تشودري لـ {الشرق الأوسط} : عرفت الله في سجن «بيل مارش» البريطاني.. ومحاكمتي ستكون سيركًا إعلاميًا

زعيم «المهاجرون»: قال إنه خسر 10 كيلوغرامات من وزنه وأصبح نباتيًا في الحبس الانفرادي

أنجم تشودري زعيم جماعة «المهاجرون» المشتبه بالإرهاب (تصوير: جيمس حنا)
أنجم تشودري زعيم جماعة «المهاجرون» المشتبه بالإرهاب (تصوير: جيمس حنا)
TT

تشودري لـ {الشرق الأوسط} : عرفت الله في سجن «بيل مارش» البريطاني.. ومحاكمتي ستكون سيركًا إعلاميًا

أنجم تشودري زعيم جماعة «المهاجرون» المشتبه بالإرهاب (تصوير: جيمس حنا)
أنجم تشودري زعيم جماعة «المهاجرون» المشتبه بالإرهاب (تصوير: جيمس حنا)

قال القيادي الأصولي أنجم تشودري المتهم بالإرهاب والمراقب بحلقة إلكترونية في رجله اليمنى على مدار الساعة، والمقرر مثوله أمام محكمة أولد بيلي «الجنائية» يناير (كانون الثاني) المقبل بتهمة التحريض على دعم «داعش» إنه «عرف الله عن حق في الحبس الانفرادي بسجن بيل مارش البريطاني شديد الحراسة». وأضاف أنه خلال أكثر من 30 ليلة قرأ القرآن وجوّده مرتين، وقضى ساعات طوال في صلاة القيام، وكذلك ردد العشرات من الأدعية والأذكار التي يحتاجها المسلم من القرآن والسنة في ليله ونهاره، ويوضح تشودري أنه اقترب من الله أكثر بمناجاته خلال ليالي الحبس الانفرادي في سجن بيل مارش، وأنه على يقين أن الله لن يتخلى عنه. وأشار إلى أنه يشعر بنوع خاص من الفرح فقد أفرجت السلطات البريطانية عن محمد ميزان الرحمن (أبو البراء) المتهم معه في نفس القضية، بتهمة التحريض على دعم «داعش».

«الشرق الأوسط» التقت تشودري (أبو لقمان) زعيم جماعة «المهاجرون» (48 عاما)، التي حظرتها بريطانيا بعد هجمات لندن 2005، بالصدفة المحضة شرق لندن أول من أمس، وكان قد خسر كثيرا من وزنه، لكنه لم يخسر حسه الفكاهي المميز، وعندما سألته عن أفضل طريقه لخسارة الوزن، قال بصوت عال وهو يضحك: «اذهب إلى بيل مارش، وهم سيتكفلون بالباقي». لكنه تراجع بسرعة وأكد أن سجن بيل مارش به كثير من المميزات لا تجدها مثلا في سجن رومية بالجنوب اللبناني، الذي يحتجز فيه شيخه ومعلمه عمر بكري فستق. وقال إن سجن بيل مارش يعتبر خمس نجوم، مقارنة مع سجن رومية، أو بعض السجون العربية الأخرى، وفي زنزانة الحبس الانفرادي، بالوحدة شديدة الحراسة يوجد تلفزيون ملون، وأبريق كهربائي لعمل الشاي والقهوة، وسرير وملاءات نظيفة وحمام خاص. وقال إن أسوأ شيء في السجن حملات التفتيش لزنزانات الحبس بحثا عن الممنوعات، حيث يتم تجريد السجين من ملابسه مثلما ولدته أمه، وكذلك يتم التفتيش أيضا بعد تلقي الزيارات، وهو شيء قاس جدا على النفس بالنسبة للسجين المسلم.
ويفيد: «كنت أعترض بشدة على حملات التفتيش وتجريدي من ملابسي، وكان الحراس يقولون إنهم يتبعون القوانين وأرد عليهم بالقول إن هذا ما كان يقوله النازي في معسكرات الأسر، خلال سنوات الحرب العالمية الثانية».
وأكد تشودري أن وجبات الطعام في السجن البريطاني مقبولة إلى حد كبير، إلا أنه فضل أن يكون نباتيا، خوفا من الخلط بين أنواع اللحوم التي تقدم للنزلاء. وفي السجن على مدار 35 يوما، كان يحق له الاتصال بزوجته وأطفاله الخمسة، وكذلك في زنزانة الحبس الانفرادي هناك ساعات طوال من الهدوء والسكينة يخلد فيها إلى القرآن الكريم «الأنيس والجليس» وكذلك الأحاديث والتفاسير، حيث قرأ القرآن كاملا مرتين خلال أقل من شهر. وفي الوحدة شديدة الحراسة تعرف تشودري على لص متجر الجواهر الشهير المعروف بهاتنغ غاردن، وبعض عتاة الإجرام، وكذلك بعض «الإخوة الأصوليين». وقال إنه يعيش في منطقة إلفورد بشرق لندن منذ سنوات قليلة، التي انتقل إليها من حي والتمسو القريب، لأنه كان يريد أن يعيش ويعتني بوالدته، التي تعيش في شارع مجاور له، ويبتسم ويقول: «إنها منذ اعتقاله وهي تخصص جل وقتها للدعاء له أن ينجيه الله من شر المصائب».
وأسأله وهو يرتشف قهوة الكابتشينو: «ألا تشعر بالخوف أو بالأسف لما مر بك من أحداث، من اعتقال وحبس، وكذلك لما قد تسفر عنه محكمة «أولد بيلي» يناير المقبل؟». ويهز رأسه قائلا: «إن كل شيء مقدر.. والحمد لله على كل حال». ويتساءل: «ألا يكفيني أنني كنت مع الله، وهو يرسم طريقي، وطريق الدعوة في العادة مفروش بالأشواك».
وأوضح أنه «منذ سنوات، وأنا على يقين أنني بسبب الدعوة إلى الله في بلد مثل بريطانيا معرض للحبس أو الموت أو ربما الترحيل عن هذا البلد». وقال: «إن نبي الله يوسف حبس في عهد فرعون مصر، وكذلك سيدنا يونس، والإمامان الشافعي وأحمد بن حنبل تعرضا للسجن أيضًا».
إلا أن زعيم «المهاجرون» تشودري يقدر أنه سيخرج بريئا من المحاكمة، التي سيدافع فيها عن نفسه أمام قانون وضعي، بمساعدة محاميه إقبال أحمد، ويؤكد أن شرطة اسكوتلنديارد ليست لديها أدلة ملموسة قوية عن علاقاته مع «داعش»، والتهمة الرئيسية هي تحريض الشباب على السفر إلى «داعش». ويضيف: «لا توجد لي اتصالات هاتفية أو رسائل إلكترونية، مع (دولة الخلافة)، وهم قادرون أن يستخرجوا أي رسائل إلكترونية متبادلة تشير إلى ذلك، ولكن لله الحمد، لا توجد لي اتصالات مع (دولة الخلافة)».
ويقول تشودري: «أنا محام، درست في بريطانيا، ولم يثبت من قبل بشهادة الشرطة أنني كسرت الخطوط الحمراء المرسومة أمامي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب»، التي يحفظها عن ظهر قلب، واستشهد بآية قرآنية تقول: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
وبالنسبة لشعوره بالخوف يقول تشودري، وهو يرفع طرف جلبابه، مشيرا إلى حلقة إلكترونية في قدمه اليمني، ويقول: «هم يراقبونني على مدار الساعة، ولكن الله يراقبنا جميعا»، مضيفا: «عندما خرجت من السجن بكفالة، اكتشفت أنهم وضعوا كاميرا، بالقرب من بوابة منزلي لمراقبتي أو مراقبة من سيدخل عندي لزيارتي، أو مراقبة مدى التزامي بالشروط الموضوعة للإفراج عني بكفالة، وقد يراقبون هاتفي الجوال أيضا أو وضعوا شرائح مراقبة في منزلي بعد مداهمته، أو يستخدمون كل وسائلهم التقنية لمراقبتي، ولكن الله أيضًا يراقبنا جميعًا».
وتطرق إلى الدعم الذي تلقاه بعد خروجه من السجن بعشرات الرسائل من داخل بريطانيا وخارجها، وقال إن محاميه إقبال أحمد أبلغه بوجود هاشتاغ على «تويتر» اسمه.«أفرجوا عن تشودري»، به أكثر من 800 ألف متابع.
وعن شروط الإفراج عنه، أوضح المحامي البريطاني، الذي أدار من قبل محاكم شريعة في شرق وشمال لندن تحت إشراف عمر بكري الداعية السوري في نهاية التسعينات، أن على تشودري البقاء في منزله ليلا من التاسعة مساء حتى السابعة صباحا، وألا يغير عنوان سكنه الموجود في ملف القضية، لأي سبب كان، وكذلك هو ممنوع من استخراج وثائق سفر أو الاقتراب من مطار هيثرو أو أي ميناء بريطاني خوفا من هربه إلى خارج البلاد، مشيرا إلى أن السلطات صادرت جواز سفره منذ شهور بعيدة خوفا من سفره إلى «داعش»، وكذلك هو ممنوع من الاقتراب من الإنترنت أو لمس الهاتف الجوال، خوفا من استخدامهما في التحريض. بالإضافة إلى 15 ألف إسترليني دفعها أحد أقارب زوجته كوديعة، لتأمين خروجه من سجن بيل مارش.
وضمن الشروط، بحسب تشودري، أيضا: «مسموح له بصلاة الجمعة في أحد مساجد شرق لندن، لكن من غير المسموح أن يتواصل مع المصلين، أو يلقي خطبة الجمعة، أو أن يشارك في أي مظاهرة لأي سبب كان، أو يجلس مع شخصين أو أكثر، وإلا كان عرضة للاعتقال مرة أخرى». وأوضح: «من غير المسموح له الاتصال بالمشتبه بهم معه في نفس القضية».
وضمن شروط محكمة أولد بيلي الجنائية أيضا ألا يغير تشودري عنوان سكنه الموجود في ملف القضية، وألا يحاول مغادرة بريطانيا أو أن يسعى للخروج من لندن قبل مثوله للمحاكمة بتهمة الدعوة إلى دعم تنظيم داعش المتطرف، 11 يناير المقبل.



رئيس الأرجنتين يحصل على الجنسية الإيطالية ويتسبب في غضب نواب البرلمان

جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا وخافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني في روما (إ.ب.أ)
جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا وخافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني في روما (إ.ب.أ)
TT

رئيس الأرجنتين يحصل على الجنسية الإيطالية ويتسبب في غضب نواب البرلمان

جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا وخافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني في روما (إ.ب.أ)
جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا وخافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني في روما (إ.ب.أ)

يعتز خافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني بأصوله الإيطالية، وقد حاول تعزيز العلاقات مع رئيسة الوزراء الإيطالية. لكن جواز سفره الجديد أغضب منتقدي قوانين الجنسية.

يعتز خافيير ميلي الرئيس الأرجنتيني بأصوله الإيطالية، وقد حاول تعزيز العلاقات مع رئيسة الوزراء الإيطالية المحافظة. لكن جواز سفره الجديد أغضب منتقدي قوانين الجنسية في إيطاليا.

عندما وصل الرئيس خافيير ميلي إلى مهرجان حزب جورجيا ميلوني في سيرك ماكسيموس بروما، وجد ساحة للتزلج، وشجرة عيد الميلاد، وجمهوراً مفعماً بالحيوية ومناهضاً للصحوة.

لكن، خلال الزيارة، حصل على شيء أهم من تسجيلات لماريا كاري واجتماعات مع جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا. لقد حصل على الجنسية الإيطالية. وقال ميلي على المسرح خلال الحدث: «ليسوا مجرد أصدقاء. أشعر بأنني بين عائلتي»، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وفقاً لوزارة الخارجية الإيطالية، حصل ميلي الذي هاجر أجداده من إيطاليا إلى الأرجنتين، على الجنسية، بسبب نسبه. وأثار الإعلان بعض الغضب بين منتقدي الحكومة في إيطاليا، الذين عارضوا منذ فترة طويلة قانون الجنسية الإيطالي الذي يسمح للأشخاص ذوي الأصول الإيطالية البعيدة بالحصول على جواز سفر، لكنه لا يمنح الجنسية لأبناء المهاجرين المولودين في إيطاليا.

كتب ريكاردو ماجي، عضو البرلمان من المعارضة، على منصة «إكس»: «إن منح الجنسية الإيطالية للرئيس ميلي صفعة أخرى في وجه الأولاد والبنات الذين وُلِدوا هنا أو يعيشون هنا بشكل دائم، والذين كانوا ينتظرون الجنسية لسنوات، وأحياناً دون أي نتيجة».

على عكس الولايات المتحدة، لا تمنح إيطاليا تلقائياً الجنسية للأطفال المولودين على أراضيها، سواء كان والدا الطفل قد دخلا بشكل قانوني أم لا.

بسبب موجة هجرة ضخمة في نهاية القرن التاسع عشر من إيطاليا عبر المحيط الأطلسي، تمكن الآلاف من الناس في الأميركتين من الحصول على الجنسية الإيطالية في السنوات الأخيرة بفضل أصولهم.

وفي السنوات الأخيرة، سعى العديد من الأرجنتينيين من الطبقة المتوسطة العليا للحصول على جواز سفر ثانٍ للانتقال إلى الخارج والهروب من الوضع الاقتصادي الصعب في وطنهم.

وأعرب ميلي عن فخره مراراً بأصوله الإيطالية، وغالباً ما يروي قصة هجرة أجداده ويمجد الثقافة الإيطالية. لكنه لم يشرح علناً لماذا، كرئيس دولة، يسعى للحصول على جنسية دولة أخرى.

ومن المتوقَّع أن يحضر رئيس الأرجنتين خافيير ميلي حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لمكتب ميلي.

يُذكر أن ميلي، الذي يُعتَبَر من المعجبين بترمب، حضر حفلة انتصار بعد الانتخابات في منتجع «مار آ لاغو» لترمب، في نوفمبر (تشرين الثاني)، وقال المتحدث باسمه، السبت، إنه سيحضر أيضاً الحفل في 20 يناير (كانون الثاني)، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وبحسب سجلات وزارة الخارجية الأميركية التي تعود إلى عام 1874، لم يحضر أي رئيس دولة أجنبي حفل تنصيب رئيس أميركي، منذ أكثر من مائة عام. وعادة ما يشهد الحدث السفراء، وأعضاء الكونغرس الأميركي، والجمهور العام.