«داعش» يفجّر سيارتين مفخختين في الحسكة ويوقع عشرات الضحايا

المعارضة تتقدّم في ريف اللاذقية وتسيطر على 3 تلال استراتيجية

«داعش» يفجّر سيارتين مفخختين في الحسكة ويوقع عشرات الضحايا
TT

«داعش» يفجّر سيارتين مفخختين في الحسكة ويوقع عشرات الضحايا

«داعش» يفجّر سيارتين مفخختين في الحسكة ويوقع عشرات الضحايا

فجّر تنظيم داعش سيارتين مفخختين داخل مدينة الحسكة في شمال سوريا، استهدف التفجير الأول حاجزًا للمقاتلين الأكراد في منطقة خشمان عند الأطراف الشمالية للمدينة، أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من عناصر الحاجز. أما الثاني فوقع قرب محطة القطار القريبة من نقطة تابعة لميليشيات «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام وسط مدينة الحسكة، في وقت أحرزت قوات المعارضة تقدمًا على محور ريف اللاذقية.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى، في محيط جبل عبد العزيز وبالريف الجنوبي الغربي للمدينة، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك.
هذا الاختراق رأى فيه ناصر الحاج منصور الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردي «أمرًا متوقعًا في ظلّ وجود حواضن أو بعض الخلايا النائمة التي تسهّل لـ(داعش) مثل هذه العمليات». وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش هاجم بواسطة شاحنة مفخخة تحمل كمية كبيرة من المتفجرات حاجز خشمان الواقع في منطقة الصالحية التابع لوحدات الحماية الشعبية، وفجرها على مسافة قريبة منه، ما أدى إلى (استشهاد) عشرة مدنيين وثلاثة من عناصر وحدات الحماية، وجرح أكثر من 50 بعضهم في حالة الخطر». وأوضح أن «انفجارًا آخر وقع بنفس التوقيت، استهدف مركزا لميليشيات الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام».
وقال منصور إن «التفجير الذي ضرب حاجز وحدات الحماية الكردية ليس مفاجئًا، فهو وقع في منطقة تماس، ولا ننكر أنه رغم الإجراءات التي نتخذها ضدّ نشاطات (داعش)، فإن هذا التنظيم ينجح من حين إلى آخر ببعض الاختراقات».
وعن المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم، جزم الناطق باسم الوحدات الكردية بأن «(داعش) غير موجود كليًا في مدينة الحسكة بعدما جرى طرده منها قبل شهرين». ولفت إلى أن «نحو 65 في المائة من المدينة يقع تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، و35 تحت سيطرة النظام والمسلحين الموالين له». وأضاف: «القوات النظامية تسيطر على الجهة الجنوبية للحسكة وبعض الحارات العربية القريبة من وسط المدينة، كنا حررناها من (داعش) ثم انسحبنا منها، كي لا نثير توترات عرقية، فأعيدت إلى سيطرة النظام».
وعلى جبهة اللاذقية، سيطرت فصائل المعارضة السورية أمس على ثلاثة تلال بالقرب من قمة النبي يونس في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بعد معارك مع القوات السورية النظامية دامت أكثر من عشر ساعات. ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض عن القائد العسكري بالفرقة الأولى الساحلية أبو محمد اللاذقاني أن «الثوار سيطروا على كل من تلّتي قبر حشيش والزراعة وتلة أخرى بالقرب من قرية جب الغار بعد عملية نفذتها عدة فصائل ومنها حركة أحرار الشام والفرقة الأولى الساحلية واللواء العاشر وكتائب أنصار الشام وفيلق الشام».
وأضاف: «المعارك أسفرت عن مقتل 50 عنصرًا نظاميًا وجرح العشرات، بينما قُتل 10 عناصر من مقاتلي المعارضة وأصيب 11 آخرون بجروح، كما استولت المعارضة على أسلحة خفيفة ورشاشات ودمّرت بعض الآليات كالمدافع والدبابات». ويرى اللاذقي في السيطرة على هذه التلال «أهمية كبرى نظرًا لموقعها الاستراتيجي، لكونها تطل على قرى سهل الغاب وطريق صلنفة - جورين بريف حماه، والذي تستقدم القوات عبره تعزيزات عسكرية إلى قرية جورين».
وتزامنت هذه المعارك مع قصف مكثف شنه الطيران الحربي النظامي على خطوط الاشتباك وقرى وبلدات ريف اللاذقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، منفذًا أكثر من 50 غارة، أدت إلى مقتل تسعة مدنيين في كل من قريتي الحور والكبينة وإصابة سبعة آخرين بجروح، بالإضافة إلى اندلاع حرائق جراء القصف.
أما المنطقة الصناعية في مدينة إدلب فكانت هدفًا لقصف الطيران المروحي النظامي بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين. وأعلن الناشط الإعلامي المعارض في إدلب سامر الحسين أنّ الطيران المروحي «استهدف مواقع سكنيّة بثلاثة براميل متفجرة داخل منطقة الصناعة شرق مدينة إدلب، تسببت بمقتل سبعة مدنيين وإصابة 13 آخرين بجروح، بينهم حالات خطرة، نقلوا قبل فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى مشفى باب الهوى خارج المدينة لتلقي العلاج»، مشيرًا إلى أن «القصف أدى إلى تدمير ثلاثة أبنية سكنية بشكل كامل واحتراق عدة محال تجارية».
وفي إدلب دارت أمس اشتباكات عنيفة بين «جيش الفتح» وفصائل إسلامية أخرى من جهة، وميليشيات «قوات الدفاع الوطني» واللجان الشعبية المدربة لدى حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، بالتزامن مع خمس غارات نفذها الطيران الحربي على مناطق الاشتباك.
وفي وقت خاضت فيه فصائل المعارضة مواجهات عنيفة مع قوات النظام في أحياء داخل حلب وريفها، ضبط عناصر من «لواء الفتح» سيارة مفخخة تابعة لتنظيم «داعش» كانت متجهة إلى مدينة مارع الخاضعة لسيطرة الجبهة الشامية المعارضة. وأكد ناشطون أن «عناصر من (لواء الفتح) العامل ضمن غرفة عمليات فتح حلب أوقفوا سيارة أجرة (تاكسي) مفخخة بالقرب من قرية أحرص، حيث كان يقودها عنصر من التنظيم وجرى توقيف السائق».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.