اللجنة العليا للانتخابات تعلن القوائم النهائية لمرشحي البرلمان اليوم

قائمة «في حب مصر» تقترب من حسم 15 مقعدًا بـ«التزكية»

اللجنة العليا للانتخابات تعلن القوائم النهائية لمرشحي البرلمان اليوم
TT

اللجنة العليا للانتخابات تعلن القوائم النهائية لمرشحي البرلمان اليوم

اللجنة العليا للانتخابات تعلن القوائم النهائية لمرشحي البرلمان اليوم

من المقرر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات في مصر اليوم (الأربعاء)، الكشوف الأولية لأسماء المرشحين الذين تم قبول أوراق ترشحهم في انتخابات مجلس النواب، والتي تنطلق رسميا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وبينما ينتظر أن تشهد العملية الانتخابية منافسة حامية في العاصمة القاهرة في ظل تصارع 5 قوائم حزبية، بات من المحسوم «عمليا» فوز قائمة «في حب مصر»، الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بأول 15 مقعدا في البرلمان، بعد أن دخلت السباق منفردة دون منافسة في قطاع «شرق الدلتا»، بانتظار حصولها على 5 في المائة فقط من أصوات الناخبين، وفقا لقانون الانتخابات، وهو الأمر الذي لا يعد صعبا.
وتجري المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المقبلة للمصريين في الخارج يومي 17 و18 أكتوبر، وفي الداخل يومي 18 و19 أكتوبر، بينما تجري المرحلة الثانية يومي 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني) للمصريين بالخارج، و22 و23 نوفمبر للمصريين داخل مصر.
وذكرت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة، أن إعلان الكشوف الأولية لأسماء المرشحين والقوائم، الذين سيتم قبول أوراق ترشحهم، سيبدأ يوم 16 سبتمبر (أيلول) الجاري، على أن يتم فتح باب تقديم الطعون في أسماء المرشحين حتى يوم 18 منه.
وأغلقت العليا للانتخابات باب الترشح يوم السبت الماضي، حيث بلغ إجمالي عدد المتقدمين في مختلف المحافظات، (5936) مرشحًا ينافسون على 420 مقعدا فرديا، بالإضافة إلى 7 قوائم حزبية، ينافسون على 120 مقعدا، بعد انسحاب قائمة «صحوة مصر»، لاعتراضها على رفض اللجنة العليا الطعن على قرار القضاء الإداري بشأن عدم اعتماد الكشوف الطبية لمرشحي مجلس النواب.
والقوائم الانتخابية التي تقدمت بأوراق ترشحها هي: في حب مصر، حزب النور، ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، نداء مصر، كتلة الصحوة الوطنية، فرسان مصر، التحالف الجمهوري.
ووفقا لخريطة الترشح فهناك ثلاث قوائم تقدمت بأوراقها على قائمة دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وهي (في حب مصر، وحزب النور، وتيار الاستقلال وائتلاف الجبهة المصرية). ومخصص لها 45 مقعدا. بواقع 14 مقعدا للقاهرة و7 مقاعد للقليوبية و7 مقاعد للدقهلية و8 مقاعد للمنوفية و5 مقاعد للغربية و4 مقاعد لكفر الشيخ.
أما على دائرة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، المخصص لها 45 مقعدا أيضا، فتقدمت كل من (نداء مصر، وكتلة الصحوة الوطنية، في حب مصر).
فيما تقدمت 5 قوائم للترشح عن دائرة غرب الدلتا، التي تضم 15 مقعدا، وهي (في حب مصر، حزب النور، ونداء مصر، وائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، وفرسان مصر).
وتقدمت قائمة (في حب مصر) بمفردها بأوراق ترشحها على دائرة شرق الدلتا، التي تضم 15 مقعدا. الأمر الذي يجعل إعلان فوزها بتلك المقاعد محسوما بشكل عملي لحين إعلان الفائزين.
ووفقا للمادة 24 من قانون مجلس النواب، فإنه في حال خوض قائمة واحدة الانتخابات عن دائرة من الدوائر الأربع المخصصة للقوائم دون منافس لها، تجري الانتخابات في تلك الدائرة شأنها شأن الدوائر الأخرى، ويشترط لإعلان فوز القائمة أن تحصل على 5 في المائة على الأقل من عدد أصوات الناخبين ممن لهم حق التصويت، وفي حال عدم تمكن القائمة من حصد نسبة 5 في المائة من الأصوات، يتم إعادة فتح باب الترشح على تلك الدائرة من جديد.
وتتشكل قائمة «في حب مصر»، من مسؤولين سابقين بالدولة وشخصيات عامة وقيادات بأحزاب ليبرالية، منهم اللواء سامح سيف اليزل، ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، وطاهر أبو زيد، ومؤسس حركة تمرد محمود بدر، ووزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، ووزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل.
ونفى القائمون على القائمة ما يتردد عن دعم أجهزة الدولة لها، لكنهم أكدوا في الوقت نفسه وقوف القائمة بكامل أعضائها خلف الرئيس السيسي وسياساته قبل وبعد دخولهم البرلمان.
وأوضحت اللجنة العليا للانتخابات أن كلا من ائتلاف الجبهة المصرية والتحالف الجمهوري تقدما بتظلم لقبول أوراقهما الخاصة بكل منهما في القاهرة والجيزة على الترتيب، وأرسل كل تظلم للجنة الانتخابات بالمحافظة المختصة للفحص، واتخاذ اللازم من الإجراءات في ضوء ما يتضح، وقد تقدما بأوراقهما بعد قبول التظلم.
وتبدأ اللجنة يوم 28 في إعلان الكشوف النهائية للمرحلة الأولى، وبدء الدعاية الانتخابية، ويومي 29 و30 للتنازل والتعديل. وحددت اللجنة الأيام من 1 إلى 3 أكتوبر المقبل، لإعلان الكشوف بعد التنازل والتعديل وتقديم الطعون، ومن 4 حتى 8 من الشهر المقبل للفصل في الطعون، على أن تبدأ فترة «الصمت الانتخابي» اعتبارًا من يوم الجمعة 16 أكتوبر.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».