المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم اضطرابًا

الخبراء: الاتفاق النووي بين إيران وقوى العالم ستكون له تداعيات طويلة المدى في المنطقة

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم اضطرابًا
TT

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم اضطرابًا

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم اضطرابًا

ذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أمس، أن «قادة الغرب يواجهون اضطرابًا استراتيجيًا، نظرًا لإخفاق سياساتهم في السيطرة على تنظيم داعش مع استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط واستمرار انخفاض أسعار النفط، وتزايد تشدد روسيا وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين».
وجاء في التقرير السنوي للمعهد، أن «المناخ الأمني الدولي يتسم باضطراب استراتيجي ناجم عن التحديات التي تواجه النظام القائم على القواعد الذي يتشبث به قادة الغرب». وأضاف التقرير، أن النصف الأول من هذا العام خيمت عليه «الصراعات المتزايدة في الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا والعراق واليمن وليبيا». وأشار إلى أن هذه الصراعات خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين.. «لتتوالى سلسلة من أزمات اللجوء». كما قال إن تنظيم داعش «يبدو أنه سوف يتحول إلى سمة دائمة للساحة في الشرق الأوسط، بعد أن ثبت أقدامه في العراق وسوريا، مما قد يعرض البلدين على المدى البعيد إلى التفكك». وتحدث التقرير السنوي عن أن حل مشكلة «داعش» يتطلب استراتيجية أمنية جديدة. وأكد التقرير أن العرب السنة هم القوة الدافعة القوية للتصدي لعناصر التنظيم. وقال المعهد المستقل والمتخصص في قضايا الدفاع والشؤون الاستراتيجية، إن «الإنهاك من المعارك قد يعد من قبيل العوامل ذات الأهمية للحد من الآثار الناجمة عن تلك الصراعات».
وصرح الدكتور جون شيبمان، المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في مؤتمر صحافي أمس حول إصدار التقرير الجديد الواقع في 420 صفحة، بأن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي هو «تحالف واهٍ». ويؤكد أن التنظيم «سوف يظل سمة مستديمة من سمات المشهد الاستراتيجي العام لمنطقة الشرق الأوسط». وأشار د. شيبمان إلى أن التحديات الأمنية التي يشكلها ذلك التنظيم تعد من الأهمية بمكان بالنسبة لدول الجوار، ولكنها تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك. ولقد أعرب الزعماء في المنطقة صراحة عن قلقهم من أن المساحات التي «لا تخضع للسيطرة الحكومية قد تسقط تحت سيطرة الجماعات المؤيدة لتنظيم داعش»، كما أشار التقرير. وحذر د. شيبمان، في تلك المقدمة، من أن أجزاء واسعة من الشرق الأوسط تشهد حالات اقتتال كبيرة..« فليست هناك إشارة على تراجع في الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ أربع سنوات، كما ازدادت حدة الصراعات الطائفية الحالية في العراق، مع اندلاع لحروب لا تقل سوءًا في كل من اليمن وليبيا». وأشار د. شيبمان إلى أن التحديات الأمنية التي يشكلها ذلك التنظيم تعد من الأهمية بمكان بالنسبة لدول الجوار، ولكنها تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك.
وأكد التقرير في القسم الخاص بمنطقة الشرق الأوسط، أن «قطع خطوط الإمداد والاتصالات، وتقييد تدفق المقاتلين الأجانب، وتجفيف الدعم المالي، والهجوم بدقة على الزعماء ومقاتلي التنظيم، وتدريب القوات المحلية على مواجهة التنظيم بفعالية أكثر، هي وبحق جزء لا يتجزأ من المزيج الاستراتيجي للمواجهة. ولكن التقرير يميل إلى الرأي القائل بأن الحملة تشهد عراقيل جمة إثر غياب الحلول السياسية للحروب المندلعة في المنطقة والقيود، المهنية وغيرها، التي تعاني منها القوات المحلية. ومن بين الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط والتي سيكون لها تداعيات طويلة المدى في المنطقة الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران وقوى العالم الست: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا». وجاء في التقرير أن «الاتفاق لا يمثل فقط معلمًا في مكافحة الانتشار النووي، بل يبشر أيضًا بإعادة التوازن للديناميكيات الإقليمية».
وبالإشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران والمبرم بتاريخ 14 يوليو (تموز)، فإن التقرير يتوقع أنه سوف يؤدي إلى حالة من الاحتياط شديدة التعقيد والمزيد من عدم الارتياح الاستراتيجي في المنطقة.
ويقول التقرير إن ذلك الاتفاق سوف يُستثمر أيما استثمار من قبل الكثير من الأطراف في المجتمع الدولي وبدرجة من الأهمية الاستراتيجية تتجاوز الإطار المرجعي المحدد للاتفاق بكثير. وإذا ما تم تنفيذ الاتفاق بصورته الصحيحة، فسوف يعمل الاتفاق على ضمان عدم وجود خطر من تطوير إيران للأسلحة النووية عبر الـ15 سنة المقبلة، وخلال تلك الفترة، مع افتراض الامتثال الجيد لبنود الاتفاق من قبل إيران، فسوف يشهد الاقتصاد الإيراني رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الأمم المتحدة وغيرها من العقوبات الدولية الأخرى، كما أكد التقرير.
وأشار تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حيال رد الفعل الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، أن تل أبيب قدرت، وعلى الفور، أن الاتفاق «خطأ كبير».
وأفاد التقرير كذلك: «بالنسبة لعدد من دول الخليج العربي، فإن إعادة استقبال إيران في المجتمع الدولي يفتح الباب أمام الحرس الثوري الإيراني وغيره من القوى الأخرى داخل إيران للاستثمار في مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها». وخلص المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، خلال المراجعة السنوية للشؤون العالمية، إلى أن التسوية السياسية للحروب الحالية في ليبيا، وسوريا، واليمن هي من الأمور «المستبعدة للغاية» الوصول إليها على المدى القريب. وأكد التقرير في القسم الخاص بمنطقة الشرق الأوسط أن قطع خطوط الإمداد والاتصالات، وتقييد تدفق المقاتلين الأجانب، وتجفيف الدعم المالي، والهجوم بدقة على الزعماء ومقاتلي «داعش»، وتدريب القوات المحلية على مواجهة التنظيم بفعالية أكثر، هي وبحق جزء لا يتجزأ من المزيج الاستراتيجي للمواجهة.
وبالإشارة إلى الاتفاق النووي مع إيران والمبرم بتاريخ 14 يوليو، فإن التقرير يتوقع أنه سوف يؤدي إلى حالة من الاحتياط شديدة التعقيد والمزيد من عدم الارتياح الاستراتيجي في المنطقة. وإذا ما تم تنفيذ الاتفاق بصورته الصحيحة، فسوف يعمل الاتفاق على ضمان عدم وجود خطر من تطوير إيران للأسلحة النووية عبر الـ15 سنة المقبلة، وخلال تلك الفترة، مع افتراض الامتثال الجيد لبنود الاتفاق من قبل إيران، فسوف يشهد الاقتصاد الإيراني رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الأمم المتحدة وغيرها من العقوبات الدولية الأخرى، كما أكد التقرير.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.