي قد احتجز ووجهت له تهمة كيدية بأنه المتسبب في نشر خبر لم يكتبه أصلا وإنما جاء من أحد مراسلي «الشرق الأوسط» من خارج اليمن. ونفى الرحبي حينها علاقته بالخبر إلا أن السلطات الحوثية لم تتقبل تفسيره ووجهت له تهمة أخرى مفادها أنه ساعد في تمرير المعلومة إلى الصحيفة حتى تنشر باسم زميل آخر. وانتقدت مؤسسات إعلامية وحقوقية حينها اعتقال الرحبي ووضعه في الحبس مع موقوفين آخرين على ذمة قضايا دموية وإجرامية.
وخلال تلك الواقعة، حملت «الشرق الأوسط» مجموعة التمرد المسيطرة على العاصمة صنعاء مسؤولية سلامة الرحبي وكل مراسليها الآخرين في اليمن. وقال حينها سلمان الدوسري، رئيس التحرير، إن الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها زملاؤنا هي ثمن المهنية العالية التي تتسم بها تغطية «الشرق الأوسط» للأحداث في اليمن، مؤكدا أن كل هذا لن يثني صحيفة العرب الدولية عن أداء واجبها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.