القوى والأحزاب اليمنية تقف مع الشرعية وترفض الاجتماع مع الانقلابيين

ولد الشيخ يعود إلى الرياض لإقناع هادي بالمشاركة في الاجتماع * المتحدث باسم الأمم المتحدة: جهودنا مستمرة لجلب الأطراف إلى مائدة الحوار

مقاتلون يمنيون موالون للشرعية خلال دورة تدريبية في معسكر للجيش في محافظة عابر نحو 270 كيلومترا شرق مدينة مأرب (أف.ب)
مقاتلون يمنيون موالون للشرعية خلال دورة تدريبية في معسكر للجيش في محافظة عابر نحو 270 كيلومترا شرق مدينة مأرب (أف.ب)
TT

القوى والأحزاب اليمنية تقف مع الشرعية وترفض الاجتماع مع الانقلابيين

مقاتلون يمنيون موالون للشرعية خلال دورة تدريبية في معسكر للجيش في محافظة عابر نحو 270 كيلومترا شرق مدينة مأرب (أف.ب)
مقاتلون يمنيون موالون للشرعية خلال دورة تدريبية في معسكر للجيش في محافظة عابر نحو 270 كيلومترا شرق مدينة مأرب (أف.ب)

أعلنت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية الموالية للشرعية أمس، عدم المشاركة في أي اجتماع ترعاه الأمم المتحدة، مع الميليشيات الانقلابية، ما لم تعلن الأخيرة اعترافها بتنفيذ القرار الأمم 2216 دون قيد أو شرط، مؤكدة أن التعامل الانتقائي مع القرار لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء وتعطيل العودة إلى العملية السياسية، وذلك في خطوة محاذيه لقرار الحكومة اليمنية.
وأوضحت القوى السياسية في بيان «إنها قررت أمام الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عدم المشاركة في أي اجتماع ترعاه الأمم المتحدة مع الميليشيات الانقلابية، حتى تعلن هذه الميليشيات اعترافها الواضح والصريح بالقرار الدولي 2216. وإعلانها الصريح أنها ستقوم بتنفيذه، دون قيد أو شرط وفقا لما نص عليه القرار نفسه».
وأشار البيان إلى أن الأحزاب والقوى السياسية، تؤيد موقف القيادة السياسية المعلن عنه يوم السبت الماضي والتزامها به ودعمها ومساندتها له، وتثمن الجهود الإيجابية التي يقوم بها ولد الشيخ المبعوث الأممي لليمن، وتؤكد أن تحقيق السلام وحقن الدماء في اليمن لن يتحققا إلا من خلال الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وأن أي إخلال أو اجتزاء أو تعامل انتقائي مع القرار لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء وتعطيل العودة إلى العملية السياسية التي كانت قائمة قبل الانقلاب ونص القرار الدولي على استئنافها بعد تنفيذه.
وفي غضون ذلك أعلن ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في طريقة إلى الرياض لعقد مشاورات مع الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لإجراء مزيد من المشاورات وإقناع الحكومة اليمنية بالدخول في مفاوضات لوضع حل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال دوغريك خلال المؤتمر الصحافي للأمم المتحدة بنيويورك أمس «في ضوء إعلان الحكومة اليمنية عدولها عن المشاركة في المحادثات فإن مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في طريقة إلى الرياض لعقد مزيد من المشاورات مع الحكومة اليمنية والتأكيد أنه لا يوجد حل عسكري في اليمن».
وأضاف دوغريك أن الرسالة التي يحملها إسماعيل ولد الشيخ أحمد هي ضرورة انخراط كل الأطراف بحسن نية في مفاوضات لوضع حل للأزمة، وأنه لا يوحد أي حل سوى الحل السياسي، وأن كل يوم يمر دون التوصل إلى حل يقود إلى مزيد من المعاناة للشعب اليمني.
وشدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على ثبات موقف المنظمة الدولية في ضرورة التوصل لحل سياسي وقال: «رغم أن بعض الأطراف غيرت رأيها، لكننا لم نغير موقفنا وهو ضرورة التوصل لحل سياسي وجلب الأطراف إلى مائدة الحوار»
وحول تحفظات الحكومة اليمنية ومطالبتها بتنفيذ القرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن قال دوغريك «نحن واعون لتحفظات الحكومة اليمنية ومطالبتها بتنفيذ القرار 2216 وقد حصلنا على التزامات بتنفيذ هذا القرار (من الحوثيين) ونركز في الوقت الحاضر على حماية المدنيين وتخفيف معاناة اليمنيين حيث يوجد 21 مليون يمني يعانون من تأثير الحرب وقد آن الأوان لمناقشة العملية السياسية والقرار 2216 جزء من هذه العملية السياسية، ومن المهم جلب الأطراف للحوار ودفعهم للموافقة على الجلوس والتفاوض».
وقال مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة إن عراقيل كثيرة تقف أمام عقد المفاوضات في ضوء إعلان الحكومة اليمنية أنها لن تشارك في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ما لم يمتثل المتمردون الحوثيون لقرار مجلس الأمن الصادر في أبريل (نيسان) الماضي دون قيد أو شرط، وهو القرار الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء وتسليح أسلحتهم.
وأشار المصدر الدبلوماسي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن أهم نقطة خلاف وجدها إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مباحثاته مع الحوثيين هي مطالبتهم بإسقاط العقوبات الواردة في القرار 2216 ضد الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح وقد قبل الحوثيون أغلبية البنود الواردة في القرار.
وأضاف: «مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد يكثف جهوده لإجراء تلك المحادثات التي تدور حول وضع استراتيجية لتنفيذ القرار 2216 وفي الحقيقة فإن قبول قرار الأمم المتحدة ليس هو المشكلة وإنما المشكلة تكمن في تنفيذ الحوثيين لبنود سحب القوات وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها».
بينما أوضح مصدر في الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة لن تقبل بالذهاب إلى أي لقاء يجمعها مع القوى الانقلابية إلا بأخذ ضمانات ملزمة بتطبيقها للقرارات الأممية، مشيرا إلى أنه فهم من البيان السابق الذي أصدرته الحكومة قبولها بالتفاوض مع المتمردين الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، عادًا هذا الأمر غير صحيح.
وقال المصدر: «الحكومة مع أي مساع إيجابية للمبعوث الأممي في المستقبل، وذهابنا إلى مسقط لا يعتبر تفاوضا، بل إنه لقاء سيكون لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن».
وذكر المصدر أنه جرى عرض المقترح على القوى الانقلابية الالتزام الواضح لتطبيق القرار 2216 لكي يتم ضمان نجاح أي لقاء بالمستقبل يقوده المبعوث الأممي، وذلك من أجل الحرص الإيجابي في المستقبل.
وأشار إلى أن مجرد مشاركة الحكومة اليمنية الشرعية في أي لقاء مرتقب، من دون تطبيق للقرارات الأممية فإنه يعتبر مثل لقاء الأخير الذي تم تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف.
وأكد المصدر أن الشرعية اليمنية طلبت من المبعوث الأممي لليمن، الالتزام الواضح بتطبيق القرارات الأممية، موضحًا أنه فهم من البيان السابق للرئاسة اليمنية لأنه تحدث بلغة هادئة قبول الحكومة اليمنية بالتفاوض، وهذا الأمر غير صحيح، مشددًا على أن الحكومة اليمنية الشرعية لا يمكن لها أن تلتقي إلا إذا كان هناك التزام تام وجدي بالقرار 2216.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.